يوسف أحمد الحسن
يستخدم وارن بافت خلطة سرية للنجاح يقول فيها: اذهب إلى فراشك كل يوم أذكى قليلا من وقت استيقاظك. أما كيف فيقول رابع أغنى رجل في العالم بثروة تقدر حاليا ب 72 مليار دولار حسب فوربس: اقرأ كل يوم 500 صفحة، هكذا تعمل المعرفة فهي مثل الفوائد المركبة التي تضعها في البنك، وسوف تؤتي أكلها خلال سنوات. أؤكد لكم أن الجميع يستطيع فعلها، ولكنني متأكد بأن القليلين فقط سوف يطبقونها.
ويضيف أيضا: إنك يجب أن تحسن اختيار الكتب التي تقرأ، كما ينبغي أن تختار الكتب التي يبقى تأثيرها مدة أطول معك وتواكب المتغيرات السريعة في العالم.
بافت – الذي أصبح مليارديراً من الدرجة الأولى، وأكبر المستثمرين في سوق الأسهم وربما يكون الأكبر في التاريخ – يقول عن نفسه إنه يخصص 80 في المائة من وقته للقراءة بما في ذلك تقارير عن شركته والشركات الأخرى الناجحة، كما يخصص وقتا آخر للتفكير، ولكن عدد القرارات التي يتخذها تُعد قليلة مقارنة بغيره. إضافة إلى الصفحات الخمسمائة التي يقرؤها فإنه يقرأ ست صحف كل يوم وهي: وول ستريت جورنال، فاينانشيال تايمز، نيويورك تايمز، يو اس ايه تودي، أوماها وورلد هيرالد وأميركان بانكر. باختصار فإنه يقول إنه يجلس في مكتبه ويقرأ طوال اليوم. وقد قيل عنه إنه كان في صغره يرتاد المكتبة العامة في أوماها حيث قرأ جميع الكتب التي تتحدث عن الاستثمار فيها. ومما قاله بافت أن قراءته لكتاب المستثمر الذكي (The Intelligent Investor) في العام 1949م عندما كان عمره 19 سنة – ولا سيما الفصلين الثامن والعشرين – كان له تأثير إيجابي على استثماراته وحياته بشكل عام وهو الذي جعله ثرياً كما نراه اليوم.
ومن نصائح الرجل الذي يبلغ التسعين في الثلاثين من أغسطس 2020م، ولا يزال بصحة جيدة: استمتع بعملية التعلم، فإنك إن لم تفعل فإن غيرك سوف يفعل ويسبقك. كما ينصح أيضا باتخاذ القرارات بعد القراءة المتعمقة.
وأخير فإن لدى بافت قائمة سنوية بأسماء الكتب الذي ينصح بقراءتها – كما يفعل أكثر الأثرياء في الولايات المتحدة – وقد نشرتها في الصحف العالمية، وقدم قائمة أخرى ببعض الكتب خلال جائحة كورونا.
ولم يغير بافت فطوره طوال أكثر من خمس عقود حيث يمر في طريقه من منزله إلى مكتبه بنفس المطعم ليطلب أحد ثلاث أنواع من الفطور بمبلغ (2.61 أو 2.95 أو 3.17 دولار) حسب وضع شركته رغم امتلاكه المليارات!
