منابر الجمعة تندد بالممتنعين عن الافصاح وتشيد بجهود الجهات الرسمية
مالك هادي: الدمام
استجابة للمسؤولية نحو مع ما يمر به العالم من انتشار وباء كرورنا المستجد ندد جمع من أئمة المساجد في مدن وأحياء متعددة بالتهاون في الإجراءات الوقائية والالتزام بالتعليمات الحكومية.
ففي مدينة الدمام شدد سماحة السيد علي السلمان إمام جامع الإمام الحسين (عليه السلام) بحي العنود على لزوم أن نضع أيدينا بيد الدولة في جهودها للمحافظة على الأمن الصحي، وأننا مطالبون بالتجاوب مع النظام الذي يؤمّن أسباب سلامتنا.
وأكد على أن الأمن ضروري في مجال الصحة، كما هو ضروري في استقرار المعيشة والأرزاق، وكما هو أساسي في التأثير على الثقافة والمعرفة، ومطلوب في العلاقات بين الناس، وقال: “يجب علينا أن نكون دعاة إلى الخير، وسندا لهذا البلد الذي يريد الأمن والأمان للمواطنين، وعلينا أن نحفظ الأمن في كل جهة من جهات المجتمع، سواء في أمورنا المعيشية والاقتصادية، أو في العلاقات السياسية، ومن أساسيات الحفاظ على أمن الناس والدولة الاهتمام بالرعاية الصحية”.
وفي مسجد أمير المؤمنين بمدينة الهفوف أكد سماحة الشيخ عقيل الشبعان أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن بأن مرض كورونا الجديد وباء عالمي، إلا أنه توجد تحذيرات من المختصين بخطر هذا المرض، وأنه سريع الانتشار.
وتحدث سماحته عن مجموعة من التوصيات حيال هذه الظاهرة العالمية، أهمها التعاون مع وزارة الصحة، باتباع الأنظمة والقيود، التي تضعها لمصلحة الناس جميعا، فقال: “أفتى بعض الفقهاء بحرمة المخالفة للأنظمة التي تنظم شؤون الناس وترعى مصالحهم”.
كما شدد على ضرورة عدم التأثر بالإشاعات المتداولة في وسائل التواصل، والتي طالت جميع المجالات الصحية والدينية والاجتماعية، ولم تصدر من مختص، أو جهة معتمدة.
وعن العوامل الوقائية قال: “يرجع الإنسان فيها إلى الأطباء والمختصين، ويجب على المؤمن أن يحافظ على نفسه من التلف، فإذا شعر ببعض الأعراض يبادر إلى الذهاب للجهات المعنية. كما أكد الشبعان على المؤمنين الذين يأتون من بلدان موبوءة أن يتوجهوا للفحص، وأن لا تبعات ستلحقهم نتيجة هذا الإجراء.
وعن مرض كورونا المستجد قال سماحة الشيخ جواد الدندن إمام مسجد الرسول الأعظم ببلدة الجرن:
”يجب اتباع الاجراءات والاحتياطات الوقائية، التي صدرت من الدولة، ضد مرض كورونا الجديد، فلو لم تؤخذ الاحتياطات اللازمة لانتشر المرض بشكل أوسع.
كما أشاد سماحته بالقرارات المتخذة، ولاسيما في مكة المكرمة، بإيقاف العمرة حفاظا على أرواح الناس. ووجه الدندن بلزوم التوجه إلى المستشفى مباشرة، في حال ظهور بعض العلامات التي يحتمل كونها أعراضا لكورونا.
في بلدة الجبيل بالأحساء تحدث سماحة السيد محمد باقر الهاشم في جامع الإمام الهادي (عليه السلام) عن أهمية قيام المختصين بتثقيف الناس حول وباء كورونا المستجد، ومعرفة كيفية انتقاله وعلاجه، ومعرفة التدابير الوقائية اللازمة، وأعراض الإصابة به، واعتبرها أهم الوظائف في هذا الظروف.
وعن مكافحة هذا الوباء شدد سماحته على عدم التساهل في التعامل معه، فقال: “علينا أن نتكاتف للحد من انتشار هذا المرض، فحماية المجتمع من هذا الوباء مسؤولية الجميع، ولا تقتصر على وزارة الصحة، أو موظفي الجمارك فقط، فهو حدث خطير تسبب في حصد كثير من الأرواح في مختلف البلدان.
وذكر الهاشم أن من صور الاستهتار في التعامل مع هذه المرض صمت الآتي من بلد موبوء، فينقل العدوى لأقرب أقربائه، ويودي بحياتهم وحياة الآخرين، وهذا أمر موقع في الهلكة، وهو محرم وصاحبه مأثوم، قال: “الإفصاح للجهات المختصة عن زيارة الشخص لأي من البلدان الموبوءة واجب شرعي، وعلينا أن نأخذ بالأسباب الطبيعية، التي تقينا من هذا الوباء، والالتزام بالتوصيات التي تردنا من الجهات المختصة”.
وشدد سماحة السيد الهاشم على ضرورة ترك العادات التي يمكن أن تسبب انتقال العدوى، من قبيل تبادل القبلات والمعانقة في المناسبات الاجتماعية.
ووجه الهاشم بعدم إهمال الجانب الغيبي في التحصن من هذه الآفات، والمتمثل في قراءة الأدعية الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) كأدعية الصحيفة السجادية.
وفي نفس البلدة -الجبيل- قال سماحة الشيخ ناصر العمراني إمام مسجد السيدة الزهراء (عليها السلام): “إن الموقف الصحيح اتجاه هذا الوباء يفرض علينا أن نفر إلى الله سبحانه تعالى، وأن نتوجه إليه بالتضرع والتوبة والإكثار من الدعاء والتوسل، وأن نطلب من الله بتواضع وتذلل رفع العناء عن كل البؤساء”.
وأكد العمراني على أهمية الجدية في التعامل مع هذا الداء بوعي، وأن لا نستهين به، وذلك بشدة الالتزام بالتعاليم التي تصدرها الجهات الرسمية، ولاسيما الطبية منها، فقال: “ينبغي أن لا نتساهل في الوقاية من هذا المرض، بحجة الاتكال على الله، وعدم الخوف، فهذا تعامل مخالف للوعي والمسؤولية”.
في مدينة المبرز تحدث سماحة السيد هاشم السلمان في جامع آل الرسول (صلى الله عليه وآله) عما يواجهه العالم اليوم من وباء أصاب معظم دول العالم، وأنه إحدى الامتحانات الإلهية الكبرى.
وأكد السيد السلمان على وجوب الثبات والتحلي بالصبر نفسيا وداخليا، وأن لا نيأس من رحمة الله سبحانه وتعالى، وخارجيا نلتزم بتوجيهات ذوي الاختصاص من الأطباء، والجدية في تطبيق التعليمات، فقال: “القضية لا تتحمل التساهل والتسامح في التعامل مع الوباء، فعواقب ذلك وخيمة، ومن هذه التعليمات والتي يوجبها الشرع إبعاد النفس عن الضرر، فلا يجوز للإنسان أن يوقع نفسه في ضرر ولو محتمل. وأن من الواجب على من سافر إلى بلد انتشر فيه الوباء أن يفصح للجهات الرسمية، من باب دفع الضرر عن نفسه وعن غيره، لأخذ الإجراءات الطبية حيال ذلك.
وتعرض لأهمية تغيير بعض السلوكيات، التي تسبب نقل العدوى بشكل مباشر، كالمصافحة والتقبيل والملامسة، ولاسيما في الفواتح والمساجد والحسينيات والمناسبات العائلية.
وفي مدينة المبرز تعرض السيد محمد رضا السلمان في جامع الإمام الحسين (عليه السلام) لفيروس كورونا المستجد، وأن خطوته تكمن في أن المصاب به يحمله لمدة أسبوعين، دون الشعور بأي أعراض، فيخالط الناس وينقل إليهم المرض.
وقد قدم السيد السلمان الشكر للجهات الرسمية على ما تقدمه من إجراءات تحد من انتشار المرض، وأكد أنه لولا هذه الجهود لوجدنا أعداد المصابين بهذا الوباء إلى أرقام مرعبة.
وأكد السلمان بأنه لا ينبغي أن ننسى الرجوع إلى الله تعالى في هذه الظروف، وانتقد بعض المغرورين بثقافتهم وحداثويتهم وعلمانيتهم، الذين يهزأون بمقام الدعاء والتضرع إلى الله، فقال: “لو وكلهم الله لأنفسهم فما عسى يكون حالهم؟ هذه القوة التي أعطانا الله إياها لو منعها الله عنا طرفة عين ماذا سيجري علينا؟
واعتبر سماحته التبليغ عن كل قادم من بلد موبوء، ولم يفصح عن سفره مسؤولية تقع على عاتق الجميع.
و في مسجد الجامع ببلدة البطالية شدد سماحة الشيخ عبدالخالق الحاجي على ضرورة اتباع الإرشادات الوقائية، التي تم الإعلان عنها، للحفاظ على سلامة المواطنين والوطن.
وندد بالمخالفين للقوانين التي صدرت من الجهات الرسمية، ولاسيما الممتنعين عن الإفصاح من العائدين من بلدان موبوءة، حتى يتم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة لحفظ سلامتهم وسلامة الغير.