لون واحد عقل واحد..
آمال علي
في كتاب (عزاءات القراءة) تحدث نعيم الفارسي عن تسيّد الرواية في السنوات الأخيرة، وعزا هيمنتها على مجمل الكتب إلى تفضيل القارئ العربي لها على سواها من الكتب. وهنا نتساءل: هل هذه الظاهرة صحية؟
إن الاهتمام بالكتب في أصله أمرٌ يبعث على السعادة، ولكن الروايات بالتحديد تعتمد على الخيال، ومع أن الخيال متعة عقلية لكن الاستغراق فيه يحرم العقل من فوائد الكتب الأخرى، كالفلسفة على سبيل المثال والتب لا نملك إلا معلومات يسيرة عنها، ولا نعرف الشخصيات التاريخية، وحياة الأمم التي قبلنا، وتحولات الدول. لأننا حصرنا عقولنا على لون واحد.
فتخيلوا أعزائي القراء كيف سيكون تشابه العقول إذا بقيت تتغذى على لون واحد من المعرفة. ستكون متشابهة لا تميز بينها ولا اختلافا في الفكر.
لماذا يا ترى تعرض معظم المتاجر الكتب نفسها؟! هل هو طلب القراء العرب؟ أم لأننا نحب التبعية في كل شيء، فمثلما نحب أن نأكل ما يأكل الآخرون ونشتري مثل ما لدى الآخرين أيضاً نقرأ الكتب نفسها التي يقرأها غيرنا! فنظل متشابهين!!.
التشابه نقمة وليس نعمة، فالاختلاف يعني وجود عقليات متباينة، وهذا ينتج الكثير من الأفكار الجديدة، فالتنوع والاختلاف في انتقاء الكتب أمر مطلوب ومهم، ما رأيكم أيها القراء الأعزاء؟