بشائر: الدمام
فيما انطلقت، أمس، (الأحد)، الاختبارات التحريرية لنهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي في مدارس البنين والبنات بمناطق ومحافظات المملكة للصفوف من الثالث الابتدائي وحتى الثالث ثانوي، شدّدت وزارة التعليم، على كافة المدارس بضرورة التقيّد بإجراءات وأعمال الاختبارات وعلى أهمية التقيد بالتوقيت الزمني لخروج الطلاب بين الفترات وفي نهاية الفترة الثانية، وضرورة بقاء الطلبة في القاعات حتى انقضاء نصف الوقت المحدد لكل مادة، والانتهاء من أعمال التصحيح والمراجعة والرصد في نظام نور الإلكتروني؛ لضمان إعلان النتائج بنهاية دوام (الخميس) القادم وقبل تمتع الطلاب والطالبات بإجازة يوم التأسيس وحصر المتغيبين بعذر.
وحضر الزي السعودي بشكل لافت في لجان الاختبارات بالمناطق والمحافظات كافة بعد صدور توجيه ولي العهد وزارة التعليم بإلزام طلاب المدارس الثانوية الحكومية والأهلية بالتقيد بالزي الوطني (الثوب والغترة أو الشماغ) للسعوديين، والتقيد بارتداء الثوب بالنسبة لغير السعوديين، واستثنى من ذلك طلاب المدارس الأجنبية، وشهدت بعض المناطق والمحافظات موجة برد شديدة تزامنت مع بدء الاختبارات النهائية.
وتشهد مدارس المملكة خلال هذه الفترة أنشطة متعددة تعزز الارتباط بالهوية السعودية، ليكون يوم التأسيس مناسبة تمتد تأثيراتها إلى الأجيال القادمة، وتغرس فيهم روح الاعتزاز بجذورهم التاريخية ومسيرة وطنهم المجيدة، ففي حائل، وتحت درجة حرارة أقل من 6 درجات مئوية، أجرى أكثر من 140 ألف طالب وطالبة في مدارس تعليم حائل اختبارات اليوم الأول، مرتدين الأزياء التقليدية السعودية، خصوصاً الزي المرتبط بالتأسيس، ما أضفى أجواء من الفخر والاعتزاز في قاعات الدراسة؛ إذ تعانقت ألوان الثوب السعودي الأبيض والعباءات السوداء، ما جعل اختبارات اليوم فرصة للاحتفال بجذورهم الثقافية وتاريخهم الأصيل.
وأكدت إدارة التعليم في المنطقة، جاهزية المرافق التعليمية، وتوفير البيئة المناسبة للطلاب لأداء اختباراتهم. وتأتي الانطلاقة بعد جهود متكثفة من الكوادر التعليمية والإدارية التي عملت على تجهيز القاعات الدراسية وتوفير المستلزمات اللازمة. كما تم التركيز على الالتزام بالإجراءات الاحترازية لضمان صحة وسلامة الطلاب والطالبات، خصوصاً في ظل الظروف المناخية الباردة.
ولم يقتصر تأثير الأزياء على رفع الروح المعنوية فحسب، بل ساهم أيضاً في خلق أجواء من التعاون والمودة بين الطلاب، إذ تبادلوا الأحاديث حول تاريخ بلادهم وأعلامها. وفي نهاية اليوم الأول، أبدى الطلاب مشاعر من الحماس والترقب، معبرين عن استعدادهم لأداء امتحاناتهم بثقة وجدية. وتستمر الاختبارات لنحو أسبوع، وتشمل جميع المواد الدراسية المقررة، مما يجعلها لحظات ثمينة تعكس الالتزام والمستقبل الواعد للطلاب. في المحصلة، لم تكن اختبارات الفصل الدراسي الثاني مجرد امتحانات، بل كانت مناسبة لتعزيز الهوية الوطنية وتجديد العهد بالارتباط بالأرض.
وفي الطائف، أدّى أكثر من 200 ألف طالب وطالبة في أكثر من 1,400 مدرسة من مختلف المراحل الدراسية اختباراتهم بكل يسر وسهولة وسط جاهزية عالية في المدارس ووقف نيابة عن المدير العام للتعليم بالطائف، المساعد للشؤون التعليمية محمد عامر النفيعي، على سير الاختبارات، واطلع على أعمال اللجان واطمأن على سيرها بالشكل الصحيح، وعلى واقع الاختبارات داخل القاعات سواء لطلاب التعليم العام أو طلاب التربية الخاصة بالمدرسة.
وكانت اللجان الفنية ولجان الملاحظة والرصد بالمدارس بدأت أعمالها منذ الساعات الأولى في المتابعة على جميع قاعات الاختبارات بمدارس البنين والبنات التابعة للإدارة العامة للتعليم بالطائف، وتم تسخير الإمكانات كافة، وتوفير الأجواء الملائمة المحيطة بالطلاب والطالبات في بيئة المدارس، وتنظيم الاختبارات، وسير الأعمال في لجان الكنترول، بما يضمن جودة الأداء في عملية التصحيح أولاً بأول والرفع بالدرجات على نظام نور.
وشدّد مدير التعليم الدكتور سعيد الغامدي، على مواصلة واستمرارية الجهود لمديري ومديرات المدارس والمعلمين والمعلمات كل وفق مهماته الرسمية، لضمان جودة الأداء وتوفير الأجواء المناسبة للطلاب والطالبات، مثمّناً التكامل بين الإدارة العامة للتعليم والجهات الأمنية لتواجدها في محيط المدارس، متمنياً التوفيق لجميع الطلاب والطالبات في هذه الاختبارات، مشيداً بدور أولياء الأمور في متابعة أبنائهم والتفاعل الدائم مع إدارة المدرسة، منوهاً بأهمية متابعة أولياء الأمور لأبنائهم خلال هذه الفترة، ومعرفة أوقات خروجهم من الاختبار ومتابعة عودتهم للمنازل، ومساندتهم وخلق بيئة ملائمة في المنازل لتحقيق النتائج الإيجابية والنجاح والتفوق.
شماغ وعقال مقصب في الابتدائي
في مشهد لافت عكس الاعتزاز بالإرث الوطني، اختار الطالب أنس أكرم فؤاد من المرحلة الابتدائية بجدة أن يؤدي أول اختباراته الفصلية مرتدياً الشماغ والعقال المقصب، تزامناً مع احتفالات يوم التأسيس، ووجدت إدارة المدرسة نفسها مستجيبة لرغبة الطالب، معتبرة أن اللفتة تعكس وعياً وطنياً مبكراً.
397 ألف طالب وطالبة في نجران وجازان
استقبلت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة جازان 257 ألف طالب وطالبة في مختلف المدارس؛ لأداء اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي، وسط جاهزية تامة وبيئة تعليمية مهيأة لضمان سير الاختبارات بسلاسة.
وتفقد المدير العام للتعليم بمنطقة جازان ملهي حسن عقدي، مدارس المنطقة التي شهدت انطلاقة منتظمة للاختبارات ولله الحمد، وفق خطة متكاملة للتهيئة الإرشادية، تضمنت تجهيز القاعات، وتوفير الأجواء المناسبة للطلبة، بمتابعة ميدانية من مديري ومديرات المدارس. ونوّه عقدي بدور الأسرة في دعم الطلاب خلال فترة الاختبارات، مشدداً على أهمية التواصل المستمر مع المدرسة، وتشجيع الأبناء على تنظيم وقت المذاكرة، بما يسهم في تحقيق النجاح والتفوق.
كما أطلقت الإدارة العامة حملة إعلامية عبر منصاتها الرسمية، بالتعاون مع إدارة تعليم صبيا ومكاتب التعليم والمدارس، تهدف إلى تقديم الإرشادات والتوجيهات اللازمة للطلاب والطالبات وأولياء الأمور؛ لضمان أداء الاختبارات بكفاءة وطمأنينة.
وفي نجران أدى أكثر من 140 ألف طالب وطالبة الاختبارات وتابع تعليم المنطقة سير بداية اختبارات الفصل الدراسي الثاني، من خلال زيارة عددٍ من المدارس وثمّنت الإدارة الجهود المثمرة التي يبذلها المعلمون والمعلمات والإداريون والإداريات في مختلف اللجان لتوفير بيئة ملائمة لأداء الطلاب والطالبات اختباراتهم النهائية بيسر.
