الهفوفي ينعى بوعويس وينتقد تلاشي الأوقاف بسبب إدارتها
- مالك هادي – الأحساء
تحدث سماحة الشيخ إسماعيل الهفوفي في حديث الجمعة بمسجد الإمام الحسين بحي الخرس في الأحساء عن صلة الأموات وإكرامهم، فعرّف الموت في الرؤيا المادية بأنه فناء الإنسان بفناء جسده، وأن لا عالم بعد الدنيا، وفي الرؤية الدينية للموت قال: إن الإنسان جسد وروح، والموت يطول الجسد دون الروح، فتبقى الأجساد رهينة في القبور، ولكن الأرواح تخرج من ضيق عالم الدنيا إلى عالم أوسع وهو عالم البرزخ.
وأكد سماحته بأن هذه الروح لا تنقطع عن الاتصال بعالم الدنيا، والنصوص في الروايات المعتبرة تؤكد على أن الأرواح تتواصل مع ذويها في عالم الدينا، وتختلف في تواصلها بحسب درجاتها وكمالاتها، فقال: إن أرواح المؤمنين تأتي على أقل تقدير إلى سماء الدنيا بحذاء دورهم وبيوتهم، فينادي كل واحد منهم بصوت حزين: يا أهلي ويا ولدي ويا أبي ويا أمي ويا أقربائي اعطفوا علينا يرحمكم الله.
وذكر الشيخ الهفوفي بأن الروايات ذكرت العديد من الأعمال التي تنفع الميت في قبره من قبيل: ذكره بالخير والدعاء والإستغفار له، وأداء الأعمال العبادية الواجبة كقضاء الصلوات والصيام، وأداء الحقوق المالية التي عليه، وكثرة الصدقة بنية الميت.
كما أشار سماحته إلى أن من أهم الصلات بالميت هي الصدقة الجارية، وقال إنها من أفضل ما يقدم للميت، كما في الأوقاف التي عُرِفَ بها مجتمعنا. وانتقد الهفوفي تلاشي الأوقاف بسبب سوء إدارتها، كما طالب بعودتها ولو بشكل يسير كغرس يغرسه الإنسان أو ماء يجريه.
كما نعى الهفوفي الراحل الشيخ علي بوعويس الذي وافاه الأجل قبل أيام فقال: في كل يوم نفقد شمعة مضيئة، حتى انثلم سور المدينة برحيل التقي الورع الشيخ علي بوعويس، فقد كان نعم العالم والعامل، ونعم العالم الذي مزج علمه بورع وتقوى، فكان سفينة نجاة في الدنيا بعلمه وجمال صفاته.