أقلام

وصايا أركاد رجل المال والثراء (١)

رباب حسين النمر

من منا لا يحلم بمال يجري بين يديه كما يجري النهر المتجدد الذي لا ينضب، وبه يستطيع تغطية نفقاته الحياتية، ويعيش حياة كريمة، ويحقق رغباته وأمنياته المادية والمعنوية من سفر وتنقلات وامتلاك بيوت وعقارات، وتأسيس مشاريع مختلفة، وبطرق ذكية دون أن يفني نفسه ويستنزف طاقته وعمره؟ يتناول كتاب أغنى رجل في بابل لمؤلفه (جورج كلاسون) هذا الموضوع، حيث يعرض طرقًا علاجية للتغلب على خلو المحفظة من المال، ويقدم دليلًا لفهم الأمور المالية، ورؤية واضحة لمن يطمح إلى تحقيق نجاح مالي، ويساعد الكتاب على كسب المال، والحفاظ عليه، وجعل الفائض منه يجني المزيد من المال. وقد يتساءل أحدهم؟ وما الصفة التي تميزت بها بابل في هذا الشأن؟ فنقول: بابل هي المهد الذي نشأت فيه المبادئ الرئيسة لجني المال، والتي انتشرت منها في جميع أنحاء العالم، حيث كانت بابل في الماضي أكثر مدن العالم القديم ثراء، وكان مواطنوها أغنى الناس في عمرهم. وقد أدركوا قيمة المال، وطبقوا مبادئ صحيحة في كسبه والحفاظ عليه وجعله يجني المزيد منه، وحققوا ضمان الدخل المالي في المستقبل. وهناك محصلة نهائية لقراءة الكتاب تمناها المؤلف للمتلقي، وهي: تنمية الحسابات البنكية وتحقيق النجاحات المالية، وإيجاد الحل للمشاكل المالية المستعصية. أي قصة، ومن ضمنها قصص المال والاقتصاد لا بد أن تتضمن عناصر لا غنى عنها، فتتوافر على الزمان، والمكان، والشخوص، والأحداث، والصراع، وقمة الصراع، وبدء انفراج الأزمة، والنهاية. وقد توافرت هذه العناصر بالضبط في القصة المالية لأركاد. فالزمان والمكان متعلقان ببابل مملكة السومريين القديمة، والشخوص بعضهم رئيس كأركاد وألجاميش، وبعضهم يمثل دور كومبارس ليساعد في إبراز الحدث وتسيير دفة القصة. *قصة أركاد* كان هناك رجلان يحلمان بالثراء في بابل، رجل اسمه بانسر، وصديقة كوي، وكان هذان الرجلان يشكوان نفاذ المال ويحلمان بالثراء، فأراد بانسر أن يقترض من كوي مالًا بعد أن فرغت محفظته تمامًا، ولم تكن محفظة كوي بأحسن حالًا من محفظة بانسر، وفي هذا الحال البائس تذكر الصديقان صديقهما أركاد أغنى رجل في بابل والمشهور بثروته العظيمة، وسخائه وكرمه في الإنفاق على أعمال الخير، وبكرمه مع عائلته، وسخائه في نفقاته الشخصية. وكانت ثروة أركاد تتزايد بسرعة في كل عام بمعدل يزيد عما ينفقه منها. اجتمع أصدقاء الطفولة والصبى، وسألوا أركاد عن سر ثروته، بينما هم يشكون قلة المال وعدم القدرة على تغطية النفقات، وفي الماضي كانوا هم وأركاد يتعلمون جميعًا على يد معلم واحد، ويلهون بالألعاب نفسها، ولم يكن أركاد أكثر منهم شرفًا (لم تكن تعمل بكد أو بإخلاص أكبر مما كنا نحن نعمل، ولكن لِمَ اصطفاك القدر من بيننا وجعلك تستمتع بكل متع الحياة بينما تجاهلنا نحن من نستحقها مثلك تمامًا؟)، …. يتبع

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى