وقفة في الفكر والاجتماع (٢)
الشيخ صالح ال إبراهيم
حق الله أم الناس ..؟
لله عزوجل على عباده حقوق فرض عليهم تأديتها ، كما فرض حقوقًا للناس وجعلها مؤدية لحقه ، وجعل أمرها بيد العبد لا بيده ، فالله سبحانه قد يتجاوز برحمته عن تفريطنا ، ولكن ذلك لا يجري في حق الناس ، فلا يسقط الحق حتى يتجاوز عنه صاحبه .
وهذا دليل حرمة الإنسان وكرامته على الله تعالى ، ومقته للظلم والتعدٍّي ، وهو وسيلة لحفظ السلم و التعايش بين الناس وضبط العلاقة بينهم .
إذ أن اختلال المنظومة الحقوقية والذي يصطلح عليه ( بالظلم الاجتماعي ) هو سبب اضطراب العلاقات و حدوث النزاعات الأسرية والرحمية والاجتماعية.
و هو أنواع فمنها الظلم المادي : كالتعدي على الأموال والممتلكات أو الإيذاء البدني بما يسمى بالعنف الأسري والاجتماعي .
والظلم المعنوي: والذي يتضمن الهتك لحرمة الآخرين بٍ ( الغيبة والنميمة والافتراء والسخرية والتشهير والتسقيط وكل ما فيه إيذاء نفسي .
أما الأخير فالظلم العملي : كالتفريط بحق الوالدين و الرحم والزوجين ، وكذلك التعدي على جهود الناس وسرقة إنجازاتهم العملية والفكرية والإنتاجية وغيرها.
وللأسف فقد أصبح الظلم الاجتماعي والتهاون بالحقوق أهون الأشياء ، بينما هو أعظم ما يثقل الظهر ، و أشد الامور أثرًا وخطراً في الدنيا والاخرة .
فالعجيب ..كيف ينام المرء مرتاحاً وهو محمل بالتَّبعات ، وقد تكون هي نومته الطويلة التي يفد فيها على ربه.
والأعجب منه .. من يتعدى على هذا ، ويسلب حق ذاك ، ويفرط ويسئ ، ثم تجده في الصف الأول في المسجد متناسيًا أن حق العباد مقدم على حق المعبود .
عن الصادق (ع):( من عظم دين الله عظم حق إخوانه ، ومن استخف بدينه استخف بإخوانه ).