سنشد عضدك بأخيك.. في رثاء أخي
طالب طالب المطاوعة
أخي وعزيزي فاضل يأبا محمد، بأي شيء أعزي نفسي وبأي كلمات أنعاك وأذكرك؟
وقد كنت كما قال ابني عمّار عنك، كنت كنزاً من الأخلاق والتدين. تميزت بخصال طيبة جداً:
فإن نسيت إحداها فلا أنس
– أنك كنت مخلصاً جداً في عملك، وأنك محل ثقة مسؤليك والمؤتمن لديهم، فلم تتكلم ولم تبح ذات مرة بشيء وسر يخص عملك.
– أنك كنت من الواصلين للأرحام خصوصاً لأهلك وأصدقائك وأرحامك وأصدقاء والديك وجيرانهم، وكنت مهتماً بذلك كثيراً، وتعنى بالنزول لهم وزيارتهم ولو لفترات متباعدة.
– لكم وكم كنت أنتبه على تمتماتك بذكر الله وأنسك بقيام الليل بينك وبين الله، وكم كنت تحرص بالمحافظة على الصلاة في أول وقتها.
– أتذكر كلماتك التي لطالما دعوتني ودعوتني لإخراج الصدقة في كل شيء، وكنت محافظا عليها وملتزما بها خصوصاً مع من تعتقد أنهم مغتربين عن أوطانهم وأهاليهم.
– أنزويت بنفسك عن القيل والقال والكلام في أعراض الناس وخصوصياتهم.
– وأعرضت عن الدنيا بكل مافيها، فلم تشأ أن تملك منها شيء أبداً مهما حاولت إقناعك بذلك.
– أبتعدت كثيراً عن الأضواء حتى بالصورة كنت تمتنع عنها كل الأمتناع.
– اتخذت التواضع سمة ورداء لك، تنبعث منه لبث المحبة والخير للجميع.
– كنت تكثر مع الأبناء من الوعظ والإرشاد للتخلق بأخلاق الدين واحترام الوالدين وطاعتهم ومحبتهم.
– لقد كنت تحب الصبر على البلاء وتعتبر ذلك عبادة تتعبد الله بها.
رحمك الله يا أخي وعضيدي رحمة الأبرار، وأسكنك الله فسيح جناته مع من أحببت و توليت، ورفعك في عليين مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.