مد يد العون للفقراء بنسخ جديدة (الحلقة الأولى)
أمير الصالح
لأسباب مختلفة لا يحظى الكثير من فقراء العالم إلا بالنزر القليل من الاهتمام بتنشيط دورة استرداد الكرامة المالية لهم. يعزو البعض ذلك إلى كون بعض ممن ابتلى بحالة الفقر والعوز المالي بسبب ركونه إلى ذلك الحال أو التبرير لنفسه وفلسفته لوضعه، ليتجاوز مراحل وخز الضمير في عدم اقتناص الفرص المتتالية، أو لقذف الناجحين من حوله بأسباب سوء وضعه. وفي الوقت ذاته قد يكون البعض من أولئك مستمتعاً بحالات الإفراط في الكسل والخمول حتى أضحى يشار له / لهم بأنه /هم كسالى أو شبه منبوذين (untouchable )
ويتكسب (البعض) من انتحال صفة المُعِدم. هذه الجزئية تحتاج إلى بحوث ميدانية مستفيضة للوقوف على أمور
ومتغيرات عدة. ويوعز البعض بروز حالة الفقر في أوساط اجتماعية إلى الدورات الاقتصادية المتقلبة في مواقع جغرافية مختلفة، أو سوء توزيع الثروة في بلدٍ ما، أو التسلط والاستحواذ الجائر على الموارد من قبل البعض دون ملاحظة حقوق الجميع. والبعض الآخر يوعز حالات الفقر في بعض المجتمعات لأسباب افتقار الأرض المحددة جغرافياً للموارد الطبيعية، فضلاً عن شح الموارد المالية. والبعض يوعزها إلى سوء التخطيط الفردي على الصعيد المالي، وتشرذم العلاقات العائلية، وتدهور الحالة الصحية، وتردي التطوير الذاتي، وانعدام الأخلاق والتربية الروحية، مما يجعل كل شخص جزيرة منفصلة عن باقي المجتمع.
وهناك أمور أخرى قديطول ذكرها نتجاوزها هنا إلى محل آخر في مقال آخر.
مع امتداد فترة هبوب رياح جائحة كورونا، انكشف البعض مالياً.
واُورد عدد من الناس قهراً او قسراً للنزول تصنيفاً من طبقة اجتماعية معينة إلى طبقة اجتماعية أدنى مستوى. وقد تكون تلك الطبقة هي طبقة الفقر المالي وهي الأدنى مادياً.
المسؤولية الأخلاقية
والاجتماعية والدينية استدعتني للكتابة عن الفقر مع تسليط الضوء على زاوية المعالجات الممكنة. هذه السلسلة أطرحها لأشارك المجتمع بسلسلة كتابات تعالج
وتطرح وسائل زراعة أو استرداد الكرامة المالية
والتطوير الذاتي لمن فقدها بخطوات عملية متزنة، وبالقدر المتاح من الفرص حسب بيئة كل فرد قد يشملها ويخشى ان يشمله التصنيف المذكور مع تقادم الأيام. وشخصياً أدعو أهل الاختصاص وأهل الاقتصاد وعلم الاجتماع إلى إطلاق مقالاتهم في هذا المجال ونشرها بالقدر المتاح.
ففي مجال التعليم مع إعلان معظم وزارات التعليم في العالم عن إقرار الدراسة عن بعد، الكل أحس بضرورة اقتناء حاسوب موافق للبرامج التعليمية وضرورة توافر شبكة إنترنت لكي يضمن الطالب التحاقه بالركب التعليمي الحالي. إذن: هناك فرصةكبيرة لتكييف معظم الناس سواء تحت ظروف معينة أو ذاتياً للانخراط في العالم الرقمي واستكشاف آفاق ذلك العالم، والتغيير نحو أفق الإبداع فيه، والسعي لاقتناص الفرص الموجودة، وانتشال النفس من الوقوع في براثن الهدر للكرامة المالية بانتزاع حصة من ذلك العالم الرقمي تسويقاً أو تدريباً أو تجارة.
وعلى ضوء امتداد أزمة جائحة كورونا، لعل من الجميل إعادة خلق أنماط حياة أجمل بتحديد كل شخص لثلاثة أهداف
وثلاثة عادات يمكنه أن يغرسها في ممارساته اليومية على صعيد:
الصحة والمال والأسرة والأعمال والروح والتطوير الذاتي.
ولا بد أن نحدد ماذا يجب أن نقلع عنه لإعادة خلق نموذج أفضل عن أنفسنا. الإقلاع عن التدخين، الإقلاع عن هدر الوقت أمام التلفزيون أو مشاهدة افلام نتفلكس، الإقلاع عن التسكع في القروبات الافتراضية، وتجنب الانخراط في المشاكسات والاستفزازات الكلامية، وغيرها من الممارسات الجديدة التي قد تهيئ الظروف لإعادة توجيه الطاقة الذاتية في ممارسة الرياضة وقراءة المفيد من الكتب وتنمية مواهب واحتضان خصائص جديدة مما ينمي تحديد أهداف الادخار أو التنمية أو الابداع.
بحمد الله أطلقت بعض الجمعيات الخيرية بإدارة ” حاسوبي ” لاحتضان تبرعات المحسنين المالية وتحويلها إلى شراء حواسيب للاستخدام التعليمي
والتطويري لصالح الطلاب من العوائل المتعففة. هذه خطوة جداً رائعة في مجال توظيف المال من المتبرعين في ترسيخ طلب العلم و والتحصيل المعرفي لأبناء الفقراء والضعفاء والمساكين وتنمية مفهوم علمه صيد السمك (التعليم، تطوير الذات، الابداع، العمل المهني، التعليم الرقمي) بدل صرف المال في مجال إطعام الأكل فقط (الطعام) . وندعو كل ممن يحمل ذات المفهوم إلى دعم الجمعيات الخيرية في هذا المشروع (حاسوبي).