ابن هاني بين الفرادة والتجلي
هاني الحسن
عرفته شاعراً شاباً طموحاً قبل عشرة أعوام، مشرباً بالشاعرية، مسكوناً بالإبداع..
حين أقرأ قصائده أرى فيها فرادة واستقلالية تامة عن شعراء الجرن رغم بدايات التأثر الطبيعية التي لم تصل للتأثير عليه، فهو أبو شعره الوحيد، ولا صوت لديه يعلو صوت القصيدة..
إن للشعر الحديث في المجال الحسيني الكثير من الأصالة والمحافظة على السمت والوقار العام لسلك القصيدة المنبرية، وإن نظرة إبراهيم بن هاني كشاعر تنتمي لسلك الرؤيا، وهي ما يعبر عنه لدى النقاد بالتركيبة العميقة لمدلولات الشعر، تتعدى فيه الحدث التاريخي والطرق المباشر السطحي الذي لا يشف عن الأعماق..
قصائد مثل (بالله دثرني برايتك ياخويا)
أو ( جنة كربلاء) أو خادم جديد أو حتى (سبحة الزهرة) تقوم في الأساس على شاعرية الرؤى المختلفة، والطرق الذي يستقي من منابع الأفكار غير المكرورة والمبتذلة ..
شاعر يحكك معانيه، ولا تجد سمة كالحشو أو البعد عن الصورة بتجلياتها المختلفة لا تجد تواجد للاستطراد والإيغال من منفذ..
إبراهيم بن هاني العطية شاعر ليس من صنف الشعراء كثيري الإنتاج نسبياً، بل من الشعراء ذوي الطرح المختلف، وهو الآن في طليعة الشعراء الشباب المبدعين الذي لم تستنسخهم موجة التكرار، ولم تستهلكهم أفكار التجديد المعلبة ..
شاعر سيكون بعد عقد أو عقدين من الزمان من أصحاب الأثر النوعي المنبري في المنطقة بإذن الله.
وأدعوه للكتابة والقراءة ليفيض علينا القصائد التي تتضمن مناسبات جديدة بالنسبة له، التي لم يسبق له وأن كتب فيها كوفيات وشهادة بعض الشخصيات الملمهة في غير محرم بشكل مكثف، فالساحة تحتاج لكل مبدعيها.