جيل Z و جيل X … تقارب و تنافر

أمير الصالح
أطرح بين الحين والحين اسئلة على بعض تطبيقات الذكاء الصناعي لا ستكشف آفاقًأ وقراءات جديدة تتحفني بفهم الأمور من عدة زوايا. فأضم قراءتي مع خبرتي العملية إلى جانب ما يطرحه بعض تطبيقات الذكاء الصناعي لفهم أكثر عمقًا واستكشاف حلول أكثر فعالية وبساطة. من أحد تلكم الأسئلة، سألت تطبيق ذكاء صناعي السؤال التالي:
لماذ شباب جيل Z (الجيل الصاعد) لا يتوافقون مع والديهم؟!
Why do Z generation members are not on line with their patents ?!
فأجاب التطبيق وأنا أشاطره معظم طرحه وأنقله لكم بتصرف:
هناك عدة أسباب تجعل جيل زد (مواليد الفترة من ١٩٩٧ إلى ٢٠١٢) يبدو غالبًا غير متوافق مع آبائهم (عادةً جيل إكس أو جيل الألفية الأكبر سنًا) فيما يتعلق بالقيم والتواصل وأسلوب الحياة. إليكم العوامل الرئيسة:
الجيل الرقمي الأصلي Z مقابل المهاجر الرقمي المستجد على التقنية
– نشأ جيل زد مع الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي والوصول الفوري للمعلومات.
– الآباء (جيل إكس/وما قبله) تكيفوا جزئيًا مع التكنولوجيا في وقت لاحق من حياتهم، مما أدى إلى اختلاف سلوكياتهم على الإنترنت. فضلًا عن نظرة الريبة والشك نحو التطبيقات والإنترنت بسبب جرائم الهاكرز وال spam.
– لنتيجة: يشعر جيل زد براحة أكبر مع التواصل الرقمي (الرسائل النصية، الإيموجي، الميمات، الرسائل المباشرة)، بينما يفضل الآباء المكالمات أو المحادثات وجهًا لوجه أو الكتابات الموثقة.
٢. قيم وأولويات مختلفة
– التوازن بين العمل والحياة: يُعطي جيل زد الأولوية للصحة النفسية والمرونة والعمل عن بُعد، بينما تُقدّر الأجيال الأكبر سنًا غالبًا الاستقرار الوظيفي وثقافة العمل الشاق والولاء المهني.
– القضايا الاجتماعية: يميل جيل Z إلى أن يكون أكثر تقدمية في قضايا حقوق نفسه وحقوق التعبير عن ذاته، وتحديد خياراته، والعدالة العرقية، ويتعارض أحيانًا مع وجهات نظر الآباء الأكثر تقليدية ورصانة.
– التوقعات المالية: يرى العديد من أبناء جيل Z أن امتلاك منزل والأمان الوظيفي والوظائف التقليدية أمرٌ بعيد المنال، على عكس آبائهم وأجدادهم.
3. أساليب التواصل:
– جيل Z: يفضل التواصل البصري السريع (سناب شات، تيك توك، إنستغرام، ريلز).
– الآباء: غالبًا ما يستخدمون فيسبوك، أو رسائل البريد الإلكتروني، أو المكالمات الهاتفية الطويلة.
– الصراع: ينشأ سوء الفهم عندما لا يفهم الآباء المصطلحات العامية، أو الميمات، أو سبب تجنب أطفالهم للمكالمات الهاتفية والنصح الزائد.
4. الحقائق الاقتصادية والاجتماعية
– يواجهة جيل Z ديون أقساط السيارة وديون التعليم الخاص أو التعليم الجامعي، وديون الزواج وارتفاع تكاليف السكن، ووظائف العمل المؤقت – على عكس الآباء الذين كانت مساراتهم المهنية أكثر استقرارًا وتدفقاتهم المالية تفي بالغرض وتلبية الحاجات.
– قد يقول معظم الآباء: “فقط اعمل بجد”، غير مدركين أن المشهد الاقتصادي قد تغير جذريًا في كثير من بقع العالم.
5. التوعية بالصحة النفسية
– جيل زد أكثر انفتاحًا بشأن القلق والاكتئاب والعلاج النفسي.
– قد ترى الأجيال الأكبر سنًا هذا على أنه “مشاركة مفرطة” أو “ضعف”، مما يؤدي إلى الانفصال.
6. عوالم مختلفة لوسائل التواصل الاجتماعي
– جيل زد : يستخدم تيك توك، وإنستغرام، وديسكورد، وريديت.
– الآباء : لا يزالون على فيسبوك، أو واتساب، أو غير منخرطين بعمق في ثقافة الإنترنت.
– النتيجة: قد لا يفهم الآباء الفكاهة على الإنترنت، أو التوجهات، أو المخاطر الإلكترونية كما يفهمها جيل زد.
بعد هذا الاستعراض التحليلي الخاطف عن سبب نشوء المعظلة، لا بد أن نخطو للامام نحو الحل.
كيف نسد الفجوة؟
ينصح بعض التربويين بالأمور التالية:
– الآباء: حاولوا تعلم منصات تواصل جيل زد (مثل تيك توك) واطرحوا الأسئلة المفيدة والفعالة والمثرية بدلًا من إصدار الأحكام الاستهزائية أو التجريمية.
– جيل زد : لطفًا تحلَّوا بالصبر واشرحوا لأهلكم ما يدور في عالمكم دون افتراض أن آباءكم “لا يفهمونكم” أو يهملونكم.
– القواسم المشتركة: ابحث عن اهتمامات مشتركة (أفلام، ألعاب، هوايات، رحلات، سفر، منافسات رياضية، سينما، نقد الأفلام، مسابقات ثقافية، فنون، تاليف كتب، قراءة مشتركة لكتب محترمة) تتجاوز الاختلافات بين الأجيال وزيادة جسور المودة.
ختامًا، عبر الدهور صراع الاجيال ينشأ ويكون بين تردد عال ومنخفض. الآباء يحبون الأبناء لأن الأبناء جزء من الآباء، وهذا أمر فطري. والأبناء قد لا يتفاعلون مع آبائهم لأنهم ليسوا جزءًا منهم. وحتمًا يود الأبناء موائمة معطيات عصرهم وأن لا يكونوا نسخة طبق الأصل من آبائهم، وأن يكونوا محل افتخار لأهلهم وأصدقائهم. إذن: فليبذل كل منهما جهده لترجمة ذاك الحب وذاك الطموح والافتخار إلى خطوات عملية من خلال تأصيل ثقافة الحوار الهادف والرحلات الفاعلة والتفاعل الإيجابي واليد الممدودة والاحتواء الناضج والاحتضان السليم. قد يكون هذا المقال أوقد، كما أوقد اخرون كُثر، في نفس القارئ العزيز أفكارًا وأنشطة وبرامج وإضاءات تلامس محيطة ويمكنه مشاركته بها مع من يحب لسد فجوة تواصل بين الأجيال.