ماهو الصمت الاختياري؟
ترجمة:عدنان أحمد الحاجي
بقلم الدكتورة أليسا شيبون بلوم، مديرة مركز علاج الصمت الاختياري والقلق والإضطرابات ذات العلاقة (مركز سمارت SMART )
مراجعة:د.أمل حسين العوامي،استشارية طب سلوك الأطفال ونموهم.
الصمت الإختياري (أوالبكم الاختياري أوالانتقائي)هو اضطرابات قلق معقدة تحدث في مرحلة الطفولة،وتتسم بعدم قدرة الطفل على الكلام والتواصل بشكل فعال في أوضاع اجتماعية مختارة،مثل المدرسة. هؤلاء الأطفال قادرون على الكلام والتواصل في أوضاع يكون الطفل فيها مرتاحاًومسترخياً وآمناً.
أكثر من 90٪ من الأطفال الذين لديهم صمت اختياري لديهم أيضا رهاب أوقلق اجتماعي،هذا الاضطراب منهك جداًومؤلم بالنسبة للطفل.
الأطفال والمراهقون الذين لديهم صمت اختياري يعانون من خوف واقعي من الكلام والتفاعل الاجتماعي حيث يتوقع منهم حين ذاك الكلام والتواصل. العديد من الأطفال الذين لديهم صمت اختياري لديهم صعوبة كبيرة في التواصل والاستجابة باستخدام الطرق غير اللفظية؛ ولذلك يمكن أن تتضرر المشاركة الاجتماعيةعند العديد من الأطفال عندما يواجهون الآخرين،أو عندما يكونون في أوضاع غامرة حيث يحسون بمشاعر متداخلة تنطوي على العديد من توقعات الاخرين لهم.
ولا يُظهر كل الأطفال حالة القلق بنفس الطريقة،فبعضهم قد يكون صامتاً تماماً وغير قادر على الكلام أوالتواصل مع أي شخص في الأوضاع (البيئات) الاجتماعية، وآخرون قد يكونون قادرين على التحدث إلى عدد قليل مختار أوربما يهمسون،وبعض الأطفال قد يقفون دون حراك خائفين عندما يواجهون أوضاعاً اجتماعية معينة،وقد يجمدون في أماكنهم،ولايعبرون عن أي مشاعر،ويكونون غيرعاطفيين، ويمكن أن يكونوا معزولين اجتماعياً. فالأطفال الأقل حدة في هذه الحالة قد يبدون مسترخين وخالين من الهم، وقادرين على التفاعل اجتماعياً مع واحد أوعدد قليل من الأطفال،ولكن غير قادرين على الكلام والتواصل بفاعلية مع المعلمين أومع معظم الأقران أوجميعهم.
عند مقارنتهم بطفل خجول وحيي (رعديد) ، فإن معظم الأطفال ممن لديهم صمت اختياري هم في أقصى حد من الخجل و الحياء.
لماذا يصاب الطفل بالصمت الاختياري؟
معظم الأطفال الذين لديهم صمت اختياري لديهم استعداد وراثي لاضطراب القلق،وبمعنى آخر:لقد ورثوا ميلًا إلى أن يكونوا قلقين من شخص أو أكثر من أفراد الأسرة.وفي كثير من الأحيان يُظهر هؤلاء الأطفال علامات القلق الشديد،مثل قلق الانفصال(وهو الخوف من الانفصال عن شخص يقدم الرعاية كأحد الوالدين)،ونوبات غضب متكررة،وبكاء وتغير في المزاج،وعدم المرونة،ومشاكل في النوم،وخجل شديد يبدأ من مرحلة الرضاعة.
وغالبًا ما يعاني الأطفال الذين لديهم صمت اختياري من مزاجات مكبوتة.وتشير الدراسات إلى أن معظم الأشخاص الذين يعانون من مزاجات مكبوتة هم أكثر عرضة للقلق من أولئك الذين ليس لديهم مزاجات خجولة، ويمكن تفسير الخصائص السلوكية المميزة التي يظهرها الأطفال الذين لديهم صمت اختياري من خلال الفرضية التي تفيد بأن الأطفال الذين يعانون من مزاجات مكبوتة لديهم عتبة منخفضة من الإثارة في منطقة اللوزة الدماغية.وعندما يواجهون سيناريوهات خوف فإن اللوزة تتلقى إشارات خطر محتمل(من الجهاز العصبي الودي)وتبدأ في إطلاق سلسلة من ردود الفعل التي من شأنها أن تساعد الأشخاص على حماية أنفسهم. وفي حالة الأطفال الذين يعانون من الصمت الاختياري ، فإن السيناريوهات التي تثير الخوف هي الأوضاع الاجتماعية،مثل حفلات أعياد الميلاد،والمدرسة،والتجمعات العائلية،والمهمات الرتيبة،وما شابه ذلك.
ويعاني بعض الأطفال ممن لديهم صمت اختياري من اضطراب التكامل الحسي،وهذا يعني أنهم يواجهون مشكلة في معالجة معلومات حسية معينة.وقد يكونون حساسين للأصوات والأضواء واللمس والذوق والروائح،ويجد بعض الأطفال صعوبة في تخفيف المدخلات الحسية التي قد تؤثر على استجاباتهم العاطفية،فقد يؤدي ال DSI إلى إساءة فهم الطفل للإشارات/القرائن البيئية والاجتماعية،ويمكن أن يؤدي إلى عدم المرونة والإحباط والقلق،وقد يؤدي القلق الذي يعاني منه الطفل إلى رفضه التواصل أوالكلام مع الوالدين أوغيرهم،وتجنب أي موقف والانسحاب،أو قد يؤدي إلى تصرفات سيئة من قبله،أو نوبات غضب،أو إظهار سلوكيات سلبية.
يعاني بعض الأطفال (20-30٪) الذين لديهم صمت اختياري من تطور غير طبيعي للكلام أو اللغة مثل عيوب اللغة الاستقبالية (الإستيعابية)أو اللغة التعبيرية، والتأخر اللغوي .وقد يكون لدى البعض الآخر صعوبات تعلم خفيّة، ومن ذلك اضطراب المعالجة السمعية . وفي معظم هذه الحالات ، يقوم الأطفال بكبح السلوك (ويكون عرضة للخجل والقلق)، وقد يؤدي الضغط الإضافي الناجم عن اضطراب الكلام / اللغة أو صعوبات التعلم أو اضطراب المعالجة السمعية إلى شعور الطفل بالقلق وعدم الأمان أو عدم الراحة في المواقف التي يتوقع فيها أن يتكلم .
ومن الضروري إجراء المزيد من الدراسات لتقييم العيوب الكلامية واللغوية والصمت الاختياري ،وكذلك اضطرابات المعالجة السمعية والصمت الاختياري.
ومن المهم أن نلاحظ أن هناك العديد من الأطفال ممن لديهم صمت اختياري الذين تكلموا مبكراً دون اضطرابات تأخير لغوي / أو اضطرابات معالجة سمعية.
وتشير الأبحاث التي أجريت في مركز أبحاث وعلاج القلق من الصمت الاختياري (مركز SMart) إلى وجود نسبة من الأطفال الذين لديهم صمت اختياري من الذين ينتمون إلى أسر ثنائية اللغة/متعددة اللغات،وأمضوا وقتًا في بلد أجنبي/أو تعرضوا إلى لغة أخرى خلال تطور لغتهم التشكلية (حينما كانت أعمارهم تتراوح بين 2-4 سنوات).
إن طبيعة هؤلاء الأطفال هي كبح مشاعرهم بشكل مزاجي،لكن الضغط النفسي الإضافي للتحدث بلغة أخرى،وعدم شعورهم بالأمان من مهاراتهم يؤدي إلى زيادة مستوى القلق والصمت الاختياري.
نسبة صغيرة من الأطفال الذين لديهم صمت اختياري لا يعانون من الخجل،وكثير من هؤلاء الأطفال يتصرفون،ويفعلون كل ما في وسعهم لجذب انتباه الآخرين،ويوصفون بأنهم ممثلون صامتون (إيمائيون)!
ولم يتم إثبات أسباب الصمت الاختياري لدى هؤلاء الأطفال،ولكن الأبحاث الأولية من مركز سمارت SMart تشير إلى أن هؤلاء الأطفال قد يكون لديهم أسباب أخرى للصمت الاختياري،وعلى سبيل المثال ، السنوات التي عاشوها وهم في هذه الحالة من الصمت، وبالتالي أصبح سلوك الصمت الاختياري متأصلاً لديهم على الرغم من عدم وجود أعراض القلق الاجتماعي أو غيره من مشاكل نمو/مشاكل كلام. هؤلاء الأطفال هم بالضبط عالقون في مرحلة التواصل غير اللفظي ،ولهذا السبب فإن الصمت الاختياري هو أحد الأعراض.ونادراً ما يكون الأطفال “مجرد صامتين” .
التركيز يجب أن يكون على أسباب الصمت الاختياري وعوامل انتشاره.
ولم تُظهر الدراسات أي دليل على أن سبب الصمت الاختياري مرتبط بسوء المعاملة أو الإهمال أو الصدمة.
*ما هو الفرق بين الصمت الاختياري والصمت الذي ينشأ بعد الصدمات traumatic؟
الأطفال الذين لديهم صمت اختياري يتكلمون على الأقل في وضع واحد،ونادراً ما يكونون صامتين في جميع الأوضاع، ويكون لدى معظمهم سلوكيات مكبوتة،فقد يبدون قلقين اجتماعياً، ويتخذ الأطفال من الصمت الاختياري وسيلة لتجنب مشاعر القلق.
أما الأطفال الذين لديهم صمت بعد الصدمات (رضخي) عادة ما يصابون بالصمت الاختياري فجأة في جميع الحالات،مثل الطفل الذي يشهد وفاة أحد أجداده/إحدى جداته أو غيره من الأحداث المؤلمة يصبح غير قادر على معالجة هذا الحدث، ويصبح صامتاً في جميع الأوضاع.
ومن المهم أن نفهم أن بعض الأطفال ممن لديهم صمت اختياري قد يبدؤون به في المدرسة،وفي أوضاع اجتماعية أخرى،ونتيجة لتعزيزات سلبية لصمتهم الإختياري،وسوء فهم ممن حولهم،وربما ضغوط نفسية عالية في بيئتهم قد يصابون بالصمت في جميع الأوضاع. هؤلاء الأطفال لديهم صمت تصاعدي،ويكونون صامتين داخل البيت وخارجه مع جميع الناس، ومنهم والديهم وأشقاؤهم.
*ما هي خصائص السلوك التي يظهرها الطفل المصاب بالصمت الاختياري في البيئات الاجتماعية؟
من المهم أن ندرك أن معظم الأطفال المصابين بصمت اختياري طبيعيون،ومقبولون اجتماعيًا مثل أي طفل آخر عندما يكونون في بيئة مريحة. وغالباً ما يعلق أولياء الأمور على أن هؤلاء الأطفال مزعجون،أو اجتماعيون،أوهزليون ،أو فضوليون ،أو كثيرو الكلام بشكل مفرط، وحتى متسلطون وعنيدون ،مايميز معظم الأطفال المصابين بصمت اختياري هو كبتهم السلوكي الشديد،وعدم قدرتهم على التحدث والتواصل بشكل مريح في معظم البيئات الاجتماعية. وبعض الأطفال المصابين بصمت اختياري يشعرون وكأنهم على خشبة مسرح كل دقيقة من اليوم!
قد يكون هذا مؤلمٌ جدًا للطفل ووالديه ، وغالبًا ما يُظهر هؤلاء الأطفال علامات قلق قبل معظم المناسبات الاجتماعية، وأثنائها، وغالباً ما تكون الأعراض الجسدية والسلوكيات السلبية شائعة قبل المدرسة أو الرحلات الاجتماعية.
من الأهمية بمكان أن يفهم الوالدان والمدرسون أن الأعراض الجسدية والسلوكية ناتجة عن القلق ، وأن العلاج يحتاج إلى التركيز على مساعدة الطفل بتعليمه مهارات التصدي ومواجهة مشاعر القلق.
ومن الشائع لدى الأطفال المصابين بصمت اختياري أن يكون لديهم تعبير وجه خالٍ ،ولا يبتسمون أبدًا. ولدى الكثير منهم لغة جسدية خشنة أو سمجة (غير لبقة) عندما يكونون في محيط اجتماعي ،ويبدو أنهم غير مرتاحين، أوغير سعداء. ويقوم البعض بإمالة رؤوسهم أو مضغ شعرهم أو برمه،أو تجنب الإتصال بالعين أو الانسحاب إلى زاوية ،أو بعيداً عن المجموعة ويبدون أنهم أكثر اهتمامًا باللعب بمفردهم.
البعض الآخر أقل انطوائية ولا يبدو أنهم غير مرتاحين. وقد يلعبون مع طفل أو بضعة أطفال ويكونون مشاركين للغاية في المجموعات.
سيظل هؤلاء الأطفال صامتين أو بالكاد يتواصلون مع معظم زملائهم في الفصل ومع المدرسين.
ومع بناء علاقات اجتماعية، وإنشاء الطفل صداقة أو عدد من الصداقات، قد يتفاعل ،وقد يهمس أو يتكلم مع عدد قليل من الأطفال في المدرسة أو في أماكن أخرى ،ولكن يبدو أنهم غير مهتمين ،أويتجاهلون نظراءهم الآخرين في الفصل. ومع مرور الوقت يتعلم هؤلاء الأطفال التعامل مع بيئات اجتماعية معينة ،ويشاركون فيها. وعادة ما يتواصلون بشكل غير لفظي ،أو من خلال التحدث بهدوء إلى عدد قليل من زملاء مختارين. وتصبح العلاقات الاجتماعية صعبة للغاية عندما يكبر الأطفال المصابون بصمت اختياري، ومع بدء الأقران في التعارف والتواصل الاجتماعي قد يظل الأطفال المصابون بصمت اختياري مبتعدين (متحفظين ومتحررين)،ومنعزلين لوحدهم بشكل أكثر.
غالبا ما يواجه الأطفال المصابون بصمت اختياري صعوبة هائلة في البدء بالتواصل مع غيرهم، وقد يترددون في الاستجابة بشكل غير لفظي. وهذا يمكن أن يكون محبطا للغاية بالنسبة إلى الطفل بمرور الوقت، وقد يستمر تواصل الطفل غير اللفظي لسنوات عديدة،ويصبح أكثر ترسخًا وتعزيزًا ما لم يتم تشخيص الطفل،ومعالجته بشكل مناسب.
ويتجلى السلوك المتأصل في كثير من الأحيان من خلال طفل يبدو،ويتصرف بشكل طبيعي ولكنه يتواصل بطريقة غير لفظية. وهذا الطفل بعينه لا يمكن أن يبدأ فوراً في التحدث. ويحتاج العلاج إلى التركيز على طرق مساعدة الطفل على التخلص من سلوك الصمت الحالي.
*ما هي الخصائص الأكثر شيوعاً لدى الأطفال النصابين بصمت اختياري؟
إن معظم الخصائص -إن لم يكن كلها- للأطفال الذين لديهم صمت اختياري يمكن أن تُعزى إلى القلق.
1- الكبح السلوكي : يكون الطفل خجولاً، وحذراً في الحالات،والمواقف الجديدة وغير المألوفة لديه، وكونه متحفظاً واضحاً عليه من مرحلة الرضاعة وما بعدها،والقلق من الانفصال (عن الأم أو الأب أو غيرهما ) مثل الطفل الصغير.
2-أعراض القلق الاجتماعي : أكثر من 90٪ من الأطفال المصابين بصمت اختياري يعانون من القلق الاجتماعي،ويشعرون بعدم الارتياح أن قُدّم إلى الناس ، أو أُثير أو أُنتقد، أو بكونه مركز اهتمام، أو يجلب الانتباه إلى نفسه، وهو شخص مثالي (يخشى أن يرتكب خطأ)، أو تصبح لديه متلازمة بولية (يعاني من عدم القدرة على التبول في حضور الآخرين)، أو مشاكل في الأكل (يشعر بالحرج من تناول الطعام أمام الآخرين).
3- باعتبارهم كائنات اجتماعية: معظم الأطفال والمراهقين المصابين بصمت اختياري لديهم مهارات اجتماعية تناسب أعمارهم، وتطورهم طبيعي كما هو مستهدف تنموياً، على الرغم من أن بعضهم ليسوا كذلك،فإن معظم الأطفال المصابين بطيف توحد يعانون من صعوبات في المهارات الكلامية،واللغوية، والمهارات الاجتماعية ،ولديهم صعوبات في النمو.
4- .الأعراض الجسدية (الطبيعية) : يعاني هؤلاء الأطفال من الصمت ، وألم في البطن وغثيان وقيء وآلام في المفاصل،وصداع وألم في الصدر، وضيق في التنفس وإسهال، وشعور بالعصبية، وشعور بالخوف .
.
5-المظهر: العديد من الأطفال المصابين بالصمت الاختياري لديهم ملامح وجه جامدة وخالية من المشاعر ، ولغة جسد عنيفة وغير لبقة مع عدم وجود اتصال بالعين مع الغير عند الشعور بالقلق. وهذا ينطبق بشكل خاص على الأطفال الصغار في بداية العام الدراسي، أو حين يقترب منهم شخص غير مألوف لديهم فجأة. فهم غالباً ما يكونون وكأنما خرج عليهم حيوان متوحش ،ويقفون دون حركة من الخوف!
وكلما كبر الطفل في العمر ، قلّ احتمال إظهار لغة جسد عنيفة وغير لبقة ، وكلما كان الطفل مرتاحاً أكثر في وضع ما (بيئة ما) ، كان أقل احتمالاً في أن يبدو قلقاً، وعلى سبيل المثال: الطفل الصغير المرتاح ،والمتكيف مع أجواء المدرسة، ولكنه لا يزال صامتاًِ، قد يبدو مرتاحاًِ، ولكن الصمت لا يزال قائماً . وتفيد واحدة من الفرضيات أن استجابة الجهاز الودي المرتفعة تتسبب في توتر العضلات و شلل في الحبل الصوتي.
6-العاطفة: عندما يكون الطفل صغيرًا، فقد لا يبدو متضايقاً من الصمت وذلك لأن أقرانه أكثر تقبلاً للحالة. وكلما يكبر الأطفال في العمر، يتطور الاضطراب الداخلي ويطور الطفل في كثير من الأحيان نتائج سلبية للقلق غير المعالج.
7-تأخر النمو ( التأخر التطوري): نسبة من الأطفال المصابين بصمت اختياري يعانون تأخر النمو ، ويعاني بعضهم تأخر متعدد ،وقد يُشخص باضطراب طيف التوحد، مثل الاضطرابات في النمو بشكل عام . والمعروفة اختصاراً ب PDD و الاسبرغر Aspergers أو التوحد . ويشمل تأخر النمو (تأخر التطور) النمو الحركي والتواصل،والنمو الاجتماعي (وكل هذه الفئات تحتمع تحت مظلة اضطراب طيف التوحد).
8- أعراض الخلل الوظيفي في التكامل الحسي (DSI) وأعراض تأخر أو صعوبات المعالجة الحسية :لدى الأطفال المصابين بصمت اختياري ، صعوبات المعالجة الحسيةالتي قد تكون السبب الكامن وراء “رفض الطفل التواصل أو الكلام مع الآخرين وانغلاقه على نفسه. في الأوضاع (الأمكنة) الكبيرة والأكثر ازدحاماً حيث توجد هناك مثيرات متعددة (مثل بيئات الفصول الدراسية)، حيث يشعر الطفل بتوقع [الكلام] ، وحيث تنشأ محاولات لتنظيم المدخلات الحسية على وجه التحديد ،والحماية الحسية، مما يحدث القلق ويتسبب في خلق “وضع عدم الحراك،والجمود. وأقصى أنواع الجمود هو “الصمت”
9-الأعراض الشائعة: انتقائي في الأكل، ولديه مشاكل في الإخراج والتبول، وحساس من التجمعات البشرية الكبيرة ، والأنوار (ويضع يديه على عينيه وقايةً من الأنوار، ويتجنب الأضواء الساطعة)،والأصوات (لا تعجبه الأصوات العالية ويضع يديه على أذنيه ويكره التعليقات التي تبدو عالية)،واللمس (لو لامس الآخرين صدفة، أوعند تمشيط شعره ،أو الإحساس بعلامات الملابس، أو لبس جوارب، إلخ)، وفرط الإحساس؛ أي حساس ولديه صعوبات في الإدراك والتنظيم الذاتي (ويتصرف تصرفات غير طبيعية، ويتحدى وغير مطيع ، ويُحبط بسهولة وعنيد، وغير مرن، إلخ).
10.الأعراض الشائعة داخل بيئة الفصول الدراسية : تظهر عليه أعراض الانسحاب، ويلعب وحده أو لا يلعب على الإطلاق، يتردد في الاستجابة (حتى دون كلام – حتى بالحركات)، ولديه تشتت انتباه، ويجد صعوبة في تتبع سلسلة من التوجيهات أو البقاء في المهمة، ولديه صعوبة في إكمال المهام التي بيده.
تفرض خبرة مركز سمارت Smart أن صعوبات المعالجة الحسية قد تسبب صعوبات تعلمية أو أكاديمية وقد لا تسببها . والعديد من الأطفال ولا سيما الأذكياء جداً يمكنهم التعويض أكاديمياً ،وبالفعل يكون أداؤهم جيداً،والعديد يركز على المهارات الأكاديمية في كثير من الأحيان ويتجاهلون ‘التفاعل الاجتماعي “داخل المدرسة. وتكون هذه الظاهرة أكثر وضوحا كلما كبر الطفل في العمر . الأمر الحاسم هو أن نفهم أن العديد من هذه الأعراض قد لا تتواجد في الأوضاع المريحة التي يستطيع الطفل التنبؤ بأحداثها، مثل ما يحدث في المنزل مع بعض الأطفال، فهناك مشاكل معالجة، مثل اضطراب المعالجة السمعية، المسببة لصعوبات في التعلم وكذلك الضغط النفسي العالي.
11- السلوكيات: الأطفال الذين لديهم صمت اختياري غالبا ما يكونون غير مرنين ،وعنيدين ومزاجيين ومتسلطين وحازمين و مستبدين في المنزل. وقد يظهرون تقلباً في المزاج، ونوبات من البكاء وانسحاباً وتحاشياً ،أو تفادياً وإنكاراً، و تسويفاً. هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى السيطرة الداخلية والنظام والهيكلة، و قد يقاومون التغيير أو لديهم صعوبة مع الانتقال من نشاط لآخر. وقد يتصرف بعض الأطفال قد بسخافة أو بسلبية في المدرسة والحفلات وأمام العائلة والأصدقاء. لماذا؟
هؤلاء الأطفال طوروا آليات غير تكيفية للتعامل مع القلق.
12- الحالات المصاحبة للقلق: قلق الانفصال، واضطراب الوسواس القهري (OCD)، واضطراب الاكتناز القهري (الإفراط في تكديس وتجميع المقتنيات والصعوبة الكبيرة في اتخاذ قرار بشأن التخلص من الممتلكات الشخصية غير الضرورية) ، وهوس نتف الشعر trichotillomania (نتف الشعر ، و التسحُّج العَصبي واضطراب كشط الجلد النفسي،و هي حالة تتميز برغبة المصاب في حك أو شد أو قرص جلده باستمرار إلى الحد الذي قد يلحق ضررًا بالجلد)، واضطرابات القلق العام واضطراب الرهاب المعين واضطرابات الهلع.
13.صعوبات التواصل: بعض الأطفال قد يجد صعوبة في الاستجابة بطريقة غير لفظية للآخرين، على سبيل المثال، لا يستطيع أن يشير (إلى شيء ما ) أو الإيماء برأسه (إشارة بالموافقة) رداً على سؤال المعلم ، أو التعبير عن شكره لشخص بالكلمات. للكثيرين منهم، التلويح مرحباً أو مودعاً بيده ، وهذه مسألة صعبة للغاية، نفس هذا الطفل لا يمكنه الاستجابة بشكل غير لفظي عندما يكون مرتاحاً مع الوضع فقط، بل يمكنه أن يثرثر بدون توقف! وبعض الأطفال قد يجدون صعوبة في بدء التواصل غير اللفظي عندما يكونون قلقين، على سبيل المثال، لديهم صعوبات أو غير قادرين على بدء اللعب مع أقرانهم أو الذهاب إلى المعلم للتعبير عما يحتاجونه أو يريدونه.
14.صعوبات المشاركة الاجتماعية: عندما يتمعن شخص في خصائص الطفل الذي لديه صمت اختياري، فمن الواضح أن العديد من هؤلاء غير قادرين على أن ينخرطوا اجتماعياً بشكل صحيح. وعندما يواجه الطفل غريباً أو شخصاً غير مألوف لديه، فقد ينسحب، ويتجنب الاتصال بالعين، و “يرفض الطفل التواصل أو الكلام مع والديه أو غيرهما – “الانغلاق”) هذه الصعوبات لا تترك الطفل دون كلام، بل تمنعه أيضا ً من الانخراط مع شخص آخر، وغالبا ما يكون مستحيلا. على العديد من هولاء الأطفال تحية الآخرين وطلب ما يحتاجونه أو يريدونه، وما إلى ذلك،. والعديد من هؤلاء الأطفال يكونون في ظل والديهم في البيئات الاجتماعية ،وفي كثير من الأحيان يتجنبون أي تفاعل اجتماعي على الإطلاق. إن المثال الشائع الذي يضرب هو طفل في بقالة قد يغني ويضحك ويتحدث بصوت عال، ولكن بمجرد أن يواجه شخصاً ما، يتوقف الطفل عن الكلام ويتحاشى وينسحب من كل تفاعل اجتماعي. وحين يكبر الطفل في العمر ، فالتوقف عن الكلام او الانغلاق يصبح نادراً. لكنه إما ان يظل غير متواصل و يتجنب و ينسحب من التفاعل الاجتماعي، أو يرد بشكل غير لفظي بعد فترة متفاوتة من الإحماء.
الصمت هو واحد من الخصائص آلتي يظهرها الأطفال المصابون بثمت اختياري
*تتى يتم تشخيص معظم الأطفال المصابون بصمت اختياري؟
يُشخص معظم الأطفال بالصمت الاختياري بين عمر ثلاث و وثمان سنوات . عندما يُتأمل في الماضي، غالبًا ما يُلاحظ أن هؤلاء الأطفال كانوا مكبوحين مزاجياً،وقلقين بشكل حاد في الأوضاع (البيئات) الاجتماعية كرضع وأطفال صغار، لكن يعتقد الكبار أن هؤلاء الأطفال خجولون جداً. ومعظم الأطفال لديهم تاريخ من قلق الانفصال [من الأم أو الأب أو منهما معاً أو من غيرهم ] وبكونهم بطيئين في الإحماء [حتى يصلوا الى درجة تكون لهم جرأة على الكلام] في كثير من الأحيان، لا يتضح الصمت الاختياري على هؤلاء الأطفال بشكل أكثر إلاّ بعد دخولهم المدرسة ، حيث يُتوقع لهم هناك الأداء [التعليمي] والتفاعل والكلام [مع غيرهم]. ما يحدث غالبًا هو أن المعلمين يخبرون والديهم بأنهم لا يتكلمون أو يتفاعلون مع الأطفال الآخرين. وفي حالات أخرى ، سيلاحظ الوالدان ، في وقت مبكر من حياة طفلهم، أنه لا يتكلم مع معظم الأشخاص خارج المنزل، وإذا استمر الصمت الاختياري لأكثر من شهر ، فيجب على الوالد/الوالدة لفت انتباه طبيب الطفل.
*لماذا يفهم عدد قليل جدا من المعلمين والمعالجين والأطباء الصمت الاختياري؟
من الملاحظ أن الدراسات الجارية على الصمت الاختياري نادرة، ومعظم نتائج البحوث تستند إلى نتائج شخصية معتمدة على عدد محدود من الأطفال. إضافة إلى ذلك، غالبًا ما تكون مواصفات هذه الحالة في الكتب المدرسية غير موجودة ، أو تكون المعلومات عنها محدودة ، وفي كثير من الحالات تكون هذه المعلومات غير دقيقة ومضللة. ونتيجة لذلك ، قلة من الناس يعرفون الصمت الاختياري بشكل صحيح. وغالبا ما يخبر المهنيون والمعلمون أحد الوالدين أن الطفل خجول أو سيتجاوز مشكلة صمته الاختياري. البعض الآخر يفسر الصمت الاختياري كوسيلة لكونه معترضًا / معارضاً ومتحدياً ، أو متلاعباً أو استحواذياً. بعض المهنيين ينظر إلى الصمت الاختياري بشكل خاطيء باعتباره أحد أنواع التوحد أو علامة على صعوبات التعلم الشديدة. وبالنسبة لمعظم الأطفال المتأثرين فعلا بالصمت الاختياري ، فهذا يعتبر خطأ تمامًا وغير مناسب!
تشير الأبحاث في مركز سمارت إلى SMart الى أن الأطفال الذين يبدو أنهم معارضون بطبيعتهم غالباً ما يكون لديهم آباء ( أب وأم أو أحدهما) و / أو معلمون و / أو معالجون مهنيون قاموا بالضغط عليهم للكلام لشهور وربما لسنوات. لذا لا يستمر الصمت لدى هؤلاء الأطفال فحسب ، بل سيتعزز سلبًا. وقد يصاب هؤلاء الأطفال بسلوكيات معارضة بسبب مزيج من إحباطهم وعدم قدرتهم على فهم صمتهم ، والضغط الذي يمارسه الآخرون عليهم للكلام.
نتيجة لندرة المعلومات وغالبًا ما تكون غير دقيقة في الأبحاث المنشورة ، فالأطفال الذين لديهم صمت اختياري قد يساء تشخيصهم (يُخطأ في تشخيصهم بهذه الحالة) وقد تُساء إدارتهم (علاجهم وطرق التدخل). وفي كثير من الظروف، سينتظر الأهل على أمل أن يتجاوز طفلهم مشكلة صمته الاختياري (وقد ينصحهم بذلك مهنيون بحسن نية ولكنهم غير مطلعين). ومع ذلك ، من دون الإقرار بالمشكلة والعلاج المناسب، فإن معظم هؤلاء الأطفال لا يتجاوزون الصمت الاختياري وينتهي بهم الأمر إلى سنوات دون كلام أو تفاعل بشكل طبيعي أو تطوير لمهاراتهم الاجتماعية المناسبة. في الواقع ، فإن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الصمت الاختياري والقلق الاجتماعي الذين لا يحصلون على العلاج المناسب لتطوير مهارات التعامل اللازمة قد يتسببون في تطوير تداعيات سلبية للقلق غير المعالج .
*لماذا من المهم للغاية أن يُشخص طفلي وهو صغير جدًا؟
تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه كلما عولج الطفل من الصمت الاختياري مبكرا ، كانت الاستجابة للعلاج أسرع، وكلما كانت التوقعات بسير المشكلة ككل أفضل. وإذا بقي الطفل صامتاً (لا يتكلم) لسنوات عديدة ، فقد يصبح سلوكه استجابة مشروطة حيث يعتاد الطفل حرفياً على عدم النطق. وبعبارة أخرى ، يمكن أن يصبح الصمت الاختياري عادة يصعب كسرها!
لأن الصمت الاختياري هو اضطراب قلق إذا ترك دون علاج ، فقد يكون له عواقب سلبية طوال حياة الطفل ، وللأسف ، يمهد الطريق لمجموعة من التداعيات الأكاديمية والاجتماعية والعاطفية مثل:
· تفاقم القلق
· الاكتئاب ومظاهر اضطرابات القلق الأخرى
· العزلة الاجتماعية والانسحاب
· ضعف في الإعتزاز بالذات (احترام الذات) والثقة بالنفس
· رفض المدرسة وضعف الأداء الأكاديمي وإمكانية ترك المدرسة
· ضعف التحصيل الدراسي أكاديمياً وإنجاز أدنى في العمل
· التطبيب الذاتي بالمخدرات و الكحول
· الأفكار الانتحارية والانتحار المحتمل.
اضطرابات القلق وهي أكثر الأمراض العقلية شيوعا بين الأطفال والمراهقين.
هدفنا الرئيس هو تشخيص الأطفال في وقت مبكر، حتى يتمكنوا من تلقي العلاج المناسب في سن مبكرة ، وتطوير مهارات التعامل المناسب مع الحالة، والتغلب على قلقهم. وفقًا للجراح الأمريكي العام ، فإن بلدنا في حالة طوارئ فيما يتعلق بالصحة العقلية للأطفال. ويعاني 10٪ من الأطفال من اضطرابات عقلية ، لكن أقل من 5٪ من هؤلاء الأطفال يتلقون العلاج بالفعل.
*لو اشتبه الوالدان في أن طفلهم لديه صمت اختياري فماذا يفعلان؟
ينبغي على الوالدين مبدئيا إزالة جميع الضغوطات والتوقعات التي وضعوها على الطفل حتى يتكلم، موصلين إلى طفلهما رسالة أنهما يفهمان أنه خائف مما يصعّب عليه اخراج الكلمات وأنهما سيساعدانه على تجاوز هذا الوقت العصيب.
قم بالثناء على جهود الطفل وإنجازاته، ادعم ، وسلّم بالصعوبات والإحباطات التي يمر بها الطفل . على الوالدين أن يتكلما مع طبيب أسرتهما أو طبيب أطفال، والسعي للبحث عن طبيب نفسي أو معالج لديه تجربة في الصمت الإختياري. موقع جمعية الصمت الإختياري على شبكة الإنترنت فيه عدد لا حصر له من صفحات المعلومات التي تُحدّث بشكل منتظم.
يرجى ملاحظة أن وجود خبرة في الصمت الاختياري لا يضمن صحة اُسلوب العلاج ومعرفته، فالطبيب الذي لديه خبرة أقل، ولكن لديه معرفة ممتازة بالصمت الاختياري قد يكون خياراً مثالياً لطفلك.
الأسئلة الهامة التي ينبغي عليك أن تطرحها على الطبيب أو المعالج تتضمن ما يلي:
· ما مجالات خبرتك؟ هل عالجت طفلاً لديه صمت اختياري قط؟ وإذا كان الأمر كذلك، كم طفلاً عالجت وما هي معدلات نجاح علاجك؟
· ما هي وجهة نظرك حول الصمت الاختياري؟ وبعبارة أدق: ما بعض الأسباب التي تجعل الطفل يُظهر هذا النوع من الصمت؟
· ما هي مقاربات علاجك للصمت الاختياري ؟
· ما هو دوري باعتباري والداً ، أو والدة؟ ما هو دور المعلم ؟
· ما هو رأيك بالدواء في علاج الصمت الاختياري،ومتى تأخذ في الاعتبار استخدام الدواء؟
· هل تتمكن من تزويدي بمصادر لعوائل عملت معها في السابق؟
· كيف ستعمل مع طفلي لمساعدته على التقدم في التواصل [اللفظي]؟
لا يتقدم الأطفال في التواصل اللفظي دون تعلم مهارات التأقلم، وليس خفض مستوى القلق كافٍ لتمكين الطفل من البدء في الانخراط اجتماعياً.
تعلم كيف يتقدم الطفل في التواصل اللفظي ويشعر بالراحة في بيئة ما، إن هذه المهارات يجب أن تدرّس.
*تحذير: عندما تتحدث مع المعالجين المهنيين المحتملين، يرجى أن تكون حذراً من أولئك الذين ينظرون إلى الصمت الاختياري باعتباره نتيجة سلوك متحكم وتلاعبي من قبل الطفل. وأساليب العلاج القائم على التأديب وإجبار الطفل على الكلام غير ملائمة ،ولن تؤدي إلا إلى زيادة القلق،وإلى تعزيز سلوك الصمت الاختياري بشكل سلبي.
كيف يتم تقييم الطفل بشأن الصمت الاختياري؟
برنامج علاج قلق التواصل الاجتماعي أو S-CAT®️ الذي أنشأته الدكتورة (أليسا شيبون-بلوم)،وتم تنفيذه في مركز أبحاث وعلاج قلق الصمت الاختياري(مركز سمارت SMart) يُعد برنامجًا قائمًا على الأدلة، ويُعد مركز سمارت في الوقت الحالي المركز الوحيد في العالم الذي يقوم بتطبيق برنامج S-CAT®️.
أنشأت الدكتورة (أليسا شيبون-بلوم) برنامج مراحل الصمت الاختياري لقياس مدى الراحة في التواصل الإجتماعي. SM-Stages of Social Communication Scale ©️ الذي يصف المراحل المختلفة للتواصل الإجتماعي الممكنة لطفل يعاني من الصمت الاختياري .ويغير الأطفال المصابون بالصمت الاختياري (SM) مستوى التواصل الاجتماعي بناءً على الوضع (البيئة)التي هم فيها وكذلك توقعات الآخرين في بيئة ما.و نتيجة لذلك الدعم الاجتماعي والتواصل سيتغيران من وضع إلى وضع(بيئة إلى بيئة) ومن شخص لآخر. ،ويوضح برنامج جسر التواصل الإجتماعي Social Communication Bridge®️ هذا المفهوم بشكل مرئي .
وعلى سبيل المثال،قد يتكلم الطفل “بحماس وحيوية ” مع صديقه أو أحد أفراد أسرته في أحد الأوضاع ، ومع ذلك لو اجتمع مع نفس الشخص في مكان آخر (مثلاً في المدرسة أو ربما في فعالية عائلية) فقد يواجه الطفل صعوبة اجتماعية في الانخراط،ويتواصل بشكل غير لفظي،وربما لا يستطيع الطفل التواصل على الإطلاق!
وبالنسبة لبعض الأطفال ، فإنهم يبدون مرتاحين جدًا، والصمت الإختياري هو أكثر الأعراض الملاحظة. هذا يعني أنهم قادرون عادةً على التواصل بشكل غير لفظي مع الآخرين عبر مهارات غير لفظية ذكية (الميماءات المهنية!) وفي معظم الأوضاع،إن لم يكن جميعها. هؤلاء الأطفال عالقون في المرحلة غير اللفظية من التواصل (المرحلة الأولى)ويعانون من نوع فرعي من الصمت الاختياري يسمى بـ “رهاب الكلام”.
وعلى الرغم من أن الصمت هو أكثر أعراض الصمت الإختياري SM ، إلا أن المعرفة الكاملة للطفل ضرورية لوضع خطة علاج مناسبة للبيت وفي العالم الحقيقي ، وفي المدرسة، وذلك بوضع خطة تريوية فردية أو تعديلات على المنهج وطرق الامتحانات.
ووفقًا لعمل الدكتورة (شيبون-بلوم)بعد إجراء تقييم كامل يتكون من استمارات تقييم أولياء الأمور والمدرسين مثل استبانة تشخيص الصمت الاختياري الشامل (SM-CDQ) ©️ ،واستمارة تقييم المدرسة للصمت الإختياري SM ، ومقابلات مع الوالدين والطفل، والعلاج يحتاج إلى الإجابة على الثلاثة الأسئلة الرئيسة التالية:
1. لماذا طور هذا الطفل الصمت الاختياري (بما في ذلك العوامل المؤثرة والمسببة والمبقية له)؟
2. لماذا يبقى الصمت الاختياري مستمراً على الرغم من المعالجة السابقة،ووعي الوالدين،والمعلم؟
3. ما الذي يمكن عمله في المنزل والمدرسة وفي العالم الحقيقي لمساعدة الطفل على بناء مهارات التعامل اللازمة للتغلب على تحديات التواصل الاجتماعي؟
لمساعدة طفل يعاني ولا يستطيع أن يتكلم (وهو صامت) ، يجب تطوير فهم أي مرحلة يمر بها الطفل خلال مواجهات اجتماعية معينة. ويمكن استخدام برنامج مخزون قلق التواصل الاجتماعي Social Communication Anxiety Inventory (اختصاراً ©️ SCAI) لتحديد مرحلة التواصل الاجتماعي التي وصل إليها الطفل على برنامج جسر التواصل الاجتماعي®️ ،ثم يُطور العلاج عبر مقاربة الطفل بالكامل تحت إشراف أختصاصي العلاج والطفل والوالدين وموظفي المدرسة حيث يعملون معاً؛ على إنجاز هذه المعالجة.
وتؤكد الدكتورة (شيبون بلوم) أنه على الرغم من أن خفض القلق أمر رئيس،إلا أنه غير كافٍ في الغالب ،ولاسيما مع تقدم الأطفال في العمر،ومع مرور الوقت،لم يعد الكثير من الأطفال المصابين بصمت اختياري يشعرون بالقلق ، ولكن صمتهم وعدم وجود انخراط اجتماعي مناسب لا يزالان مستمرين في أوضاع (بيئات) معينة.
يحتاج الأطفال الذين يعانون من الصمت الإختياري إلى استراتيجيات،وتدخلات للتقدم من التواصل غير اللفظي إلى التواصل المنطوق. وهذه هي المرحلة الانتقالية للتواصل،وهي سمة مفقودة في معظم خطط العلاج،وبمعنى آخر :
*كيف تساعد الطفل على التقدم من التواصل غير اللفظي إلى التواصل اللفظي؟
يجري تطوير الاستراتيجيات والتدخلات بناءًا على المرحلة التي وصل لها الطفل على برنامج جسر التواصل الاجتماعي Social Communication Bridge في بيئة معينة،وتهدف إلى أن تكون وسيلة لإزالة الحساسية ،ووسيلة لإلغاء تعلم السلوك الشرطي(نوع من أنواع التعلم بالاقتران حيث الحافز/المثير يصبح مقترناً بالنتيجة المترتبة عليه)، والوقت في عيادة العلاج لا يكفي ، ووضع العيادة يُستخدم للمساعدة في إعداد الطفل للمدرسة وبيئات العالم الحقيقي من خلال تطوير استراتيجيات لمساعدة الطفل على التخلص من سلوكه الشرطي. بعد ذلك ، في العالم الواقعي وفي محيط المدرسة، يتم تطبيق الاستراتيجيات والتدخلات.
ويشتمل برنامج S-CAT®️ على تقنيات لخفض القلق، وطرق لبناء الإعتزاز بالنفس (احترام الذات) ، واستراتيجيات وتدخلات للمساعدة في التقدم في الراحة والتواصل الاجتماعيين. قد يشمل ذلك التجسير من الإغلاق (الصمت المطبق) إلى التواصل غير اللفظي ومن ثم الانتقال إلى التواصل المنطوق عبر برنامج Verbal Intermediary®️ وبرنامج Ritual Sound Approach®️ وربما استخدام أجهزة الواقع المعزز.
يحتاج الأطفال الذين لديهم صمت اختياري SM إلى المعرفة والشعور بالسيطرة ،ولديهم خيار في علاجهم (حسب العمر). هذه هي المكونات الأساسية لاستراتيجيات برنامج علاج التواصل الاجتماعي®️ الذي يوفر للطفل الخيارات ويساعد على نقل حاجة الطفل للسيطرة إلى استراتيجيات وتدخلات.
تُستخدم ألعاب برنامج S-CAT®️ وأهدافها (حسب العمر ومكان وجود الطفل على برنامج جسر التواصل الإجتماعي Social Communication Bridge®️) للمساعدة في تطوير الراحة الاجتماعية social comfort ،والتقدم في النهاية إلى الكلام من خلال استخدام الطقوس والمراقبة، وتُستخدم المصورات charts الاستراتيجية للمساعدة في تطوير الراحة الاجتماعية،والتقدم في الكلام. وتمثل الأهداف الصامتة (التغيرات البيئية) والأهداف النشطة (الأهداف الموجهة للأطفال استنادًا إلى الاختيار والتحكم)بعض الأدوات الأخرى المستخدمة في برنامج S-CAT®️.
الأطفال مختلفون ، ولذا يجب وضع خطة علاج لكل طفل لوحده،وذلك لإدراج المنزل (تعليم الوالدين، والتغيرات البيئية)،والاحتياجات الفريدة للطفل،والتعديلات المدرسية (تعليم المعلمين،والإقامة – للمدارس التي تضم دور إقامة للطلاب فيها – والتدخلات). بخفض القلق،وزيادة الإعتزاز بالذات (احترام الذات) ،وزيادة التواصل ،والثقة الاجتماعية في بيئات متفاوتة من العالم الواقعي، فالطفل الذي يعاني وهو صامت (لا يتكلم) سيطور مهارات التعامل اللازم حتى يتمكن من القيام بوظائفه الاجتماعية والعاطفية والأكاديمية المناسبة.
سيتعين على أحد المحترفين المدربين بشكل جيد من الذين لديهم دراية بالصمت الاختياري مقابلة الوالدين. وسيتم التركيز على التفاعل الاجتماعي وتاريخ النمو، ومظاهر القلق الأخرى، والخصائص السلوكية (مزاج خجول)، ووصف الحياة المنزلية (ضغوط الأسرة والطلاق والموت وما شابه)،والتاريخ الطبي. ومن نتائج المقابلة الأولية، غالباً ما سيعاين المحترف الطفل. الأطفال المصابون بصمت اختياري قد يتكلمون مع أختصاصي التشخيص،أولايتكلمون ،وسواء تكلم الطفل مع الطبيب المُقيّم أم لا فالأمر ليس مهماً، لأن الأختصاصي الماهر يستطيع أن يقييّم مهارات الاتصال بين الأشخاص،وبناء علاقة بسهولة تامة،إذا أُعطي جلسة واحدة على الأقل،وربما يشاهد أشرطة فيديو من المنزل، فيمكنه أن يشخص الطفل على أن لديه صمت اختياري أو ليس لديه.
نظرًا لأن 20-30٪ من الأطفال الذين لديهم صمت اختياري يعانون من خلل في النطق واللغة، فغالبًا ما يتم إجراء تقييم شامل للكلام واللغة. وفي حال وجود مشاكل حركية متعلقة بالحواس يُوصى أيضًا بتقييم العلاج المهني. وغالبًا ما يوصى بإجراء فحص جسدي كامل (بما في ذلك السمع)،وفحص موحد، وفحوصات تربوية نفسية، وفحص نمائي شامل إذا كان التشخيص غير واضح.
*ما هي المعايير التشخيصية للصمت الإختياري؟
الدليل التشخيصي الإخصائي الطبعة الرابعة (DSM-IV-TR (2000) يعرّف الصمت الإختياري على النحو التالي:
1. فشل مستمر في أن يتكلم في مواقف اجتماعية معينة (حيث يكون الكلام هناك فيها متوقع، على سبيل المثال، في المدرسة) على الرغم من أنه يتكلم في مواقف أخرى.
2. يتداخل هذا الخلل (الاضطراب / الإرباك) disturbance مع التحصيل العلمي ،أوالإنجاز المهني،أو التواصل الاجتماعي.
3. فترة الإرباك disturbance شهر واحد على الأقل (لا تقتصر على الشهر الأول من المدرسة).
4. لا يرجع سبب عدم الكلام إلى عدم معرفة اللغة المنطوقة المطلوبة في الوضع الاجتماعي أو الإرتياح لها.
5. الأفضل ألاّ يبرر هذا الخلل (الإرباك) باضطراب التواصل (على سبيل المثال،التأتأة) ولا يحدث بشكل حصري أثناء الاضطرابات النمائية الشاملة (PDD)، أوالفصام ،أو غيره من الاضطرابات النفسية.
وقد تشمل السمات المرتبطة بالبكم الإختياري:الخجل المفرط ، والخوف من الإحراج الاجتماعي، والعزلة الاجتماعية، والانسحاب والتشبث(تشبث الطفل بأمه أو بأبيه أو بغيرهما)،والسمات الوسواسيةوالسلبية،ونوبات الغضب،أوالسلوك السلطوي،أو المعارض،ولا سيما في المنزل. وقد يكون هناك ضعف شديد في القيام بالأداء الوظيفي الاجتماعي والمدرسي. والإغاظة أو الإثارة من قبل الأقران من الأمور المألوفة.
وعلى الرغم من أن الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم عمومًا مهارات لغوية طبيعية ، إلا أنه قد يكون هناك اضطراب تواصل مقترن به أحيانا ً، (مثل الاضطراب الصوتي أو اضطراب اللغة التعبيرية أو اضطراب الاستيعاب اللغوي واضطراب التعبير اللغوي المختلط)،أو حالة طبية عامة تسبب عيوباً في النطق، والتخلف العقلي أو الاستشفاء (البقاء في المستشفى للعلاج)،أو عوامل الضغوط النفسية والاجتماعية الشديدة التي قد ترتبط باضطراب الصمت إلاختياري. إضافة إلى ذلك ، في العيادات الإكلينيكية، يتم عمل تشخيص إضافي للأطفال المصابين بصمت إختياري لاضطرابات القلق ، وخاصة الرهاب الاجتماعي. (DSM-IV-TR) (APA ، 2000)
….
ملاحظة المؤلفة: المعايير المذكورة أعلاه غامضة،وغير محددة تمامًا،ولاينبغي استخدامها بمفردها لإدراج أو استبعاد تشخيص الصمت الإختياري. وكما ذُكر سابقًا ، فإن الأطفال المصابين بالصمت الإختياري يبدون العديد من الخصائص السلوكية غير الصمت. لأنهم غالباً ما يجدون صعوبة في الاستجابة، والبدء بشكل غير لفظي ، ويمكن النظر إلى الصمت الاختياري على أنه اضطراب تواصل، والأطفال الذين يعانون منه،و من اضطرابات نمائية شاملة غير محددة PDD-NOS واضطراب الآسبرنغر Aspergers (نوع من اضطرابات التوحد) والاضطرابات النمائية الأخرى قد يظهرون الصمت في المكان الذي يكون فيه الصمت الاختياري.
*كيف يُعالج الصمت الاختياري؟
يجب أن تكون الأهداف الرئيسة للعلاج هي خفض مستوى القلق، وزيادة الإعتزاز بالذات،وزيادة الثقة الاجتماعية والتواصل الإجتماعي.
لا يجب أن يكون التركيز على إجبار الطفل على الكلام، بل يجب إزالة جميع التوقعات التي تبعده عن الكلام، وذلك بخفض مستوى القلق ، وتعزيز الثقة، واستخدام الأساليب التكتيكية، والطرق المناسبة، وبذلك سوف يزداد التواصل كلما تقدم الطفل من التواصل غير اللفظي إلى التواصل اللفظي. ويجب إضفاء الطابع الفردي على مقاربات العلاج، ولكن معالجة معظم الأطفال تتم عادةً باستخدام مزيج من التالي:
1- برنامج علاج قلق التواصل الاجتماعي (S-CAT) : هذه هي فلسفة العلاج المطبق في مركز علاج الصمت الاختياري والقلق والاضطرابات المرتبطة به(مركز سمارت SMart ) إن هذا العلاج يشتمل على تطوير خطة علاج فردية تركز على الطفل بالكامل، وتتضمن منهجية الفريق TEAM التي تضم الطفل،والوالدين،وموظفي المدرسة ،والمعالجين المهنيين، حيث يتم تطبيق الأساليب التكتيكية،والتقنيات العلاجية الموصى بها لبناء الراحة الاجتماعية،وتقدُمْ راحة التواصل ( اللفظي و غيراللفظي)في بيئات اجتماعية مختلفة(داخل المدرسة وخارجها) لأن مستويات القلق تتغير من حالة إلى أخرى،وغالبًا من شخص إلى آخر،وغالبًا ما تتغير الأساليب من حالة اجتماعية إلى أخرى من خلال خفض القلق ،وزيادة الاعتزاز بالذات،وزيادة التواصل والثقة الاجتماعية في بيئات العالم الحقيقي المتفاوتة،فإن الطفل الذي يعانيوهو صامت (لا يستطيع الإفصاح عن معاناته) سيطور مهارات التعامل اللازمة ليتمكن من القيام بأداء وظائفه الاجتماعية والعاطفية والنمائية والأكاديمية السليمة .
2- العلاج السلوكي: إن أساليب التعزيز الإيجابي،وإزالة التحسس هي علاجات سلوكية رئيسة للصمت الاختياري، إضافة إلى إزالة كل الضغوط للتكلم، لذا يجب أن يكون التركيز على فهم الطفل والإقرار بقلقه.
إن تعريف (تقديم) الطفل بالبيئات الاجتماعية بطرق لطيفه وغير تهديدية هو وسيلة ممتازة لمساعدة الطفل على الشعور براحة أكبر، بمعنى أنه يمكن للوالدين نقل الطفل إلى المدرسة عندما يكون القليل من الناس موجودين فيها لجعل الطفل يتدرب على الكلام. وفي النهاية ، أحضر صديقًا أو اثنين للطفل إلى المدرسة ،واسمح لهم باللعب معاً عندما لا يكون هناك أطفال آخرون حاضرين. المجموعات الصغيرة التي تضم عددًا صغيرًا من الأطفال مفيدة، بالإضافة إلى السماح للوالدين بقضاء بعض الوقت مع الطفل داخل الفصل. بعد أن يتكلم الطفل بشكل طبيعي تمامًا، يتم إدخال المعلم، ثم الطلاب تدريجياً ضمن وضعية المجموعة. إن التعزيز الإيجابي للتكلم يجب إدخاله عندما ينخفض مستوى القلق وعندما يشعر الطفل بالراحة ويكون مستعدًا بشكل واضح لبعض التشجيع الخفي (اللطيف).
3-العلاج باللعب والعلاج النفسي وغيره من الأساليب النفسية التي يمكن أن تكون فعالة إذا تمت إزالة كل الضغوظ التي تمارس حتى يتكلم الطفل ،والتركيز على مساعدة الطفل على الاسترخاء والانفتاح. ومن المهم مواجهة الصمت بطريقة غير تهديدية. إن هؤلاء الأطفال خائفون ،وينبغي أن يكون التركيز على مساعدتهم في تحديد مستوى خوفهم بحالة معينة ، ممساعدتهم على إدراك أنك تفهم معاناتهم ،وأنك موجود هناك لمساعدتهم على تخفيف الضغط الهائل الذي يشعرون به.
3- العلاج المعرفي السلوكي (CBT):يساعد المعالجون المدربون الأطفال على الـ CBT بتعديل سلوكهم ،ومساعدتهم على إعادة توجيه مخاوفهم وهمومهم إلى أفكار إيجابية. ويجب أن يتضمن العلاج المعرفي السلوكي:الوعي ،والإقرار بالقلق والصمت. إن معظم الأطفال المصابين بصمت اختياري ينتابهم هم بشأن عدم سماع الأخرين لصوتهم، وبشأن سؤال الآخرين إياهم: لماذا لا يتكلمون؟ومحاولة إجبارهم على الكلام،لذا ينبغي أن يكون التركيز على ترسيخ السمات الإيجابية للطفل، وبناء ثقتة في الأوضاع الاجتماعية،وخفض مستويات القلق والهم عموماً.
4- الدواء: الدراسات تشير إلى أن أكثر مقاربات العلاج فعالية هو مزيج من الأساليب السلوكية والأدوية. وفي كثير من الأحيان تستخدم الأساليب السلوكية لفترة غير محددة قبل إضافة الدواء. ولو لم يتقدم الأطفال بمقدار كافٍ في العلاج السلوكي وحده، فقد يُوصى بالدواء للحد من مستوى القلق. إن مثبطات استرداد السيروتونين الإنتقائية (SSRIs) مثل بروزاك prozac وباكسيل paxil وسيليكسا celexa ولوڤوكس luvox و زولوفت zoloft أدوية،فعالة جداً في علاج اضطرابات القلق. على غرار أدوية الـ SSRIs ، وهناك أدوية أخرى تؤثر على ناقل عصبي واحد أو أكثر من الناقلات العصبية مثل السيروتونين، والنوربنينفرين norepinephrine، وغابا GABA، والدوبامين، وما إلى ذلك من الأدوية التي تثير المشاعر، مثل هي ايفكسور effexor xr وبوسبار buspar. وكل مجموعة دوائية تعمل بشكل جيد في الأطفال الذين لديهم خلل في التوازن البيوكيميائي. و يبدو إن هذه الحالة في معظم الأطفال المصابين بصمت اختياري . وفي كثير من الأحيان، شهدنا الآثار الإيجابية في فترة قصيرة تقدر بأقل من أسبوع. وتستخدم الأدوية كانطلاق سريع على أمل انخفاض مستوى القلق ، وأن نتمكن من تطبيق أساليب سلوكية بسهولة أكبر وبنجاح!
وتستغرق أهداف فترة العلاج بالدواء عادة 9 إلى 12 شهراً.
5- معززات الاعتزاز بالذات (احترام الذات) : ينبغي على الوالدين إعطاء أهمية خاصة لسمات الطفل الإيجابية، فإذا كان طفلك فناناً على سبيل المثال ، حاول عرض أعماله الفنية بكل الوسائل المتاحة ، خصص جداراً لعرض اللوحات الفنية لطفلك؛وربما يستطيع أن ينتج معرضاً خاصاً!
اجعل الطفل يشرح أعماله الفنية لأفراد الأسرة و الأصدقاء المقربين ، إن هذا يعزز ممارسة التعبير اللفظي لديه بشكل أكثر ،ويساعد على تعزيز الثقة لديه .
6- التكيف الاجتماعي: قم بتشجيع التكيف الاجتماعي قدر الإمكان دون إلحاح وضغوط على طفلك. رتب مواعيد متكررة للعب مع زملاء الدراسة أو تفاعلات حتى مع مجموعة صغيرة من الأفراد الذين يعرفهم الطفل جيدا، والهدف هو أن يشعر طفلك بالراحة بما فيه الكفاية مع زملاء الدراسة بحيث يصدر منه التعبير اللفظي . إن معظم الأطفال المصابين بصمت اختياري سيتحدثون للأصدقاء في منازلهم ،ولو أصبح الطفل مرتاحاً أكثر في الكلام مع طفل ، قم بدعوة طفل آخر لينضم إليهما ،ثم قم بدعوة اثنين أو ثلاثة أطفال في الوقت الواحد للإنضمام إلى المجموعة! انقل الكلام إلى المدرسة عبر مجموعة تكتيكات/أساليب. بالنسبة لبعض الأطفال، وعلاج المهارات الاجتماعية ضروري وفي كثير من الأحيان مفيد لإنجاز زيادة التواصل.
7-مشاركة المدرسة :الوالدان بحاجة إلى تثقيف المعلمين وموظفي المدرسة عن الصمت الاختياري ! ويجب أن تكون مسانداً لطفلك،و ينبغي أن تُفهم المدرسة أن الأطفال المصابين بصمت اختياري ليسوا عاصين أو عنيدين بعدم كلامهم لأنهم لا يستطيعون الكلام فعلاً.
وضح للمعلم أن الطفل يجب أن يشعر أن معلميه لا يرون مشكلة في عدم كلامه،وأن التواصل غير اللفظي مقبول في البداية، وكلما تقدم الطفل في العلاج، ينبغي للمعلم أن يكون مشاركاً في خطة العلاج حين يتم تشجيع التعبير اللفظي بطريقة خفية ، وغير مهددة له. في الخطة التربوية الفردية (IEP) أو قد تكون خطة التعديلات 504 ضرورية للمساعدة على استيعاب عدم قدرة طفلك على التواصل شفاهياً ومساعدة الأطفال على التقدم تواصلياً ، communicatively وكذلك بناء الراحة الاجتماعية .
8- مشاركة العائلة وقبول الوالدين: يجب أن يشارك أفراد الأسرة في كامل الخطة العلاجية، وفي كثير من الأحيان تلعب التغيرات في أنماط التربية والتوقعات دوراً ضرورياً لتلبية احتياجات الطفل.
تذكّر:لا تضغط على طفلك أو تجبره على الكلام لأن هذا لن يؤدي إلا إلى القلق. و أخبر طفلك أنك موجود لمساعدته. اقض وقتا لوحدك مع الطفل، ولا سيما في الليل، عندما تكون الضغوط في أقل مستوياتها وادخل مع طفلك في مناقشات عن مشاعره ، والسماح لطفلك بالانفتاح عليك يساعده على تخفيف الضغط النفسي.
إن قبول الوالدين و تفهمهما أمر حاسم للطفل! فمن المهم أن ندرك أنه بالتشخيص والعلاج السليم، يمكن التغلب على الصمت الاختياري !
تعريفات من النص:
* “اضطراب المعالجة الحسية (ويُسمى خلل التكامل الحسي) هو مرض ينشأ عندما لا تتم معالجة التكامل متعدد الحواس بشكل كاف من أجل توفير استجابات مناسبة لمتطلبات البيئة، فتوفر الحواس المعلومات عن طريق وسائل مختلفة،مثل: الرؤية، السمع، اللمس، الشم، الذوق، الحس العميق، والجهاز الدهليزي. ووسائل يحتاجها الإنسان من أجل القيام بوظائفه.ويتميز اضطراب المعالجة الحسية بمشاكل كبيرة في تنظيم الحواس القادمة من الجسم والبيئة ويتجلى في صعوبات الأداء في واحد أو أكثر من المجالات الرئيسة للحياة: الإنتاجية،الترفيه واللعب،أو ممارسة أنشطة الحياة اليومية. ويواجه أناس مختلفون مجموعة واسعة من الصعوبات أثناء معالجة البيانات القادمة من الحواس المختلفة،ولا سيما عن طريق اللمس(مثل الشعور بالحكة عند ارتداء الأقمشة الصناعية وصعوبةارتدائها، في حين أن الأشخاص الأسوياء لا يشعرون بذلك)،أو القادمة عن طريق الدهليز (الشعور بدوار الحركة أثناء ركوب السيارة على سبيل المثال)،أوعند استقبال الحس العميق(مواجهه صعوبة الإمساك بالقلم من أجل الكتابة).
* “التكامل الحسي هي عملية عصبية تقوم بتنظيم الإحساس القادم من جسدنا ومن البيئة،الأمر الذي من شأنه أن يجعل من الممكن استخدام أجسامنا بشكل فعال ضمن البيئة”
*الاستيعاب اللغوي هو القدرة على فهم المعلومات،والكلمات،والجمل ومعنى ما يقوله الآخرون،أوالمقروء،وأماالتعبير اللغوي فهو القدرة على وضع الأفكار في كلمات وجمل،بطريقة منطقية ودقيقة نحوياً.
“الكبح السلوكي وهو النزوع إلى الهياج والبكاء عند أشخاص جدد أو أشياء أو مثيرات” .