مقتطفات من يوميات العزلة [ج٣] (مولود في زمن كورونا)
إيمان الموسى
قرأنا عن (حب في زمن كورونا) _ (وزواج في زمن كورونا) _ (وفيات زمن كورونا) _ أيضا (مولود في زمن كورونا)
كما نعلم أن الدنيا الآن شبه متعطلة إلا من ثلاثة أشياء مستمرة ولن يوقفها شيء (الغذاء _ والموت_ والولادة)
ولّت عنّا سمنة الأيام المتخمة بالأمان ، والخوف يغزو الٱفئدة في قعر دورنا ، نشتم روائح المعقمات بدلا من رائحة البخور والعطور، متبرجين بقناع وكمامات، وقفازات بدلا من الإكسسوارات،
في زمن العزلة والحظر ، والخوف الاحترازي من المستشفيات، وإمكانية تقليل الاختلاط في وقت الذروة، ولكن حان وقت الولادة..!!
وبعد انتظار خمس سنوات من الزواج تأخر هذا الحمل، دخل حسين وكله تباشير وفرح وغبطة مبشرا العائلة بهذا الخبر المفرح الذي طال انتظاره!
حيث ٱقيمت أهازيج الفرح ، وٱداء النذور، وحلت مأدبة الولائم للٱهل والاصدقاء، والاستقبال والتبريكات،
ولكن الآن جاء يوم استقبال المولود، حيث امتزجت المشاعر بين الفرح والخوف، في هذا الوقت الحساس، ولكن أهلا به وفي حفظ الخالق.
سيٱتي على الدنيا
في زمن كورونا والعالم توقف، وفي عزلة تامة، وحظر كامل!
عندما ذهبت الٱم إلى المستشفى كانت حالة استنفار بين الممرضات !! وحالة تعقيم وتبديل طاقم كامل للتوليد !! وسيارات إسعاف، وشرطه!
وحالة رهبة بين النساء ، وانتشال مواليدهم خوفا عليهم ، وسٱلت لمَ هذا الهلع الحاصل الآن؟؟
ألا يوجد من ينتبه لي فٱنا في حالة طلق شديد، فٱخبروها ٱنهم للتو قد انتهو من تعقيم القسم الخاص بالولادة، وانتشال جميع الموجودين خوفا عليهم من وجود امرأة (مصابة بكورونا)هي ووليدهافي قسم الولادة، فهي لم تخبرنا إلا بعد أن انتهت من ولادتها بٱنها مصابة!
ولو أخبرتنا من قبل وفرت علينا هذا الجهد ، وتم عزلها في غرفة وتوليدها بدلا من اختلاطها بنساء كثيرات ومواليدهم الصغار!
ثم أصابها الهلع والخوف على نفسها وطفلها الذي كانت تنتظره بفارغ الصبر لتراه!
طفلي الصغير الذي انتظرته تسعة أشهر، وعائلته التي تنتظر خروجه للدنيا ليرى النور. وبعد ٱن تمت الولادة بسلامة الوالد والمولود، تم الإخلاء وخروجهم قبل 24 ساعة المعتادة لقسم الولادة، خوفا على المواليد الصغار.
تباشرت العائلة بخروجهم بالسلامة، وتمت التبريكات ورؤية الطفل عن بعد من خلال برامج الجوال والسناب،
واستقبال التبريكات بالاتصالات، وإرسال الهدايا بتحويل نقود في حساب الوالدين، تعبيرا لفرحهم بوجود الحفيد الجديد.