أقلام

ظُلُّ العُمْر

عماد آل عبيدان

يا والدي! والموجُ يُغرِقُ مركبي

فكيفَ أُلاقي الدهرَ دونَكَ في غَدِ؟

تصدَّعَتِ الأيَّامُ بعدَكَ وحشةً

كأنَّ زماني صارَ في كَفِّ مُعْتَدِ

وقفتَ بوجهِ الريحِ درعًا ممَسَّكًا

وألقيتَ لي دفءَ الحنانِ بِمَنْجَدِ

سقاكَ الجلالُ المستفيضُ مهابةً

وأوقدَ في ليلِ المكارمِ مَقْعَدِ

فلم أرَ إلاكَ المدى حين ضِقْتُهُ

ولا كنتُ إلا في حِماكَ بمَرْقَدِ

وإن كنتَ في التُّرْبِ الرطيبِ مُنوَّمًا

فإني أراكَ النورَ في كلِّ مَشْهَدِ

إذا مرَّ طيفُ الذكرياتِ بصدرِنا

تفتَّحَ وردُ الشوقِ في القلبِ أَغْيَدِ

وإن صاحَ بي الليلُ الطويلُ بوَحشةٍ

أراكَ حضورًا في سُكوتيَ مَرْصَدِ

أُناجيكَ، ما لا تَسْتَطِيعُ فِكاكَها

كأنَّكَ لي روحٌ تَؤازِرُ مَقْصَدِي

سأبكيك، لا أبكي خُطاكَ تباعدَتْ

ولكنْ أُقيمُ الدَّمْعَ عندَكَ أَفْتَدِي

فيا ليتَ هذا الدهرَ يرجعُ ساعةً

فأُمسكَ كفَّ النورِ مِنكَ وأَهْتَدِي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى