الأحساء.. تشيع فقيدها شهيد الإنسانية لمثواه الأخير
رقية السمين: الدمام
شيعت الأحساء صبيحة اليوم شهيد الإنسانية الطبيب أحمد يوسف البوعلي إلى مثواه الأخير بمقبرة البغلي، حيث توفي يوم الثلاثاء الماضي بعد معاناة دامت أسبوعين مع فايروس كورونا.
وكان الفقيد أعلن قبيل وفاته حاجته لمتبرعين بالدم إثر نقص الأوكسجين مما استدعى نقله للعناية المركزة، وجهاز تنفس يدعم الرئتين، إلا أنه سلم روحه لبارئها بعد حرب أنهكت جهازه التنفسي ضد فايروس كورونا.
وكما سلبت جائحة كورونا الطبيب البوعلي من بين احبائه وزوجته وذويه كذلك سلبتهم لحظات الوداع الأخيرة وتشييعه لمثواه، وهذا مما زادهم مرارة الفقد غصة يتجرعونها إثر رحيله
وما أن انتشر خبر وفاته حتى خيم الحزن وألم الفقد بين المقربين له من ذويه وزملاء العمل وأصدقائه، حيث خطف الموت منهم شاباً في مقتبل العمر عُرِف بدماثة الخلق وإنسانيته العالية على الصعيد المهني والحياة الاجتماعية.
فاشتعل تويتر بتغريدات تنعى فقد أحمد البوعلي طبيب أعصاب الأطفال في مستشفى الولادة والأطفال بالأحساء، الذي لبى نداء الوطن وكان ضمن الصفوف الأولى في مواجهة هذه الجائحة.
وكانت من بينهم روان البوعلي ابنة أخ شهيد الواجب وإلانسانية فذكرت عبر منصة تويتر: رحم الله وجهاً بشوشاً نحن إليه ولم نعد نره، رحم الله روحاً نقية كسرنا غيابها وأوجعنا رحيلها، اللهم ارحم أمواتنا واجعلهم راضين منعمين بنعيم الجنة، اللهم ارحم عمي”.
فيما سلط الضوء الطبيب محمد الصالح على جانبٍ من شخصية الفقيد التي اتسمت بالتفاؤل والرضى، التي انعكست على محياه البشوش فقال:” رحمك الله يا أحمد
لطالما كنت أنت الإيجابي والمتفائل في جميع اللحظات التي عشناها سوية.. وكلها كانت جميلة بحضورك وابتسامتك المعتادة، لدي من الذكريات والمواقف الكثيرة معك.. نِعْمَ الصديق والأخ. آلمني فقدك. إلى جنان الخلد حبيبي أحمد”.
وبذات الأسى نعى الطبيب لؤي البن سعد صديقه بقوله :” رحمك الله يا أحمد كنت مثال الصديق الذي تنبعث منه الإيجابية، الجلسة معك كافية بأن تشحذ الهمة.
كنت دائماً ماتنظر إلى الجانب الايجابي، متفائلاً و مؤمناً بأن لله حكمة في جميع الأمور، لقد استعجلت بالرحيل قبل الأوان ولم يتسن لنا وداعك”.
وشاركهم مشاعر ألم الفقد الطبيب سلمان البخيت بقوله:” رحمك الله يا أنقى روح عرفتها في حياتي ونعم الأخ والصديق، كنت مثال لحسن الخلق والاحترام. كنت للصداقه عنوان وللأخوّه معنى. رحلت ولكنك ستبقى في قلوبنا…أسأل الله أن يرزقني خاتمه كخاتمتك ويجمعني بك في الفردوس”.
وكان مما ذكره الطبيب سجاد الكاظم زميل الطبيب البوعلي في مستشفى الولادة والأطفال وبحسب مانشرته صحيفة (مكة) أن الفقيد لم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة كما لم يكن لديه أي من العادات غير الصحية كالتدخين، فيما أشار الكاظم أن زميله المتوفى تزوج في مطلع يناير الماضي.
وختاماً نعى المذيع التلفزيوني علي المشعل فقد شهيد الإنسانية وفقيد الأحساء أول طبيب رحل من أبنائها الدكتور أحمد البوعلي فقال:” أسبوع حزين جداً على الأحساء،
فقدنا يوم الأمس الدكتور البطل أحمد البو علي بعد ما حارب في الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، فأصابه المرض وقضى على حياته، لروحك الطاهرة ألف سلام”.
هذا وشارك عدد من أقربائه وزملائه صوراً جمعتهم مع فقيدهم أرفقوها بتغريدات نعت رحيل الشهيد والطبيب أحمد يوسف البوعلي، مشيدين بأخلاقه العالية وإنقاذه حياة المئات من الأطفال الذي تلقوا العلاج على يديه، وبث السكينة والأمل في حياتهم من جديد.