أقلام

جعفر آل توفيق: قامة سعودية تضيء عرش الطب العالمي

عماد آل عبيدان

في رحاب العلم والمعرفة، تتجلى شخصيات نادرة تسطع في سماء الإنجاز، ويُعد البروفيسور جعفر علي آل توفيق واحدًا من هؤلاء الأفذاذ الذين نقشوا أسماءهم بحروف من نور في صفحات الطب والأبحاث الطبية على المستويين الوطني والدولي.

مسيرة علمية حافلة بالعطاء:

بدأ البروفيسور آل توفيق رحلته العلمية بالحصول على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الملك فيصل بالدمام. وبعدها سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أكمل دراسة التخصص في الطب والباطنة بجامعة إنديانا بمدينة إنديانابوليس، ثم أتم دراسة التخصص الدقيق في الأمراض المعدية في الجامعة نفسها. وخلال تلك الفترة تألق نجمه في الأبحاث الطبية حيث حصلت أبحاثه على المركز الأول في تلك الجامعة.

ولشغفه بالمعرفة حصل على شهادة في طب المناطق الحارة من جامعة لندن، وبعد ذلك واصل سعيه الحثيث نحو التميز، فحصل على شهادة التعليم السريري من قسم طب الأسرة والمجتمع بجامعة تورنتو في كندا، مما يعكس التزامه بتطوير مهاراته التعليمية والطبية.

تدرج مهني متميز:

شغل البروفيسور آل توفيق عدة مناصب مرموقة، منها:

• استشاري الأمراض المعدية والطب الباطني في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي بالظهران منذ عام 2014.

• رئيس وحدة الطب الباطني العام في الخدمات الطبية لشركة أرامكو السعودية بين عامي 2007 و2010.

• مدير الاعتماد ومكافحة العدوى في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي، حيث لعب دورًا حيويًا في تعزيز معايير الجودة والسلامة في الرعاية الصحية.

إسهامات بحثية رائدة:

يُعد البروفيسور آل توفيق من أبرز الباحثين في مجال الأمراض المعدية، حيث تتركز اهتماماته البحثية على:

• علم الأوبئة في المستشفيات والعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية.

• مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية وبرامج الإشراف على استخدام المضادات.

• الأمراض التنفسية الناشئة، بما في ذلك متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)-و كوفيد-١٩.

• دراساته حول التجمعات البشرية الكبيرة، مما يجعله مرجعًا في هذا المجال.

دراساته حول كوفيد-١٩ وإسهاماته البحثية ومشاركته في اللجان المحلية والعالمية.

وقد ساهم في تأليف عدة فصول في كتب علمية مرموقة، منها ثلاثة فصول في كتاب حديث حول “العدوى الناشئة والمعاودة في المسافرين”، بالتعاون مع خبراء عالميين.

وله أبحات كثيرة نُشرت في المجلات العالمية والمحلية وهي أبحاث محكمة.

اعتراف دولي وتأثير عالمي:

تقديرًا لإسهاماته البارزة، عُين البروفيسور آل توفيق أستاذًا مساعدًا في الطب والأمراض المعدية بجامعة جونز هوبكنز، وأستاذًا (بروفيسورًا) في كلية الطب بجامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية. كما صُنّف ضمن أفضل الخبراء العالميين في مكافحة العدوى والبحوث الطبية في ما يتعلق بالأمراض المعدية وأبحاث كورونا، مما يعكس تأثيره الكبير في هذا المجال.

قيادة استثنائية خلال الأزمات:

خلال جائحة كوفيد-١٩، تولى البروفيسور آل توفيق دور قائد استجابة الحوادث في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي، مستفيدًا من خبرته السابقة في التعامل مع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)-عام 2012، مما ساهم في تعزيز جاهزية المركز لمواجهة التحديات الصحية الطارئة.

إشادة وتقدير:

حظي البروفيسور آل توفيق بتقدير واسع من مؤسسات مرموقة، حيث حصل على جوائز عديدة من أرامكو السعودية وجوائز عالمية ومحلية كما صنع من قبل مؤسسات عالمية من ضمن أبرز العلماء. وكانت آخر جائزة حصل عليها هي جائزة البحوث والابتكار والتميز مدى الحياة من هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار في العاصمة الرياض العام السابق.

نبض عرس أخير:

إن مسيرة البروفيسور جعفر علي آل توفيق تُعد أنموذجًا يُحتذى به في التفاني والتميز العلمي، وتبرز الدور الريادي للكفاءات السعودية في الساحة الطبية العالمية. وهو بحق فخرٌ للوطن، ومنارة تُنير دروب الباحثين والطامحين في مجالات الطب والأبحاث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى