أثبتت باحثة من جامعة كامبردج أخيرًا إحدى نظريات داروين التطورية
ترجمة: عدنان أحمد الحاجي
أثبت العلماء لأول مرة إحدى نظريات تشارلز داروين للتطور- بعد ما يقرب من 140 عاما من وفاته.
اكتشفت لورا ڤان هولشتاين، طالبة دكتوراه في الأنثروبولوجيا البيولوجية في كلية سانت جون St John’s College، جامعة كامبريدج، والمؤلفة الرئيسية للبحث المنشور في 18 مارس 2020 في مجلة وقائع الجمعية الملكية، أن النويعات subspecies 1) من الثدييات تلعب دورا أكثر أهمية في التطور مما كان يعتقد سابقاً.
يمكن الآن استخدام بحثها للتنبؤ بأي الأنواع species التي ينبغي أن يركز المحافظون على حماية البيئة، بوقف تعرضها للخطر أو الانقراض.
الأنواع species هي مجموعة من الحيوانات التي يمكن أن تتناسل بحرية فيما بينها، تضم بعضها نويعات (مفردها نويع) – وهي مجموعات داخل الأنواع (تحت الأنواع، 1) تختلف عن بعضها البعض، وذلك لامتلاكها سمات جسمانية مختلفة، ونطاقات تناسلية خاصة بها (وهي المساحة الجغرافية التي يمكن أن يعثر على هذا النوع فيها، للتعرف على مصطلح النطاق).
الزرافات الشمالية لها ثلاثة نويعات تعيش عادة في أماكن مختلفة من بعضها البعض، والثعالب الحمراء لديها أكثر النويعات – أي 45 نويعا معروفا – منتشرة في جميع أنحاء العالم، وليس لدى البشر أي نويعات.
قالت ڤان هولشتاين Von Holstein : “نحن نعتمد على المعارف التي اكتسبها عمالقة الفكر السابقون لنتقدم فكريا، في الفصل الثالث من كتاب أصل الأنواع، قال داروين أن سلالات الحيوانات التي لها الكثير من الأنواع يجب أن يكون لها أيضا الكثير من “الأصناف (النويعات)”، النويعات (1) هي التعريف الحديث للمصطلح، بحثي الذي أقوم به والذي يدرس العلاقة بين الأنواع ومجموعة متنوعة من النويعات يثبت أن النويعات تلعب دورا حاسما في الديناميات التطورية طويلة المدى وفي التطور المستقبلي للأنواع.
حيث كان هذا هو دائما ديدنها، وهو ما توقعها داروين أنها كذلك عندما كان في صدد تعريف ما هو النوع species في الواقع. ”
أكدت باحثة الأنثروبولوجيا فرضية داروين بالنظر في البيانات التي جمعها علماء الطبيعة، على مدى مئات السنين- قبل وقت طويل من قيام داروين بزيارته الشهيرة إلى جزر غالاباغوس، على متن السفينة إتش إم إس بيغل HMS Beagle. كتاب أصل الأنواع عن طريق الانتقاء الطبيعي، الذي نشر لأول مرة في عام 1859 بعد عودة داروين إلى الوطن، من رحلة اكتشاف استمرت خمس سنوات.
في الكتاب المؤثر، ناقش داروين بأن الكائنات الحية تطورت تدريجيا من خلال عملية تسمى “الانتقاء الطبيعي”- غالبا ما تعرف باسم البقاء للأصلح.
أعتبر عمله الرائد مثيرا للجدل بشدة، لأنه ناقض ما رواه الكتاب المقدس عن الخلق،
أثبت بحث ڤان هولشتاين أيضا، أن التطور يحدث بشكل مختلف في الثدييات الأرضية (terrestrial) والثدييات البحرية والخفافيش (غير الأرضية)، بسبب الاختلافات في موائلها والاختلافات في قدرتها على التجوال بحرية.
قالت ڤان هولشتاين: “وجدنا أن العلاقة التطورية بين أنواع الثدييات والنويعات تختلف باختلاف موطنها (موئلها).
النويعات تتكون وتتنوع، ويزيد عددها بطريقة مختلفة في الموائل، غير الأرضية والموائل الأرضية، وهذا بدوره يؤثر على كيف تصبح هذه النويعات في النهاية .
أنواعا species. على سبيل المثال، لو اعترض حاجز طبيعي كسلسلة جبال طريقها، فإن هذا الحاجز يمكن أن يفصل مجموعات الحيوانات ويكون بمثابة إشارة وداع لها لتأخذ مسارات تطورية خاصة بها، فالثدييات الطائرة والبحرية- كالخفافيش والدلافين – لديها حواجز طبيعية أقل في بيئتها،
البحث استكشف ما إذا كان يمكن اعتبار النويعات مرحلة مبكرة من الانتواع speciation (شكل تطوري لتكوين نوع جديد) قالت ڤان هولشتاين: “كان الجواب نعم.
لكن التطور لا يتحدد بنفس العوامل في جميع المجموعات، وللمرة الأولى عرفنا لماذا لأننا نظرنا في قوة العلاقة بين ثراء الأنواع المختلفة، وثراء النويعات “.
البحث هو بمثابة تحذير علمي آخر من أن التأثير البشري على موائل الحيوانات لن يؤثر عليها الآن فحسب، بل سيؤثر على تطورها في المستقبل، يمكن استخدام هذه المعلومات من قبل خبراء الحفاظ على البيئة لمساعدتهم في تحديد أين ينبغي عليهم أن يركزوا جهودهم.
وأوضحت ڤان هولشتاين: “النماذج التطورية يمكن الآن أن تستخدم هذه النتائج لتتنبأ بكيف سيؤثر النشاط البشري كقطع الأشجار.
وإزالة الغابات على التطور في المستقبل عن طريق تخريب موائل الأنواع، سيختلف التأثير على الحيوانات اعتمادا على كيف تتأثر قدرتها على التجوال أو التنوع، هناك ميل الي تجاهل النويعات الحيوانية، لكنها تلعب دورا محوريا في ديناميكيات التطور المستقبلية على المدى الطويل “.
ستنظر ڤان هولشتاين الآن في كيف تستخدم نتائجها للتنبؤ، بمعدل الانتواع من الأنواع المهددة بالانقراض، والأنواع غير المهددة بالانقراض.
3-Species richness هو عدد الأنواع المختلفة الممثلة في المجتمع الإيكلوجي أو المشهد الطبيعي أو الموطن الأصلي، . ثراء الأنواع تعني ببساطة عدد الأنواع، ولا يأخذ في الاعتبار وفرة الأنواع أو توزيعات وفرتها النسبية، ثراء الأنواع أعتبر في وقت ما مرادفا لتنوع الأنواع، ولكن التنوع المتري المنهجي للأنواع يأخذ في الاعتبار كلا من ثراء الأنواع، وتساوي عددها في بيئة ما.