رجالات المحن
طالب المطاوعة
مع مرور الجائحة (فيروس كورونا) تكشفت لنا أمور لم نكن نراها من قبل، أو كنا نسمع بها من بعيد، أو نعرفها بحكم التجربة، ولكن المحن صقلتها وأظهرتها للعلن، للخاصة والعامة.
فكلنا عرف أن بعض التجار الجشعين كيف استغلوا المحنة من حجر وحظر ورفعوا الأسعار، ولولا متابعة الجهات المعنية ورصدها لهم لجنحوا إلى المضاربة واستغلال الفرصة بكل دناءة وانحطاط، ولعبوا كثيراً بإرهاق المواطن واختلاس جيبه بطرق بشعة ومعيبة.
ولعل الكثير منا شاهد كيف أن بعض الشركات والمؤسسات مع ماحصلوا عليه من دعم سخي من الدولة للقطاع الخاص إلا أن بعضهم استغل الفرصة وفصل بعض الموظفين وسرحهم، ولم يحولهم على برنامج ساند ليستفيدوا بعض الشيء حتى يجدوا عملاً آخر. مع تفهمنا أن البعض توقفت مشاريعهم وتقلصت أعمالهم وهذا أمر طبيعي.
وفي نفس الوقت أظهرت الجائحة رجالاً وتجاراً بذلوا كل ما بوسعهم في خدمة الوطن والمواطن، وهناك الكثير ممن أسهم وشارك وقدم الغالي والنفيس لا نعرفهم ولم نسمع عنهم شيئاً، وابتغوا بذلك وجه الله.
فبعض أصحاب العقارات خفضوا الإيجارات على المستأجرين لأشهر معينة، وبعضهم حافظ على الأسعار كما هي، والبعض الآخر تكفّل بقيمة الضريبة المضافة.
إلا أن بعض التجار ساهم وشارك من ماله بكل روح وطنية وإنسانية جميلة، وبحكم قربنا ومعرفتنا بهم علمنا بذلك، ومن حق هؤلاء علينا الإشادة بهم وتعريف الآخرين بهم.
ومن هؤلاء الذين قدموا مشاركات جميلة رجل الأعمال علي الحمادة(شوقي).
فكلنا سمع عن أسهاماته بعدد كبير من الخيام لوزارة الصحة لأخذ المسحات الطبية التي تكشف عن الإصابة بالفايروس من عدمه، وكذلك وزارة البلديات لأسواق الخضار المؤقتة.
وبحسب ما بلغنا ووصل إلى علمنا أنه قدم كل ما عنده من مخيمات وتوابعها تحت تصرف الوزارتين المذكورتين.
وهذا عمل نبيل وموقف كريم، يجعلنا نقف بكل احترام وتقدير لهذا الموقف المشرّف والجميل.
نبارك له هذه الروح، ونقدر له هذه الوقفة الوطنية، ونسأله تعالى أن يبارك له فيما أتاه ويوسع عليه في رزقه، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، ونقول له: ولأجر الآخرة أكبر وأفضل.