رَشْفَةُ العِشْق

عماد آل عبيدان
ساقي الهوى، فاسقني كأسًا بهِ طَرَبُ
يَهيمُ منهُ فؤادي، يَسكرُ الطَّرَبُ
يا قهوةَ العِشقِ، يا سِرًّا يُبعثِرُني
نشوًا، ويسكُبُ في أوصالي العَجَبُ
قد ذابَ في راحتيكِ الشوقُ مُنطفِئًا
حتى أضاءَ بهِ مِن سِحركِ الشُّهُبُ
يا رشفةً أضرمتْ في خافقي ولهي
حتى غدا الشوقُ ألحانًا بها يَطِبُ
تجري بنَفْحَتِها العِذَابُ في لذَّةٍ
كأنَّها الوَحيُ في الأرواحِ تنْكَتِبُ
في نكهةِ العِطرِ، في سِحرٍ يُغازلُني
وحيٌ يُسافرُ بي، والهمسُ مُنسكِبُ
هاتِ اسقنيها، ودعْ روحي تُحلِّقُ في
ضوءِ الظلامِ، فذا سِرٌّ بهِ عَجَبُ
كم أرهفتْ مسمعي، كم أيقظتْ شفتي
وكم هَفتْ نحوَها الأرواحُ واحتسبُ
كأنها القُبلةُ السمراءُ ساحرةٌ
تَجري بنكهتِها الأسرارُ إذ تطبُّ
رُطبٌ بِشِفَّتِها مُلامسٌ حِلوها
زلالٌ عذبٌ به جُودٌ ومُنجذبُ
إنِّي خُلِقتُ لها، لو جِئتُ أُوصِفُها
ما وسَّعَ الكونُ من أوصافِها كُتُبُ
ما عادَ يُسْكِرُ روحي غيرَ نكهتِها
فالعُمرُ في كفِّها المسحورِ يلتهبُ