من فيض علي
جاسم المشرّف
¤ هي النفس التي تشدك إلى الدرك الأسفل وتوهمك أنها تعرج بك إلى عالم الملكوت..
وباسم العفاف قد يقودك شبقها المسعور إلى متاهات الوحل.
بقدر ما تفيض على غيرك من الحب والحنان كن الحازمَ مع نفسك المستنكرَ عليها العاذرَ لغيرها، وإياك أن تكون عكس ذلك فتعصفُ بكَ الأنا ذاتَ اليمين وذات الشمال.
¤ إذا ما رأيت قوة روحك وعقلك تتداعى فتوكأ على اسم علي وآل علي الذين ملكوا ينابيعَ الحكمةِ يفجرونها تفجيرا.
¤ كن أنت الإنسان الذي أرادهُ اللهُ تعالى آناءَ الليلِ وأطرافَ النهار.. تعلمْ من مجدِ علي ألا تتململَ عن صراطِ ربكَ ولا تلتفت لمكافأة ولا تطلب (جزاءً ولا شكوراً).
¤ وليست القصة في أن تجد مخرجاً شرعياً أو مبرراً مقبولاً للاقدامِ على هذا الفعلِ أو تركِ ذاكَ العمل..
العبرةُ في أن تستفتِ قلبكَ وتنظرْ ضميركَ وتتمثل رؤيتك.. فما كل حسنة بحسنة عند أهل البصيرةِ والكياسة.
¤ جدير بأن تغار على ذلك الجوهر النفيس من أن يَمَسّهُ (طائفٌ من الشيطان)، فتتداعى أبراج معاليك وأنت تتبع خطواته..حذار من ذلك المهوى السحيق.
¤ وحقيق لمن تولع بعلي أن يحرر نفسه من رِبقةِ الهوى ونيرِ المذلةِ ومن ظُلمةِ النفسِ الكالحة.
حينما تصبحُ الإنسانَ الجديرَ بالانتماء لعلي ستحسُّ كأن نسيماً من البهجة يداعبُ شِغافَ روحك، ويا له من نسيم عزَّ على البيان وصفُه.
وَجِّهْ يوصلتكَ صوبَ علي وسيملأ كلَّ فراغاتك.. سيعطيكَ الكرامةَ إن قلَّ منسوبها لديك..سَيهَبُك من سلسبيلِ الحبِّ وسيغشاكَ بالضياء وسَيُغدقُ عليك من فيض جماله.
كُنْ الإنسانَ الذي لا يلين لطغيان، ولا ينساقُ لهوى، ولا تعرفُ الدونيةُ إليهِ سبيلاً.
لا تدع كرامتك وعزتك نهباً للعابثين..
حينما تُساوم على حريتك وكرامتك كن صَعبَ المراس وعنيداً في موقفك فإنَّك لن تعتاضَ بكرامتك بدلا
واعلم أنَّ للصلابةِ في الحقِ سِحراً لا يَعرِفُهُ إلا الذين لم يهادنوا ولم يداهنوا ولم يستكينوا.
ولا تعبأ بتلك الرماحِ الغادرةِ والخناجرِ الجبانةِ التي يُرعبها شموخُ كرامتك وعنفوانُ حُريتك وسطوةُ يقينك..
انطلقوا كمكوك فضاء يخترق المدارات مداراً تِلو مدار،(وامضوا حيث تؤمرون) إلى نعيم علي الذي دونه كلُّ نعيم.
عظم الله أجورنا وأجوركم