الهفوفي: عدم الاعتدال في المحبة ينمي في الأبناء طفيليات تنتج سموم
مالك هادي: الأحساء
“قد يمارس الإنسان التربية لكن بشكل عفوي أو بطريقة سلبية، فيكثر فيها التعثر فتخرج أجيال بمستوى متواضع، وقد تخرج من الأجيالكوارث على المجتمع“، بهذا افتتح سماحة الشيخ اسماعيل الهفوفي إمام جامع الإمام الحسين عليه السلام بحي الخرس في الأحساء،خطاب الجمعة تحت عنوان (قواعد التربية الصالحة).
وأكد الشيخ الهفوفي بأن التربية الصالحة هي التي تؤسس لجيل منتج وفاعل في المجتمع، وللشخصيات معطاءة ضمن مجموعة من القواعد،وهي عملية أساسية لا هامشية، وهي مسؤولية ملقاءة على عاتق الأب والأم على السواء، وأنها تعتمد على تخطيط استراتيجي قبل الاقترانبالشريك، فيختار من البيوتات الصالحة وينتقي منها الأفضل.
وذكر الهفوفي عدة قواعد للتربية الصالحة منها وجود التناغم بين الزوجين، فقال : “وجود التنافر في الحياة الزوجية يخلق أجواء خانقة يجعلالأبناء فريسة سهلة للضباع التي تترصب بأبنائنا” .
وشدد سماحته بأن التربية الطيبة تعتمد على إيجاد حاضنة صالحة ، فقال: “ليس الأسلوب محتكرا في دائرة التلقين وإصدار الأوامروالنواهي، فمن اللازم أن نرتقي بأسلوبنا التربوي إلى أن نخلق بيئة ناضجة تعتمد على العقل لضبط النفس عن زيغها، وتكون حاضنة للعلموالعلماء وتقدس الكفاح والعمل.
وتحدث الشيخ الهفوفي عن التربية الصالحة بأنها تنفرد بالتربية الإبداعية، وتعني أن ترسخ في الأبناء الثقة العالية من دون أن تصل إلى حدالغرور والعجب، وأن هذه الثقة تغرس فيهم الطموح العالي وترسم لهم الخطط الكبرى، كما أكد على أن الأصلح في التربية الاستباقية منأكثر الأنواع تأثيرا على الأبناء وهي بمعنى أن نبدأ بالتربية وغرس المبادئ منذ الصغر .
ومن جانب آخر أكد سماحته أن نمط التربية الصالحة التي يقدمها الدين هي تربية منتجة مشبعة بالعواطف، فالعواطف ليست خاصةبالأبناء بل هي متبادلة بين الأباء والأبناء، فنحول أسلوبنا من أسلوب التصحر والجفاء إلى أسلوب التغريد بالحب .
وذكر الشيخ اسماعيل أن من ضوابط هذه التربية الاعتدال في الأساليب ، فلا التشدد ولا الخوف وبث الرعب في داخل الاسرة مفيد فيغرس قيم الفضيلة ، وأن العقوبة الصادرة عن تشفي قادرة على ضبط التمرد السلوكي ، فالقادر على ضبط السلوك الرفق والتأديب المسؤولالذي يصلح الأحوال بدون أن يكسر شخصية الأبناء .
وحذر من عدم الاعتدال و الافراط في المحبة والدلال ، فقال : فهذا ينمي في الأبناء طفيليات تنتج سموم ، وهي الأنانية وعدم تحمل المسؤوليةوعدم القدرة على مواجهة التحديات في الحياة .
ومن قواعد التربية الناجحة ذكر الهفوفي قاعدة التفاعلية ، فقال : فالأبناء يمرون بمراحل مختلفة ، فلا بد من استيعابهم في هذه المراحلوالتفاعل الايجابي مع هموم هذه الأجيال وتطلعاتها عبر نغمة الاستماع التي نفتقدها إلى كلامهم وثرثرتهم حتى لا يلجأون إلى ساحة اخرىتستمع إلى همومهم ، وأن حسن الاستماع يحقق لغة حوارية ، فنتستطيع من خلالها أن نقوم سلوك الأبناء فتقدم حلول عملية بناءة لتغيرمسيرة الأبناء ، وتقدم لهم مراهم تساعدهم على تخطي حالات الانحراف ، وهي تحمل الرقابة الايجابية .
وفي ختام حديثه قال الشيخ الهفوفي : أن من اساسيات التربية التوازن ، فحاجات الإنسان لا تقتصر على الدنيا فلا بد أن لا نتقصر فيتربية أبنائنا على الجوانب الأكاديمية ، بل لا بد أن نشرب أبنائنا بالثقافة الدينية خصوصا المعارف الاعتقادية في هذا العصر ، وعلى التقيدبالأحكام الشرعية ، والتحلي بالأدب الصالح وهو اكسير الحياة .