قراءة في كتاب حياة جديدة مع السيلياك
![](https://www.bshaer.net/wp-content/uploads/2025/01/IMG-20241231-WA0037.jpg)
عبد الله حسين اليوسف
قراءة في كتاب حياة جديدة مع السيلياك، تأليف / د. إبراهيم محمد المسلمى، د. أفنان عبدالله آل جواد، أ.بدور محمد آل خليفة ،الطبعة الأولى:1446هــ /2025م
قصة تعرفي على المرض:
في يوم الأحد صباحًا مع بداية الدوام، وبعد الكرّ والفرّ بسبب صعوبة الوصول إلى المستشفى نتيجةً لإصلاحات في الطريق وحادث مروري، وجد الجميع من الموظفين والكادر الطبي أنفسهم في حالة من الارتباك. كان الجميع يتمنى الوصول قبل إغلاق خط دفتر الحضور حتى لا يصبح الموظف متأخرًا. وكان الجميع حريصًا على الالتزام بالحضور المبكر استعدادًا لخدمة المرضى، واهتموا كثيرًا بضرورة الالتزام بالنظام والانضباط، مما ينعكس على رفعة المنشأة الصحية في تقديم أفضل خدمة.
وفي تلك اللحظة كان جوالي يرن بمكالمات عدة في الليل وفي الصباح الباكر. وعندما أجبت، كان المتصل صديقًا وقريبًا لنا، فبادلتُه التحية والسؤال عن حاله، ثم سألته: “ماذا تريد؟ هل من خدمة أقدمها لك؟”، فأجاب قائلًا: “هناك حالة صحية خطيرة، أختي تراجع مستشفى خاصًا منذ أكثر من شهر ولم يتم تحديد سبب حالتها”. فقلت له: “اشرح لي الأعراض، وسأقوم بتوجيهك إلى الاستشاري المختص”.
بدأ الصديق يذكر بعض الأعراض، مثل: فقدان الوزن من 70 كيلو إلى 35 كيلو فقط، مع الإسهال، الغازات، الإمساك، الغثيان، وآلام المعدة، إضافة إلى تورم المفاصل والعضلات. نقلت تلك الأعراض إلى استشاري الجهاز الهضمي، فأوصى بضرورة تحويل المريضة إلى المستشفى لتقديم الرعاية اللازمة.
بعد إتمام الإجراءات اللازمة وتحويل الحالة إلى المستشفى، دخلت المريضة العيادة، وأوصى الطبيب المعالج بإدخالها إلى قسم التنويم بعد فحصها وإجراء بعض الفحوصات الطبية. وبعد إتمام الفحوصات، أكد الطبيب أنها مصابة بحساسية القمح (مرض السيلياك). هنا ابتسم الطبيب وقال: “إن الذي أشرف على هذه الحالة في المستشفى الخاص هو أستاذي ومعلمي، وقد تدربت على يديه ودرسني في الجامعة”. فقلت له: “صدق المثل الذي يقول: حين يتفوق التلميذ على أستاذه”.
ثم بدأنا البحث عن حلول للمرض، حيث كان مرض حساسية القمح غير معروف لدينا وغير منتشر في المنطقة مما أدى إلى صعوبة التعامل معه، إذ كان من الصعب جدًا العثور على مواد غذائية مناسبة. والحمد لله تم العثور على متجر يبيع بعض المواد الخاصة، ولكنها كانت غالية الثمن. بعد حديث مع الطبيب، أخبرني أن هناك حراكًا علميًا وجهودًا في وزارة الصحة لدعم وتوفير المواد الخاصة للمرضى، وإعداد بروتوكولات طبية لتوفير الوعي حول المرض والمواد الغذائية التي تحتوي على الجلوتين.
وتُعد هذه الجهود المباركة من الهيئة العامة للغذاء والدواء خطوة هامة في خدمة المرضى، حيث يتم فرض الأنظمة على مقدمي الخدمة مثل المخابز والمطاعم لوضع ملصقات توضح المكونات التي قد تسبب الحساسية.
ثم جاء برنامج تأمين المنتجات الخالية من الجلوتين للمرضى المصابين بحساسية القمح (السيلياك)، فصدر الأمر السامي الكريم برقم 35395 وتاريخ 21/7/1437 هـ بتأمين المنتجات الأساسية الخالية من الجلوتين مجانًا. الحمد لله، تحسنت حالة المريضة وتمت الفرحة، وكما يقال: “إذا عُرف السبب، بَطُل العجب”.
جزء من المقدمة:
يجب أن تكون الثقافة الصحية مصدرها أهل الاختصاص (الممارس الصحي) أو من الكتب والمراكز المختصة في تشخيص وعلاج بعض الأمراض. ومما يؤسف له في هذه الأيام فقد كثر ما يتناقل عبر قنوات التواصل الاجتماعي من غير المختص من معلومات خاطئة.
ما هو مرض السيلياك؟
هو مرض مناعي ذاتي يؤثر على الجهاز الهضمي (الأمعاء الدقيقة) عند الأشخاص الذين لديهم حساسية من مادة الجلوتين مما يسبب سوء الامتصاص وسوء التغذية ويسمى الداء البطني. ويقدر نسبة الإصابة بهذا المرض في العالم حوالي 1%.
أنواع حساسية القمح:
1-الداء البطني (حساسية الجلوتين) أو ما يسمى بمرض السيلياك الذي يظهر على شكل إسهال وانتفاخ بالبطن وضعف في بنية الجسم وسوء التغذية وهذا النوع من المرض يتابع من قبل طبيب الجهاز الهضمي للأطفال.
2- حساسية القمح التي تسبب عدة أعراض، مثل؛ الأمراض الجلدية كالحكة والطفح الجلدي والتورم وأمراض الصدر (ضيق النفس) وغيرها وتكون حادة، وبعد تناول القمح ومشتقاته ويتابع مرضى هذا النوع من الحساسية طبيب المناعة والحساسية. وللتفريق بين هذين المرضين هو عمل تحليل مناعي فإذا وجدت أجسام مضادة فهو ينتمي إلى الصنف الأول (مرض السيلياك) أما إذا كان التحليل سلبيًا فهو من النوع الثاني من حساسية القمح.
أعراض مرض السيلياك:
تبدأ أعراض مرض السيلياك لدى الأطفال بعد إكمال ستة أشهر، أي غالبًا ما تكون بعد إدخال الأغذية التي تحتوي على مادة الجلوتين كالحبوب والخبز إلى طعام الطفل بفترة قصيرة.
ماهي مادة الجلوتين؟
هي مكون بروتيني نباتي يوجد في جميع أنواع الحبوب، مثل: القمح والشعير وهو المسؤول عن قوام الطعام المطاطي. ويتكون الجلوتين من مركبين هما الجلوتين والجليدين والأخير هو المسؤول عن الآثار الضارة في مادة غلوتين.
أهم أعراض مرض السيلياك:
1-نقص الذاكرة وتشويش التفكير دوخة وفشل عام.
2-قرحة الفم وتآكل مينا الأسنان.
3-آلام وتورم المفاصل والعضلات.
4-غثيان وآلام المعدة.
5- إكزيما وبثور وهشاشة الأظافر.
6-اسهال وغازات وإمساك بشكل متكرر.
7-عقم وإجهاض في النساء.
8-حساسية لاكتوز، فقر دم صداع نصفي، اكتآب ونقص فيتامين د.
توضيح لقمة الجليد لمرض السيلياك:
1-مرض السيلياك واضح الأعراض.
2-مرض السيلياك دون أعراض.
3-مرض السيلياك الكامن.
التغذية العلاجية:
النظام الغذائي الخالي من الجلوتين مدى الحياة هو العلاج الوحيد للمرضى المصابين بمرض السيلياك، حيث إن الالتزام بحمية خالية من الأغذية التي تحتوي على الجلوتين يخفف من التهاب الأمعاء ويجعلها تعود إلى حالتها الطبيعية خلال عدة أسابيع لذا؛ يجب أن يكون المصاب بمرض السيلياك أو ذووه لديهم الوعي الكافي والمعرفة لتمييز الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.ولم تعد الحمية الخالية من الجلوتين حمية صعبة كالسابق حيث أصبحت تتوفر البدائل بكل سهولة وأصبح من السهل أيضًأ معرفة الأطعمة الخالية من الجلوتين.
ماهي مصادر الجلوتين في الأغذية؟
توجد ثلاثة مصادر للجلوتين:
أولًا: مصادر ظاهرة كما في بعض الحبوب الممنوعة.
ثانيًا: المصادر الخفية التي تتواجد كإضافات على الأغذية، مثل: الرموز التي تبدأ بالحرف E.
أما المصدر الثالث فهو: عبارة عن إضافات قد لا يتم ذكرها في الملصق الغذائي ولكنها تستخدم لأغراض صناعية أثناء مراحل التصنيع المختلفة أو عن طريق التلوث أثناء الإعداد والتحضير.