عبدالرسول العليو..رحيل أيقونة الزمن الجميل
غيب الموت الحاج عبدالرسول العليو ( أبو محمد ) عميد اسرة العليو والذي شارف بعمرة على 93 عاما قضى اغلبها في الدمام منذ بداياتها إذ انتقل لها قبل ستين عاما تقريبا قادما من مدينته الإحساء / الهفوف وقد كان يمارس فيها البيع والتجاره في متجر صغير هناك ولكن لظروف المعيشة وللبحث عن وضع أفضل له ولعائلته إنتقل الى الدمام والتي كانت الأكثر إستقطاب للمهاجرين من الداخل حينها ، وكان ذلك عام 1380هـ ، لذا يعتبر من أقدم أفراد عائلة العليو الذين هاجروا للعيش في مدينة الدمام وبقي مستقرا فيها ومن اعلامها حتى وافاه الأجل رحمه الله .
لقد كان للمرحوم نمط حياة خاص يسمح له بالتواصل المستمر مع غالبية بيوت العوائل المعروفة بالدمام والخبر وسيهات والقطيف بل ويمتد الى صفوى وهو يحرص على تلبية دعواتهم وحضور جميع المناسبات وتأدية الواجبات والزيارات المتبادله وله برنامج يومي وأسبوعي فيه خط سير ثابت يقوم فيه بزيارة مجالس العوائل المعروفة خلال جولته الروتينية ، أما في الأعياد والوفيات نجده دائما من المبادرين بالتواصل والحضور ولايتأخر إلا لطاريء ، وإيضا يتواصل دوريا مع مجموعة عوائل كريمة بدولة الكويت ، أما الإحساء الحبيبة فهي بالنسبة له مشروع تواصل مفتوح على مدار الشهر ولاينتهي ، وطالما كان يذهب الى هناك اكثر من مره بالإسبوع لإداء الواجب والعودة بنفس اليوم .
وللمرحوم أهتمام خاص بحضور المجالس الحسينية ومناسبات أهل البيت ع والحث عليها وهو من المبادرين في التواصل مع جميع المجالس الحسينية في منطقته ويستجيب لكل الدعوات حسب أمكانيته ومايسمح به وقته ، وقد كان له مع الأرهاب قصة نسجت أثناء تواجده لصلاة الجمعة بجامع الإمام الحسين ع بالعنود ( وهو من المصلين الدائمين في المسجد ) إذ حصل الهجوم الذي صده الشهداء الأربعة رحمهم الله وكانت سيارته قريبة من مكان الإنفجار وتأثرت بإضرار بسببه ، ولأن لهذه السيارة علاقة وصلة قويه معه اصر على استعادتها واصلاحها بدلا من التعويض وفضل الإحتفاظ بها وبذكرياتها معه وفاءا منه .
وكان للمرحوم بومحمد علاقة خاصة ميزته مع مؤسس مجلس الزهراء الثقافي والدنا المرحوم عبدالله العليو (بوصالح) فقد كان الأثنان يتقابلان دائما ويخططان لطلعاتهم الترفيهية والزيارات في البر أو للبحر أو حتى في السفر وقد جمعت بينهم قواسم مشتركة كثيرة أهمها حبهم لمساعدة الناس والتواصل مع افراد العائلة وحضور مجالس أهل البيت ع . وبقى العم وفيا لصديقة المرحوم أبو صالح فقدم كل الدعم المعنوي لإستمرار المجلس حتى الآن ، وبقى لحضوره طابعا مميزا ودافعا لنا نحن القائمين على المجلس ، وبإذن الله سيستمر.
لقد مثل المرحوم شخصية إجتماعية من الطراز الأول بتواصلة وتعاطفة مع الجميع وخصوصا لمن يلجأ اليه قاصدا المشورة او الفزعة ، فهو لم يتردد مطلقا من مساعدة من يقصده مستغلا كل طاقاته واتصالاته لتذليل وتسهيل قضاء حاجة من قصدة ، وله مواقف كثيرة يصعب حصرها ولكنها معروفه لمن يعرف المرحوم عبدالرسول العليو ، وقد تأثر المرحوم لوفائه كثيرا بعد فقدان رفيقة دربه ( زوجته أم محمد ) إذ ماتت قبله بقليل وكان ذلك سببا في تراجع حالته الصحية حتى قضى الكثير من وقته في المنزل لايستقبل إلا قلة من اصحابه وأقربائه ، وقد زارة سماحة العم السيد علي الناصر حفظه الله وشخصيات مجتمع للإطمئنان عليه بعد ان افتقدوا تواجده سائلين الله له الصحة وأن يعود الى سالف عهده ، ولكن كانت للمرحوم خططا أخرى ، فقد كان يمهد لترك جميع من يحبونه والرحيل عنهم بصمت حتى لايزعجهم برحيله وكم كان له ما أراد حتى فارقنا اليوم الأثنين 12 شعبان 6 ابريل الى رحمة الله ومغفرته ، فلم يكن له تشييع ولا عزاء ولافاتحه ولاتجمع حتى من اقرب اصحابة واقربائه وذلك للظروف الإحترازيه.
وأخيرا ، ستضل شخصية المرحوم الحاج عبدالرسول العليو ( بومحمد) من أكثر شخصيات العائلة تألق وبروز في منطقتنا ، وعلما معروفا لها ، ويشهد له كل من عرفه في ذلك ، وسيبقى منزله عامرا ان شاء الله ومقصدا لأفراد عائلة العليو وملجأ لكل زائر منهم للأجتماع في المناسبات ونهايات الأسبوع والأعياد وغيرها ، وسيُطلق عليه دائما البيت العود من قبل الكثير من أبنائه وبناته وأحفاده وأبنائهم ، فقد كان الأب الروحي والعاطفي الجامع لهم والذي فقدوا برحيله كل ذلك ولكنهم يدعون له بالمغفرة والرحمه عند رب غفور رحيم .