مركز الأطراف الصناعية السعودي يصنع الأمل لطفلة أوكرانية

بشائر: الدمام
في مشهد يختزل الحلم والأمل، دخلت الطفلة الأوكرانية (ماتيلدا) مركز الأطراف الصناعية التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة في بولندا، جالسةً على كرسي متحرك، تتأرجح في عينيها مشاعر مختلطة بين الحزن والتطلع لمستقبل أفضل. لم تكن ماتيلدا، سوى طفلة عادية، تلهو وتضحك بين أزقة قريتها، إلى أن قلبت الحرب حياتها رأسًا على عقب، تاركةً إياها تواجه واقعًا مؤلمًا بفقدان ساقيها أسفل الركبتين.
وبحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية، للزميلة البندري حبرم، عانت (ماتيلدا) وأسرتها صدمة نفسية قاسية، لم يكن الألم جسديًا فحسب، بل امتد إلى معضلة مستقبلية تتعلق بكيفية التأقلم مع هذه الإعاقة، وسط تحديات مالية حالت دون توفير العلاج اللازم، إلا أن الأمل انبثق من المملكة العربية السعودية، ممثلا بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبر برنامج الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل، الذي يقدم خدمات نوعية مجانية لمصابي الحروب والكوارث.
بدأت رحلة (ماتيلدا) بخضوعها لتقييم طبي شامل، حيث وضع فريق من الأطباء والمتخصصين السعوديين خطة علاجية متكاملة، شملت التأهيل البدني والنفسي، لضمان تقبلها الأطراف الصناعية واستعادتها لقدرتها على الحركة بثقة. وبعد أسابيع من التدريب والتأقلم، جاء اليوم المنشود، لحظة وقوفها على قدميها للمرة الأولى، خطوة تلو الأخرى، تحت أنظار والديها حيث غمرت الدموع أعينهما فرحا.
خرجت (ماتيلدا) من المركز وهي تسير بجانب والديها، بابتسامة تمزج بين الانتصار والتفاؤل، بعد أن استعادت استقلاليتها وثقتها بنفسها. لقد كانت هذه الرحلة شاهدًا على الدور الإنساني الرائد للمملكة، ورسالة تؤكد أن الأمل يولد مجددًا عندما تمتد الأيادي لتصنع الفرق.