أقلام

الاكتفاء التسوقي في الحي الواحد

أمير الصالح

يُقال بان المهاتما غاندي كان أيام ذروة شعبيته الوطنية يدفع بقوة نحو تبني وتفعيل فكرة الاكتفاء الغذائي والصناعي الرئيس داخل كل قرية.

عند انطلاق تطبيق الحجر المنزلي الإلزامي وحظر التنقل خارج نطاق الحي الواحدفي ساعات محددة من اليوم كإجراء صحي وقائي من تفشي جائحة الكورونا، لاحتذاء الفكرة التي طرحها المهاتما غاندي في خاطري بنسخة معدلة. والصورة المعدلةللفكرة هي مزيج وتزاوج من ممارسات قائمة في بعض المدن الأوربية وفكرة المهاتما غاندي. وتقوم الفكرة على ضرورة تحديد الأنشطة التجارية الاقتصادية وتوزيع أماكنها ليتم تلافي تكدس وتكرار ذات النشاط التجاري في حي محدد واحد وغيابها في أحياء عدة. ولتوضيح أهمية ذلك، نتذكر عند تحديد نطاق الحركةالمسموح بها في حي ما، وجدت أن الحي يفتقر لوجود هايبرماركت ويفتقد وجود عدة أنشطة تجارية واقتصادية نتيجة عدم وجود أي لوائح تلزم المستثمر بأن يتوسع أو يمارس نشاطه التجاري في أماكن محددة مسبقاً من قبل إدارة التخطيط بالبلديات، لتلافي تكدس الأنشطة في حي وغيابها في أحياء أخرى.

في مدن أوربية عدة، يحدد مجلس المدينة city hall أو البلدية، الأنشطة التجاريةالممكنة في الأحياء ليعطي توزيع مناسب لوصول كامل الخدمات للقاطنين في كل حي، ويجنبهم معاناة إهدار الوقت وكلفة التنقل لجلب أساسيات حياتيةضرورية. وفي الوقت ذاته تعطي تلك الأمور الإدارية التنظيمية كامل الفرصة للمستثمر لضمان وجود مستهلكين بعدد كافٍ، ومردود ربحي معقول.

الأمر الموازي لتوطين الخدمات التجارية في كل الأحياء السكنية هو إعادة تنشيط فكرة الجمعيات التعاونية المساهمة لأبناء الحي الواحد كما هو معمول به في دولةالكويت المجاورة. ومن هذا المنبر أرجو من ممثل حيّنا بأن يوصل هذا المطلب للأمانة، ويتابعه حتى نراه مجسداً على أرض الواقع.
الفكرة الثالثة لتوطين الأنشطة التجارية في الأحياء السكنية هي إطلاق محفظة استثمارية من ملاك البقالات الكبيرة تتيح إعادة الانطلاق والتوسع بثوب هايبر ماركت داخل الحي الواحد. وفي هذه المشاركة التضامنية مصالح مشتركة بين صاحب البقالة الكبيرة
وأبناء الحي. فمن جهة يتوسع صاحب البقالة الكبيرة بأموال مساهمين جدد دون اقتراض مبالغ ذات فوائد بنكية، ومن جهة أخرى يضمن المساهمون من أبناء الحي توافر كامل السلع وضمان عوائد ربحية من أموالهم المستثمرة في نشاط تجاري قائم أو يمكن قيامه.

وبالرجوع لصدر المقال حيث ذكرت المهاتما غاندي، أسجل تفاعلا
وانصهاراً وتعميق تطبيق أبناء الجالية الهندية لتوجيهات المهاتما غاندي بتعدد الأنشطة التجارية في الحي ذاته أو القرية أو المدينة التي يقطنون فيها، حتى أن البعض من أبناء الوطن وصل بهم حد التصريح والتساؤل بأن قالوا ماذا سنفعل إن رحلوا عنا؟ و أعتقد شخصياً بأنه يمكن توظيف جائحة كورونا لإعلان الاكتفاء التسوقي في الحي الواحد بأيدي أبناء الحي ذاته، وموارد بعض قاطنيه المالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى