في ظلال الشخصية العلوية
جعفر العباد
ملخص يومي لمحاضرات السيد منير الخباز
أرتقى سماحة العلامة السيد منير الخباز منبر حسينية السنان بالقطيف مساء يوم الأربعاء ٢٩ ذو الحجة ١٤٤١ للحديث عن حديثه في موسم محرم الحرام لعام ١٤٤٢ حول المسيرة المشرقة للإمام علي ابن أبي طالب ع
وقد أبتدأ سماحة السيد المنير حديثه بالآية المباركة
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)
ومارواه الرازي في تفسيره الكبير عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه حيث قال: سمعت بهاتين وإلا صّمتا ورأيت بهاتين وإلا عَمِيتا رسول الله ص يقول( علي قائد البررة ،علي قاتل الكفرة ،منصور من نصره، مخذول من خذله وذلك أن سائلاً أتى مسجد رسول الله ص فلم يكن لدى الرسول مايعطيه فأومأ علي بخنصره إليه وهو راكع وكان يتختم بها فأخذ السائل الخاتم من خنصره واشترى بثمنه طعام له . فنزلت بعدذلك الآية المباركة (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)
ثم عرض بعض ما سجله عشّاق العظمة في عظمة أمير المؤمنين علي ع فذكر ماقاله
جبران خليل جبران:
(في عقيدتي أن علي ع أول عربي لازم الروح الكلية وجاورها وسامرها. إن الروح الكلية هي روح الملكوت التي إذا تغلغلت في أعماق الإنسان أنطلقت الحكمة على لسانه وأصبح رمزاً للقيم الإنسانية والمفاهيم الحكمية التي يحتاجها المجتمع البشري.
وقوله (مات علي ع شأن جميع الأنبياء الباصرين الذين يأتون إلى بلد ليس ببلدهم وإلى قوم ليس بقومهم وفي زمن ليس بزمنهم).
وماقاله ميخائيل نعيمة:
(إن الإمام علي كرّم الله وجهه من بعد النبي ص سيد العرب على الإطلاق بلاغةً وحكمةً وتسامياً عن الدنايا وتفّهماً للدين وتحمّساً للحق.
وقد ترقّى ميخائيل نعيمة بقوله ( ليس بين العرب من صَفتْ بصيرته كصفاء علي ع ولا من دانت له اللغة كما دانت لعلي فإن علي من عمالقة الفكر والروح والبيان في كل زمان ومكان).
وقد ذكر ما قاله جورج جرداق:
(إذا ضربت بعينيك صفحات التاريخ فإنك قّلما تجد في شخصياته العظيمة من أجمع الناس على حبه وإجلاله والإنتصار له إجماعهم على علي ع ، وإنهم ليلتقون جميعا على حكم واحد وهو أن علي ع عملاق فكر وبيان وشخصيةً تتدفق بنور الوجدان ، وفي عِدَاد هؤلاء من تتسم نظراته إلى علي ع بطابع النبوة ).
وأيضا قول الفيلسوف الفرنسي كارديفو:
(علي هو ذلك البطل الموجع المتألم والفارس الصوفي والإمام الشهيد ذو الروح العميقة القرار التي يكمن في مطاولها سر العذاب والنعيم الإلهي).
والفيلسوف الأنجليزي كارليل:
في كتابه (محمد المثل الأعلى) (علياً لايسعنا إلا أن نحبه ونتعشّقه فإنه الفتى الشريف القدر العالي النفس الذي يفيض وجدانه رحمة وبراً ويتلظأ فؤاده نجدة وحماسة).
ثم أخذ سماحة السيد المنير يذكر
مبررات تناول شخصية علي ع بهذه الصورة والركائز التي يعتمد عليها كمنهج في تحليل سيرته المباركة .
فالمبررات:
علي ع هو الإمام المعصوم والحجة على الخلق الذي لاحد لعلمه وورعه وتقواه وعطاءه . والحديث عنه باللغة المعاصرة والثقافة المعاصرة فمن خلال آفاق الثقافة المعاصرة سيتحدث عنه في مجال حقوق الإنسان والقيادة الرشيدة والدولة المدنية ومعايير النجاح والتربية الأسرية والإجتماعية وإدارة الأزمات والظروف الخانقة ، فذلك أقرب لفهم شخصية وعطاء علي ع
السؤال الذي يطرحه بعض أبناء شيعة ع وغيرهم
ماذا قدّم علي ع للإنسانية ؟ فهناك من قدّم في مجال الاختراع ووسائل النقل والتواصل والعلوم الإنسانية فما نسبة ماقدمه علي ع الى ذلك النتاج الضخم؟
علي ع ليس بعالم فيزياء أو طب ، علي ع يمتلك رؤية وفلسفة للحياة ومن خلال فلسفته ورؤيته وضع خططاً عامة لبناء الدولة المدنية والركائز العامة لإقتصاد مذهبي وقيماً تنّظم العلاقات والحياة الإجتماعية ومن خلال مايعيشه وجدان علي ع وعلاقة روحية بالسماء قدّم لنا صوراً رائعة في كيفية مناجاة السماء فهو فيلسوف صاغ الحياة والمجتمع والمفاهيم التي تبنى بها الحياة القيمية .
هناك إشكالات وإعتراضات على وجود الخالق وعلى النبوة والإمامة وعلى تاريخ ومواقف علي ع
وهذه الإشكالات تحتاج إلى إجابات مقنعه ووافية. فلا يمكن أن تقدم السيرة العلوية اليوم كما كان يقدمها الآباء وأرباب المنبر في سابق الزمان فكما نحتاج إلى المنابر المتنوعة الوعظية والحسينية الناعية والتاريخية والفقهية نحتاج إلى منبر فكري يعالج كثيرا من الأسئلة والاشكالات والاطروحات من خلال أجوبة علمية تحليلية.
ثم ختم سماحته حديثه بركائز منهجيتة في تناول السيرة العلوية
المقارنة بين فكر علي ع وفكر الآخرين
المنطلق القرآني وهو الربط بين فكر علي ع والمعين الذي أنطلق منه وهو القرآن الكريم.
القراءة التحليلية فالقراءة لتاريخ علي ع قراءة تحليلية وليست حرفية فقراءة النصوص من خلال اللغة والظروف التي صدرت خلالها هي ضرورية لفهم تاريخ ع
المنطلقات الإنسانية
علي ع ليس ملك لطائفة ولا حصراً لدين ولا حكراً لقومّية معينة فهو رمز للإنسانية كلها
فأهل البيت عليهم السلام رموز الإنسانية ورموز العطاء الإنساني
وكما علي ع رمز إنساني فالحسين ع ثورة الإنسانية وحركة المشروع الإصلاحي الانساني.