الزواج في زمن الأزمات
عدنان الدوخي
هنا تساؤل يطرح، هل الزواج يتوقف في زمن الأزمات أو لا؟
نحن نعيش في واحدة من هذه الأزمات، هناك الكثير من الزيجات قد تمت دون أي إثارة أو ضجة، بل كان الهدوء والسكينة سيدا الموقف، ولم يكن هناك اي إسراف أو تبذير وليلة هادئة جداً ملؤها الحب والسعادة.
وعم الهدوء والراحة التامة للزوجين وأهليهما إلى درجة أن العريس أصبح لا يفكر بأي إقتراض مبلغ مادي، ولا العروس تريد ان تكون ليلتها في أبهى صورة من التجهيزات التي لم ينزل الله بها من سلطان، والكل في حالة إقتناع تام ورضا وكل إهتمامهما كيف يتم اللقاء مع بعضهما البعض لإقامة عش الزوجية.
وكلما كان الزواج أقل تكلفة، فحتماً تكون البركة قد أحاطت به وكما يقال دائما البركة في اليسير.
إذاً، نحن نستطيع أن نقيم الزواج بدون أي مزايدات مالية مفرطة أليس هذا حجة علينا أم ماذا؟
سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال، كان الوضع قبل الأزمة الحالية، العروسان وأهليهما في حالة استنفار إلى أقصى درجة من التجهيزات العرفية المقيتة، التي تنهك جيب الزوج حتى تصل بالعريس في ليلة زواجه في حالة نفسية صعبة من الديون التي تلاحقه من هنا وهناك، وتمتد به إلى سنوات طويلة إلا من رحم ربي.
ومن ناحية العروس كان الأغلب منهن لا تقبل إلا بليلة خمس نجوم ولا تهتم بالتكاليف مهما كانت،
وللأسف هناك من الزيجات تدخل في إشكالات شرعية ومجتمعية في ليلة الزفاف من الإسراف والتبذير، منها وليمة الزواج المفرطة ولابد أن تقام في أكمل صورة بحيث ترضي المجتمع. وإلا فإن العار سيلاحقك أين ماكنت وممكن أن يستمر إلى سنوات طويلة واتهامك بأبشع الاتهامات العرفية المقيتة.
ورضا المجتمع في غاية الصعوبة لأن رضا الناس غاية لا تدرك والغريب في الأمر أيضا مهما بالغت فأنت مُنتقد، اذاً لماذا كل هذا؟
فهذا درسٌ لنا في عدم الإسراف والتبذير في الزواجات وأن ندرك قيمة النعم الإلهية التي منَّ الله علينا بها وأن نراجع أنفسنا في كل أمر نقدم عليه، بحيث أنه لابد أن يكون في رضا الله سبحانه وتعالى، ولا يتحقق ذلك الا بالوعي المجتمعي.