الشيخ الطاهر النمر يحذر من الآثار السلبية للتفتّح العلمي والمعرفي
رقية السمين، فاطمة الشيخ محمد الناصر _ الدمام
حول الغيّب ومنطق العصر، بيّن الشيخ عبدالله الطاهر النمر بخطبته ليوم الجمعة بحي الدانة بمسجد الرسول الأعظم ، أن للإنسان بطبيعته التكوينيّة بُعديّن: وجوده المادي والجسدي أولاً وتطلعات آفاقه العقليّة، النورانيّة، الروحيّة، والغيبيّة ثانياً.
وبيّن قائلاً:” أن هذين البعديّن ليسا متوافقيّن بشكل تام ولا متعارضيّن إنما بينهما تفاعل يُحدث حالة من التضادّ أو التوافق والتكامل، مما يكمّل الفرد والمجتمع الإنساني”.
و أشار الشيخ الطاهر النمر أن ما توَصّل إليه الإنسان من فتوحاتٍ علميّة بشتى مجالاتها ضمن إطار آفاقه وتطلعاته متصلة تِباعاً بِـ حركته البنائيّة لحياته البشريّة في هذا العصر من حيث تُذبذبها، رُقيّها، أو تدحرجها.
وأضاف قائلاً:” هذه المساحات العلميّة، المعرفية، الموسوعية التي فُتحت عبر التكنولوجيا والأجهزة الحديثة المعاصرة والتي هيّمنت على حياتنا بحاجة لإخضاعها لنُظم وبرمجة عقلائية، لأجل تطويعها وصبّ هذه المعارف بطريقة صحيحة لخدمة الدين والمجتمع”.
وقال موضحاً في ذات السياق:” الشريعة الإسلامية تمتاز بتطويع المادة للروح وتفعيل الروح لخدمة المادة، مما يخلق نظماً كاملاً معتدِلاً بين أرض الواقع وسماء الغيبيات”.
وختاماً حذر الشيخ النمر من الخلط بين الحق والباطل بـِ أسم الاكتشاف والتفتّح العلمي والمعرفي لما يسببه من إرباك وضيق، بعيد عن الطمأنينة الروحيّة.
وبالعنود حرَّص الشيخ محمد الناصر على ترك المشاحنات الناجمة عن الخلافات في المصالح المالية أو العلاقات الاجتماعية، لما قد تخلفه من عداوة وبغضاء والتغاضي عنها قدر المستطاع مستعرضاً القيمة الأخوية الإيمانية برواية للإمام الصادق (ع) “المؤمن أخو المؤمن لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده وعد فيخلفه”.
كما أكد الناصر أن ما يجمع المؤمنين ويربط بينهم ويُأصل العلاقات انسانية هو الأخوة الإيمانية، وأضاف” أن الأخوة الإيمانية ينبغي أن لا تربط المؤمنين بأي مصلحة أخرى لا قيمة لها ولا اعتبار بها” وأشار إلى ان المسؤولية الاجتماعية للحفاظ على الروابط الأخوية، ومن هدفيتها حفظ وحدة الإخوة لأنهم كالجسد الواحد.
وحذر من تناقل الأحاديث السيئة بين المؤمنين مبينا ما قد ينتج عنها من تفكك بـِ العلاقات وفساد.
وأوصى أن يترفع المؤمن عن ذلك العمل ولا يشيع عثرة أو خطأ أخيه المؤمن، بل يحافظ على الاخوة الايمانية بينهما، لافتاً النظر إلى قول الإمام علي (ع) ” النميمة شيمة المارق”.
وشدد على أن في حال معرفتنا أخبار منقولة عن شخص من المؤمنين أن نضع الناقل ضمن التقييم، ونتأكد من أهدافه وغرضه من النقل وما النتيجة المترتبة عليه من اصلاح أو افساد مستشهداً بـِ قول الإمام علي “لا تصدقن واشي وإن تشبه بالصادقين”.