الشيخ آل سيف يختتم بحثه حول (تغييب القضية الحسينية)
بشائر: الدمام
أعقب سماحة الشيخ فوزي آل سيف مكملاً بحثه حول تغيّب القضية الحسينية في ذهنية الأمة الإسلامية بتغيير مناسبة عاشوراء، مُتجهاً نحو المسار الثالث من الخط الأموي المستمر إلى الآن، موضحا أنهم أتخذوا من يوم عاشوراء يوماً للحفل والفرح والأهازيج، بينما رسول الله (ص)حزن فيه، وهم منعوا مجالس العزاء والحزن على الحسين، وحولوا يوم عاشوراء إلى يوم (عيّد وصيام).
جاء ذلك في الليلة الخامسة من شهر محرم الحرام، في مجلس المرحوم الحاج حسن عبدالله البوحليقة، بسيهات.
ونصح سماحته لمُريدي تتبع التاريخ بِـ كتاب (ثورة الحُسين في الوجدان الشعبي)، لصاحبه المرحوم الشيخ مهدي شمس الدين، مشيراً إلى كتابه في توضيح المشاكل التي أُعترضت هذه الممارسات، من قِبل السلطات الحاكمه في التاريخ، وكتاب (تطور النياحة على الحسين (ع) لِـ السيد الشاهرستاني، وكتاب (في دائرة المعارف الحسينية) لِـ الشيخ الكرباسي.
وأشار إلى شخصية معاديه لآل البيت (ع) وهو: (القادر بالله العباسي)، ملفتاً إلى أنه هو صاحب فكرة المذاهب الأربعة، فقد ألغى المذهب الجعفري والزيدي، وغيره من المذاهب.
كما استرسل سماحته في تتبع تاريخ العِداء للنهضة الحسينية، وصولاً بالسلاجقة الأتراك وممناعتهم في إقامة المآتم، منبهاً إلى عدم شمولية الجميع في هذا الأمر، ومشيراً إلى خطورة هذا المسار، فضلاً عن تغيّب القضية الحسينية، تغيير مناسبتها إلى فرح ومسرات!، متطرقاً إلى (الأيوبيين) في مصر بمعية صلاح الدين الأيوبي، الذي عمل على مسح التشيع في مصر مسحاً كاملاً.
واستنكر سماحته قائلاً: “كانوا يوصون بالتوسع في الأطمعة والفرش، والزينه وتوزيع الحلويات والمال، وإقامة المحافل والتزاور، كل هذا يكون في يوم عاشوراء في مصر، وتتم لديهم عادات تُسمى بِـالبيعة المباركة، تمامًا كالعيد!!”.
كما أشار إلى المحافل التي تقيمها المغرب العربي، بوصفه قائلاً: ” أما في المغرب العربي فحدث ولا حرج، رغم أن أساسها تأسيس أهل البيت، وهم أدارسة حسنيون وينسبون أنفسهم للإمام الحسن المجتبى، حتى ملوكهم ورؤسائهم أشراف، ويقيمون الفعاليات من صباح عاشوراء بالألعاب النارية، مزحاً وضحكاً وهدايا، ويطبخون طبخات خاصه ليوم عاشوراء، وعندهم شخص يُسمى (بابا عيشور) ويلبسون الملابس التنكريه، ويمشون معه بالطبول!!”.
وعلل سماحته بأن هذا (بابا عيشور) تحوير إلى (عاشور)، والنساء يتطيبن ويتزيّن ويتكحلن في هذا اليوم يزعمون أنهم لا ترمد أعينهن إلى آخر السنه!!، ومن تقص شعرها يطول ويكثر!!، بسبب يوم عاشوراء.
وبين سماحته أن الغرض من تحويل هذا اليوم إلى عيّد وفرح، هو تغيّب القضية الحسينية بالكامل في هذا اليوم، مشيراً إلى قضية (الصيام) في يوم عاشوراء للمشايخ والكبار اللذين لاتناسبهم طقوس اللعب والفرح، فيلجأون لِلصيام لبركة هذا اليوم، لأنه تحققت فيه الأنتصارات، ويمثلون فيه بأحاديثيهم أنه يوم الذين انتصر فيه موسى على فرعون، ويوم ولد فيه آدم، وغيره من الأحاديث حسب مايدعون.
واستشهد سماحته بالروايات الشريفة عن شؤم وتشاؤم الإسلام بصيام هذا اليوم، مستفهماً أن البعض منهم لايصوم الواجب، فكيف بصيام المستحب؟!.
وأجاب قائلاً: ” ليس من الضروري أن من يقول للناس صوموا.. أن يصوم، لكن الصلاة والصيام التي تُركز دولتهم وأساسهم، فلا لديهم مشكله، أن يقتل بريء ثم يقوم يُصلي، فالصلاة لديه مهمه لأنه إذا لم يُصلي الناس لاتسمع له، يزيد يذهب للحج ويشرب الخمر، لأن كلٌ منهم يؤدي عمله، وسياستهم في هذا الاتجاه”.
ولفت سماحته أنه من الممكن إقناع الناس بعدم إقامة المحافل، لكن بعدم الصيام هذا أمر صعب، فهم يرونه يوم مبارك يوجب الصيام، وفيه رأى النبي اليهود في المدينة صائمين في هذا اليوم، لأنه اليوم الذي أنقذ الله فيه موسى وقومه من فرعون -حسب رواياتهم-.
الجدير بالذكر أن اليهود ليس عندهم صوم عاشوراء، وإنما عندهم صوم يُسمى صيام (الكيبور) وهو بمعنى صوم الكفارة، ويكون في العاشر من تشرين، في السنه الميلادية.