التوكل أم التواكل
في خضم جهود الحكومات الرسمية والحملات الإعلامية عبر الوسائل المتنوعة الرامية للتثقيف الصحي والإجراءات والممارسات الوقائية الشخصية تجاه التعامل مع فيروس كورونا الرامية للحد من اثاره السلبية، ألا يستلزم ذلك منا، وبالتوازي مع تلك الجهود، أفرادًا وجماعات إعادة تفعيل الصلة بمسبب الأسباب وكاشف الكربات ومفرج الأزمات وقاضي الحاجات…
اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّـهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَ ما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ* الشورى ٤٧
كم نحن بحاجة إلى تحصيل الطمأنينة وسط امواج الذهول والخوف والقلق من المجهول، ولا يتأتى ذلك إلا بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والاستئناس بالحديث معه واللجوء اليه واللهج بذكره جل وعلا لفظيًا وعمليًا ، اضافة لأخذنا بالأسباب التى امرنا بالعمل بها مسبب الأسباب سبحانه وتعالى..
الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ*
الرعد ٢٨
فكما ان هناك تكليف ومسؤولية على كل فرد تجاه حماية نفسه والآخرين مما يضر به وبهم، يوجد تكليف علينا تجاه اللجوء الى من بيده حمايتنا ووقايتنا ومحيانا ومماتنا والقادر على رفع البلاء عمن التجأ اليه في السراء والضراء..
وَ يا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ* هود ٥٢
رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ* الدخان ١٢
“..وَأَنْتَ القادِرُ عَلَىٰ كَشْفِ ما مُنِيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فِيهِ، فَافْعَلْ بِي ذلِكَ وَإنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يا ذا العَرْشِ العَظيمِ، وَذا المَنِّ الكَرِيمِ، فَأَنْتَ قادِرٌ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، آمِينَ رَبِّ العالَمينَ”…
فالمؤمن الواعي يلتزم بما أوصى به النبي صلى الله عليه واله ذلك الأعرابي “اعقلها وتوكل”، وهي التوكل على الله والعمل بالأسباب الطبيعية..
نسال الله تعالى ان يحفظنا ويحفظ الإنسانية جمعاء من كل سوء ومكروه وان يبدل سوء حالنا بحسن حاله انه ولي ذلك والقادر عليه..