الحوزة العلمية.. تحتفل بميلاد الزهراء بحضور غفير
مهدي المبروك: الأحساء
أحيت الحوزة العلمية بالأحساء، احتفالها السنوي بذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام مساء الجمعة الماضي، التاسع في الحسينية الجعفرية بشعبة المبرز، انتهاجا للمسيرة الولائية لمؤسس هذا الاحتفال السنوي آية الله الراحل السيد محمد علي بن السيد هاشم العلي قدس سره.
وافتتح القارئ الدولي الشاب السيد محمد الحاجي، احتفال الحوزة العلمية بتلاوة عطرة لآيات من القرآن الكريم، بعد ذلك تقدم العلامة السيد محمد رضا الابن الأكبر لمؤسس المهرجان، بكلمة افتتاحية حول عظمة مقام السيدة الزهراء عليها السلام، ودعا في ختام كلمته عموم المؤمنين للاحتفاء بهذه المناسبة العطرة والاستمرار في إحياء هذا الاحتفال السنوي الكبير.
وقدم الخطيب الحسيني الدكتور الشيخ عادل الأمير قصيدة فصيحة شدة انتباه الحضور، ونالت استحسان الجميع فأخذ يعيد الأبيات مراراً وسط تفاعل كبير. وافتتح قصيدته بخطاب وجهه لمؤسس الاحتفال -رضوان الله تعالى عليه- وختمها بدعوة أساتذة وطلبة الحوزة العلمية بالأحساء لأن يكونوا خيرا خلف لخير سلف.
وجاءت كلمة الحفل الرئيسية تحت عنوان: (موقف السيدة الزهراء عليها السلام من العقل الجمعي) تفضل بها الخطيب الحسيني المفوه الشيخ عبدالعليم العطية، تعرض خلالها لمفهوم العقل والعقل الجمعي ومن ثم استعرض موقف الصديقة الكبرى من العقل الجمعي بناءاً على ما أكدته في خطبتها الفدكية المشهورة.
وتألق السيد مصطفى بن السيد عبد الأمير السلمان، خلال إدارته للحفل البهيج وتقديمه لفقراته المتنوعة فيما تخلل الحفل الذي استغرق ساعتين ونصف، قراءة جماعية لمقطوعات شعرية أنشدتها فرقة شباب الهداية، وفيلم مصور عُرض في ثلاثة أجزاء تحتى عنوان (لغز الخلود وأم الوجود)، ابتدأ ببيان جانب من عظمة ومقام السيدة الزهراء عليها السلام على لسان حفيدها السيد محمد علي -رحمه الله- ومن ثم استعرض سيرة ومسيرة هذا المهرجان منذ انطلاقته عام ١٤٠٥ هـ في منزل الشيخ ابراهيم البطاط حفظه الله إلى أن حط رحاله في الحسينية الجعفرية بمحلة الشعبة في المبرز. واختتم الفيلم المصور بقصيدة مسجلة للشاعر الأحسائي الكبير ناجي بن داوود الحرز.
كان للقصيدة النبطية الشعبية حضور في المهرجان الكبير، بمشاركة الشاعر ناصر الوسمي الذي استعرض سيرة علماء الأحساء الراحلين وآخرهم الخطيب الحسيني الشيخ عيسى الحبارة تغمده الله برحمته.
كما شارك الشاعر أحمد اللويم بقصيدة فصيحة حول الصديقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ألقاها بعد كلمة الحفل.
واختتمت فقرات الحفل بأوبريت لفرقة شباب الهداية بأبيات من قصيدة للراحل السيد محمد علي العلي -رضوان الله تعالى عليه- :
باركي حفلنا.. هبيه ارتقاء
إننا منك نستمد العلا
باركي حوزة العلوم بجهد
فهي لولاك لم ترف لواء
توجه الجميع بعد الاوبريت بالضراعة إلى الله تعالى، بقراءة دعاء الفرج لتعجيل ظهور سيدنا ومولانا الحجة ابن الحسن أرواحنا له الفداء ومن ثم تناول وجبة العشاء على حب السيدة الزهراء عليها السلام.
الجدير بالذكر، بأن الحفل في عامه السابع والثلاثين -والذي يعقد لأول مرة بعد رحيل مؤسسه- حضره جمهور غفير من العلماء وطلبة العلم والشباب والبراعم وعدد كبير من طلبة العلوم الدينية وأساتذة الحوزة العلمية بالأحساء.