جرعات حمض الفوليك العالية أثناء الحمل آمنة ومرتبطة بتحسن قدرات الأطفال اللفظية والمهارات السلوكية

المترجم : عدنان أحمد الحاجي
تناول المرأة الحامل جرعة عالية من حمض الفوليك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل يعتبر آمنًا ومرتبطًا بتحسن القدرات اللفظية [وهي الكفاءة في التعبير عن الأفكار والآراء والمعلومات من خلال اللغة المنطوقة أو المكتوبة (1)] للأطفال في سن السادسة بالإضافة إلى تحسن مهاراتهم السلوكية [وهي القدرات التي تؤثر في تفاعل الشخص مع آخرين واستجابته لحالات وأوضاع معينة (2)]، وستقدم الدراسة (3) في الاجتماع السنوي السابع والسبعين للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب الذي سيعقد في الفترة من 5 إلى 9 أبريل 2025 في سان دييغو وعبر الإنترنت (4). “لقد ثبت أن تناول حمض الفوليك أثناء الحمل يقلل من التشوهات الخلقية ويحسن قدرات الأطفال العقلية (الذكاء) [أي القدرة العقلية العامة على التفكير والتخطيط وحل المسائل أو المشكلات والتفكير المجرد وفهم الأفكار المعقدة والتعلم (5)]، ولكن أفضل جرعة من حمض الفوليك غير معروفة،” بحسب مؤلف الدراسة الدكتور كيمفورد جيه ميدور Kimford Meador، من جامعة ستانفورد، في مدينة بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا، وزميل الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب:
أجريت الدراسة على 345 طفلاً عندما كانوا في السادسة من عمرهم. ومن بين المشاركين، كان هناك 262 طفلاً من أمهات مصابات بالصرع، و83 طفلاً من أمهات غير مصابات بالصرع. سجل الباحثون جرعات حمض الفوليك التي تناولتها أمهاتهم خلال الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل (الثلث الأول) وقسموا الأطفال إلى خمس مجموعات على أساس الجرعة المتوسطة: المجموعة الأولى لم تتناول أمهاتهم جرعة حمض الفوليك، والمجموعة الثانية تناولت أمهاتهم جرعة حمض الفوليك حتى 0.4 مليغرام (ملغ) يوميًا؛ والمجموعة الثالثة تناولت أمهاتهم جرعة أعلى من 0.4 إلى 1.0 ملغ يوميًا؛ والمجموعة الرابعة تناولت أمهاتهم جرعة أعلى من 1.0 إلى 4.0 ملغ يوميًا؛ والمجموعة الخامسة تناولت أمهاتهم جرعة أعلى من 4.0 ملغ يوميًا. الجرعة الحالية الموصى بها أثناء الحمل لعامة الأمهات هي 0.4 ملغ يوميًا، بالرغم من أنه قد يصف الطبيب جرعة أعلى للنساء المصابات بالصرع.
خضع الأطفال لاختبارات متعددة لتقييم مهاراتهم اللفظية. على سبيل المثال، في أحد اختبارات المفردات، طُلب من المشاركين وصف الأشياء أو الأفعال أو المفاهيم التي تظهر في كل صورة من الصور المعروضة عليهم بكلمة واحدة. بالنسبة لعامة الأطفال، تراوحت درجات هذه الاختبارات اللفظية من 70 إلى 130، بمتوسط 100، حيث كلما كانت الدرجات عالية كلما كانت القدرات اللفظية أفضل. كما قام أوياء الأمور [أو الأمهات] بإكمال استبانات لتقييم سلوكيات الأطفال مثل مهارات التواصل [وهي القدرات التي تستخدم عند إعطاء معلومات واستقبالها وتتطلب حسن الاستماع والتحدث والملاحظة والتعاطف وجدانيًا مع الناس، ومن ذلك القدرة على توصيل أفكار أو مشاعر أو حتى الكلام عن شيء معين (6)] والمهارات الاجتماعية (التواصل والتفاعل مع الآخرين (7)] ومهارات الحياة اليومية [وهي المهارات المستخدمة في الحياة اليومية، بما فيها أنشطة المنزل أو المدرسة أو العمل، أو المجتمع، مثل الطبخ والتنظيف والشراء والبيع وممارسة الرياضة أو التنقل من مكان إلى آخر(٨)]. دمجت نتائج هذه الاختبارات للحصول على درجة سلوكية إجمالية موحدة. بالنسبة للأطفال بشكل عام، تراوحت الدرجات من 70 إلى 130، بمتوسط 100، وكلما ارتفعت الدرجات كلما كانت القدرات أفضل.
وبعد ازالة عوامل التشويش (9) مثل معدل ذكاء الأم، وأدوية الصرع التي تتناولها، ومضاعفات الحمل، وجد الباحثون أن متوسط الدرجة اللفظية للأطفال من أمهات تناولت حمض الفوليك كان 108 مقارنة بـ 96 للأطفال من أمهات لم تتناول حمض الفوليك. كان متوسط النتيجة السلوكية للأطفال من أمهات تناولت حمض الفوليك 102 مقارنة بـ 82 للأطفال من أمهات لم تتناول حمض الفوليك.
وعند الأخذ في الاعتبار الأطفال الذين تناولت أمهاتهم حمض الفوليك أثناء الحمل، وجد الباحثون أن درجات مهارات الأطفال اللفظية والسلوكية كانت متشابهة في كل جرعات حمض الفوليك من تلك الجرعات المنخفضة إلى الجرعات العالية منه. كان متوسط درجات المهارات اللفظية للأطفال من أمهات تناولت جرعة منخفضة مساويًا تقريبًا لدرجات الأطفال من أمهات تناولت جرعة عالية (110 مقابل 108). وكان متوسط الدرجات السلوكية للأطفال من أمهات تناولت جرعة منخفضة وأطفال من أمهات تناولت جرعة عالية هو 103.
“بينما وجدت دراسات سابقة أن هناك مخاطر مصاحبة للجرعات العالية من حمض الفوليك، إلّا أن نتائج هذه الدراسة جاءت مطمئنة للمرأة الحامل أو التي تخطط لإنجاب طفل بأن تناول جرعة عالية من حمض الفوليك في وقت مبكر من مرحلة حملها قد يؤثر بشكل إيجابي في صحة دماغ طفلها،” حسبما قال ميدور. “لكن هناك حاجة إلى دراسات أخرى لتحديد أفضل جرعة من حمض الفوليك لتحقيق أقصى قدر من الفوائد والحد من احتمالات اصابة الأطفال باضطرابات النمو العصبي (10) وكذلك المخرجات السلبية الأخرى، والتي قد تختلف باختلاف مجموعات النساء.”
أحد قيود الدراسة هو أنها لم تأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى التي قد تؤثر في تناول حمض الفوليك وامتصاصه، مثل الفيتامينات الأخرى التي تتناولها الحوامل والعوامل الوراثية.
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://blog.geetauniversity.edu.in/the-crucial-role-of-verbal-ability-in-shaping-a-successful-career
2- https://uk.indeed.com/career-advice/career-development/behavioral-skills
3- https://aanfiles.blob.core.windows.net/aanfiles/e88feb6a-9106-437d-8ab3-44853cb9fce5/2025 AAN Annual Meeting Abstract – Folic Acid and Pregnancy
4- https://www.aan.com/events/annual-meeting
5- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32958167/
6- https://in.indeed.com/career-advice/resumes-cover-letters/communication-skills
7- https://ar.wikipedia.org/wiki/مهارات_اجتماعية
8- https://www.interchangewa.org.au/services/daily-living-skills
9- https://ar.wikipedia.org/wiki/تأثير_مخالط_(إحصاء)
10- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_النمو_العصبي
المصدر الرئيس
https://www.aan.com/PressRoom/Home/PressRelease/5241