السندي: لماذا أسقط (المتثيقفين) الفقهاء ولم يسقطوا (الأطباء) ؟
مالك هادي: الأحساء
ثمّن سماحة الشيخ حيدر السندي الجهود التي تقوم بها الموسسة الطبية قائلا : إن ما يبذله الأطباء من نشاط حيوي، وجهود كبيرة وتضحيات في خلق هذه الصورة المشرقة، لهو محط تقدير واحترام واعتزاز، جاء ذلك في تسجيل على حسابه على الأنستقرام.
وفي حديثه ذكر الشيخ السندي أن الاختلاف الكبير الواقع بين المختصين في المؤسسات الطبية ملفت للنظر، الذي كان في جهات متعددة ترتبط بوباء فيروس الكورونا، فقال: نجدهم قد اختلفوا في مصدره وتقدير خطورته، واختلفوا في الآثار التي تترتب على المرض الناتج والمسبب عنه، وفي التوصيات والقرارات التي ينبغي أن تطبق للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس.
كما أكد السندي أن هذا الاختلاف لا يعيب الأطباء والمختصين في حقل الطب، باعتبار أن طبيعة الأمور تقتضي حدوث هذا الاختلاف، حيث قال : إن اختلاف الناس في حدة النظر، وتفاوتهم في القدرة على الرصد وعلى قراءة الواقع، واختلافهم في مستوى الذكاء والمدارس الطبية، لا شك أن كل هذا بطبيعة الحال سينعكس على اختلاف القرارات والتوصيات.
وفي جانب آخر عاب سماحته على البعض الذين عبر عنهم بـ “المتثيـقِفين” سكوتهم في ظل وجود هذا الاختلاف الكبير الواضح في المؤسسة الطبية فقال: حيث أن بعض هؤلاء المتثيـقِفين كان يستثمر اختلاف الفقهاء في إسقاط منهجهم، وإسقاط قيمة الفقه والأحكام الفقهية، ولكن هذا البعض نجده اليوم ساكتاً لا يتكلم !! وكأنه يمارس ازدواجية مفضوحة.
واستنكر على هذه الفئة استثمارها اختلاف الفقهاء في إسقاط المنهج الفقهي وقيمته، والآن لا يَستثمرون اختلاف الأطباء في إسقاط المنهج الطبي وقيمة التوصيات الطبية فقال: لأنه يعلم أن طريقته هذه ليست طريقة صحيحة، وسوف تكون مَعيبة ومحل سخرية من جميع الناس، فاختلاف الأطباء لا يدعو إلى إسقاط منهجية الطب وإسقاط قيمة توصياته، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اختلاف الفقهاء، فلا ينبغي أن يكون مبرراً للدعوة إلى إسقاط قيمة المنهج الفقهي والأحكام الفقهية.
وختم السندي حديثه قائلا : فالناس في ظل اختلاف الأطباء لا يواجهون أي مشكلة، فهم بين أن يأخذوا برأي الأخبَر وبين أن يعملوا بالاحتياط، فينبغي أن يكون كذلك الأمر بالنسبة إلى اختلاف الفقهاء.