(إشراقة الغروب) بصمة وفاء في أربعينية (الحباره)
رباب حسين النمر
لم تكد إشراقة (الثامن والعشرين) من مارس تكمل طقوسها، حتى بدأت رسائل الإهداءات في وسائل التواصل الاجتماعي تتسلل، إلى أرقام وعناوين سدنة المجتمع، من رجال دين، ووجهاء، وشعراء، وأدباء، وطلبة علوم دينية، وخطباء، وأكاديميين ومشاهير لتأتي ردود أفعالهم بزخم من الإعجاب والاندهاش، والفخر والاعتزاز بمناسبة صدور النسخة الإلكترونية لكتاب( إشراقة الغروب) الذي رصد ما قيل في الشيخ عيسى الحباره-رحمه الله- بعد وفاته، نظرا لشعبيته الواسعة، وكسبه لقلوب الجماهير. ولخصت كلمات الإهداء قصة فكرة الكتاب، والمثقفين المنتمين لمجموعة واتسابية القائمين على إنتاجه، وماجاء فيه من أبواب وتقسيمات
جاء فيها: “انبرت مجموعة (آراء وأصداء) وانتفضت في حس جمعي واصل الليل بالنهار، والجهد بالجهد من أجل تخليد كل أثر تركه صدى فقد الشيخ (عيسى الحباره) في قلوب أحبته فتشكّل في صورة أحرف، ولقطات تنوّعت قوالبها بين التقرير الصحافي، والمقالة، والخاطرة، والقصيدة بنوعيها: الفصحى والدارجة ، والتغريدة ، ومقطع العزاء، ومقطع السناب، ولقطات صور تبعثرت ما بين تموضعات من حياته العملية والدينية، ومن محفل توديعه الأخير .
وما تنوع من طرق عرضها جميعاً من تطبيقات السوشل ميديا التي احتوتها.
حتى اجتمع الشتات بين دفتي كتاب (إشراقة الغروب) كتابات في صدى رحيل الشيخ عيسى الحباره رحمه الله)
قدّم للكتاب الأستاذ زكريا العباد تحدث فيها عن أبعاد شخصية الشيخ الراحل من خلال رصد تفاعل الجماهير مع نبأ وفاته، ومدى تأثيره في نفوس الجماهير، ومما جاء في المقدمة:
“حينما تحاول الكتابة عن إنسانٍ بصدقٍ فأنت تحاول رسم ملامحه، وحين تبحث عن ملامح إنسان غادر الحياة فستتبّعها في وجوه الآخرين الذين مشوا خلف جنازته، أو أمسكوا بالقلم ليرسموه بالكلمات. ثلاثة مشاهدَ نابضة بالحياة تلت نبأ الإعلان عن رحيل الشيخ عيسى الحباره، الأوّل هو الحشد الهائل الذي صُدِم لرحيل هذا الشيخ حيث انهمرت إلى ساحة التشييع جموعٌ هائلة، كما انتشرت على الأثير موجة عارمة هزت ساحات التواصل الاجتماعي “الافتراضية”، تلك كانت العلامة الأولى على قوة تأثير هذا الراحل في “لا وعي” الجماهير”
وأضاف العباد:
(وكأن ” عيسى” آخر كان هنا، يخالط الناس ويجالس البسطاء، يبرئ الأكمه والأبرص، ويشفي عاهات الرّوح، ويبلسم الجراح ويحيى موتى الأمل، لماذا إذا ستضجّ هذه الجماهير لو لم يكن الراحل بهذه الصفات؟!!
وتابع:
” إن سرّ تفاعل الجماهير مع رحيله هو نجاحُه في قراءة وتفكيك واقعهم، ونجاحه في صياغة الحلول لإشكاليّات هذا الواقع”
وأشار العباد إلى غزارة الإنتاج الأدبي الموجه لشخصية الشيخ الراحل، ولا سيما الشعري، في قوله:
“أما العلامة الثالثة على فرادة هذا الحدث فهي الكم المميّز من الشعر المسفوح على صعيد هذا الحدث، فإذا أردت أن تتلمس أثر وأهميّة حدث ما في ضمير شعبٍ ما فانظر إلى أثره في فنونهم المتداولة، ولهذا فقد اهتممنا برصد هذا الجانب في هذا الكتاب سواء كان هذا الشعر فصيحاً أو عامياً تلمس فيه ملامح البساطة المحليّة وصدق شعورها أيضاً. ”
رحم الله روح الشيخ الحبارة، وأسكنه جنات عدن، وجعلنا ممن يهتدي بهداه.