العمل التطوعي بين التنظير والممارسة

أمير بوخمسين
العمل التطوعي يُعَدُّ أحد الركائز الرئيسة التي تساهم في بناء المجتمعات وتعزيز الروابط الاجتماعية. عندما صدر نظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية بمرسوم ملكي رقم (م/8) بتاريخ 19/ 2/ 1437، رأينا الفجوة بين التنظير والممارسة، حيث بادر بالتسجيل عبر النظام الآلاف من المؤسسات، ووصل عدد المؤسسات التي سجلّت في النظام ما يفوق 4500 مؤسسة تقريبًا، ورؤية 2030 بأن يصل عدد المؤسسات الى 10000 مؤسسة غير ربحية.
يُعرّف العمل التطوعي بأنه الجهد المبذول من قبل الأفراد لخدمة المجتمع دون انتظار مقابل مادي. يشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل المساعدة في الفعاليات، التعليم، الدعم النفسي، وغيرها، ولذلك فأهميته الاجتماعية تنبع من خلال المساهمة في تعزيز القيم الإنسانية مثل التضامن، التعاون، والتعاطف، والمساعدة في تطوير مهارات الأفراد، مثل القيادة والتواصل، كذلك تعزيز التماسك الاجتماعي وتقليل الفجوات بين الفئات المختلفة.
التوازن بين التنظير والممارسة.. من الضروري أن تكون هناك إستراتيجيات فعالة لتطبيق الأفكار النظرية في الواقع العملي، مثل التدريب والتوجيه للمتطوعين، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات الحكومية والخاصة يمكن أن يُسهم في دعم العمل التطوعي. العمل التطوعي هو جسر بين النظرية والممارسة، ويتطلب جهودًا مشتركة من الأفراد والمجتمع ككل لتحقيق أهدافه، ويجب أن تكون هناك رؤى واضحة وآليات فعالة لدعم وتعزيز هذه الأنشطة. لذلك فالمطلوب الكيف في العمل التطوعي وليس الكم. إذ نرى الكثير من المؤسسات تم انشائها وإطلاقها على أساس خدمة المجتمع، إلا أنها لم تمارس عملها، أو تقوم بأي نشاط منوط بها حسب اختصاصها، وهذا راجع لقصور في فهم الأهداف التي وضعتها من أجل تحقيقها، أو عدم القدرة في تنفيذ ما ألزمت بها نفسها فوجدت الأمر صعبًا، وعدم التمكن في الاستمرارية. إن حالة الحماس والاندفاع للإنشاء بغض النظر عن المسؤولية الملقاة عليها دفعها لذلك.
أما عن التحديات التي تواجه العمل التطوعي في العديد من المناطق وتؤثر على قدرتها، وعلى تحقيق أهدافها أهمها:
نقص التمويل العديد من المنظمات تعتمد على تبرعات فردية أو منح محدودة، مما يؤثر على قدرتها على تنفيذ البرامج والأنشطة بشكل مستدام.
الوعي المجتمعي المحدود غياب الوعي بأهمية العمل التطوعي وأثره الإيجابي يؤدي إلى قلة المشاركة من قبل الأفراد والمجتمعات.
البيروقراطية واللوائح المعقدة قد تواجه المنظمات صعوبات في التعامل مع الإجراءات القانونية والإدارية، مما يعيق نشاطها الفعّال.
نقص الكوادر المدربة عدم توافر متطوعين مؤهلين ومدربين يمكن أن يؤثر سلبًا على جودة البرامج والخدمات المقدمة.
المنافسة بين المنظمات زيادة عدد المنظمات قد تؤدي إلى تنافس غير صحي على الموارد، مما يعيق التعاون والتنسيق بين المنظمات.
تغير الأولويات المجتمعية تغير اهتمامات المجتمع يمكن أن يؤثر على التوجهات والأهداف التي تسعى المنظمات لتحقيقها.
التقييم المستمر نقص الآليات لتقييم الأثر والنتائج يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في تحسين الأداء وتقديم خدمات أفضل.
التوجهات العالمية التغيرات في الاتجاهات العالمية، مثل الأزمات الإنسانية أو التطورات البيئية، يمكن أن تؤثر على أولويات العمل التطوعي في المنطقة.
تُعتبر معالجة هذه التحديات ضرورية لتعزيز فعالية منظمات العمل التطوعي لتحقيق تأثير إيجابي في المجتمع.