الشيخ النمر: إذا لم نستشعر الخوف والوجل من الله فإنه الموت الأبدي والهلاك
مالك هادي: سيهات
مايجري علينا الآن هو سنة من سنن الحياة، وهي واحدة من ألوان الرحمة الالهية، كما يرسل -عزوجل- الأنبياء والأولياء والصالحين ليزرع الهداية في قلوب الناس” بهذا استهل سماحة الشيخ عبدالله النمر حديث الجمعة في مسجد الرسول الأعظم بسيهات.
وتحدث سماحة الشيخ عبدالله النمر بما يتساءل عنه الإنسان المبتلى: ما الذي قمت به ليجري علينا هذا البلاء؟ فأجاب: إنها في الواقع لطف ورحمة إلهية من سنن الكون وليس عقاب، نعم فيها شيء من الإيلام وقد تكون مزعجة.
كما أشار النمر إلى أن الله -عزوجل- يعد بالبشرى ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾، وأن الآية أشارت بأنهم ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾.
وعن كيف نؤمن بـ (إِنَّا لِلَّهِ) قال سماحته: يعني أن ذواتنا لله -عزوجل- وأننا بالحقيقة لانملك شي.. ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ﴾.
وحتى لا تكون الابتلاءات علينا نقمة، ويكون المن الإلهي كالغنى ورزق الأولاد علينا نقمة إلهية، تناول الشيخ النمر حقيقة المؤمن بين الخوف والرجاء، وأن تحقيق هذا الايمان يعني أن نفعله تفعيلاً واقعياً، وأن نجعل الإيمان وقوداً في قلوبنا، ونشعر بحرارة الإيمان و طعمه، وأن يتحول القبض والبسط في حياتنا إلى شكر، فقال: لاحظوا ذلك الذي يمرض بمرض شديد، تارة يشعر بتأفف وعدم الرضا وغضب، ويثير في نفسه تسأؤل لماذا خلقني الله؟ بحالة اضطراب وحالة تشكيك في الحكمة الإلهية! بينما حقيقة المؤمن إن أصابه خير شكر وإن أصابه شر صبر، هكذا نستقبل التدابير الإلهية ونتعامل معها تعاملاً حسناً.
وتعرض الشيخ النمر لحقيقة الإيمان بأنها مشكلّة من قطبين (الخوف والرجاء) ومحور وهو الذي يعطي الإنسان الحيوية والحركة وأن هذين القطبين بحاجة أن يكونا فاعلين ممتلئين، فقال: لانريد أن تكون اجتماعاتنا في الجمعة آداب اجتماعية ورسوم نمارسها، بل علينا أن نستشعر حالة الخوف والوجل من الله سبحانه وتعالى. لاحظوا أئمتنا عليهم السلام عندنا يقفون بين يدي الله عزوجل، فهذا أمير المومنين(عليه السلام) يقول: إلهي قلبي محجوب وعقلي مغلوب. لاحظوا أنه كما تقول الروايات يتململ تململ السليم الذي أصابته الحية، إنها ليست مسألة نسك وعبادات، إنه ليس في مقام التعليم والتربية فقط، نعم لها آثار، ولكنه عليه السلام يتململ عما يخالج وجدانه، إنه يلجأ إلى الله تعالى من هذه الحالة حالة (قلبي محجوب ونفسي معيوب)، وكمايقول الإمام زين العابدين (عليه السلام): إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي وجللني التباعد منك لباس مسكتني وأمات قلبي عظيم جنايتي.