المرجع الأعلى السيد السيستاني ينعى البابا فرانسيس: كان رمزاً للسلام والتسامح

بشائر: النجف الأشرف
أعرب المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق والعالم السيد علي السيستاني عن بالغ الأسى والحزن لوفاة بابا الفاتيكان الحبر الأعظم فرنسيس، الذي وافته المنية اليوم في روما، مشيداً بمواقفه الإنسانية ودوره البارز في دعم قضايا السلام والتسامح العالمي.
وفي بيان رسمي صادر عن مكتب السيد السيستاني في النجف الأشرف، قدّم سماحته تعازيه إلى أتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم، مؤكداً أهمية اللقاء التاريخي الذي جمعه بالبابا الراحل في النجف عام 2021، والذي كان محطة مفصلية في تعزيز الحوار بين الأديان والتأكيد على القيم الأخلاقية المشتركة.
وأشاد البيان بمواقف البابا فرنسيس وتضامنه مع المظلومين والمضطهدين في مختلف أرجاء العالم، مشيراً إلى التفاهم العميق الذي جمع الزعيمين الدينيين في الدعوة إلى نبذ العنف والكراهية وتعزيز ثقافة التعايش السلمي.
وفيما يلي نص البيان الصادر عن مكتب السيد السيستاني:
بسم الله الرحمن الرحيم
غبطة الكاردينال بييترو بارولين
أمين سرّ حاضرة الفاتيكان
تحية واحتراماً ..وبعد
فقد تلقّينا بأسف عميق نبأ رحيل الحبر الأعظم البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، الذي كان يحظى بمكانة روحية رفيعة لدى كثير من شعوب الأرض وأحترام بالغ لدى الجميع، لما قام به من دور مميّز في خدمة قضايا السلام والتسامح، وإبداء التضامن مع المظلومين والمضطهدين في مختلف أرجاء العالم.
وقد كان اللقاء التاريخي الذي جمعه بالمرجع الديني الأعلى في النجف الأشرف محطة فائقة الأهمية لتأكيد الطرفين على الدور الأساس للإيمان بالله تعالى وبرسالاته، والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب على التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر، وضرورة تضافر الجهود في سبيل تعزيز ثقافة التعايش السلمي ونبذ العنف والكراهية، وتثبيت قيم التآلف بين الناس المبني على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين معتنقي مختلف الأديان والاتجاهات الفكرية.
إن المرجعية الدينية العليا إذ تقدم تعازيها ومواساتها لأتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم بهذا المصاب الأليم، فإنها تتمنى لهم الصبر والسلوان وتبتهل إلى الله العلي القدير أن يتفضّل عليهم وعلى البشرية جمعاء بما يليق برحمته الواسعة من الخير والبركة والسلام.