الشيخ آل سيف: عاهد نفسك أن تحفظ دم الحسين وتضحياته
بشائر: الدمام
شبه سماحة الشيخ فوزي آل سيف الإمام الحسين (ع) بالشجرة الطيبة التي يتجدد عطاؤها في كل عام (تؤتي أُكلها كل حين)، وبالكلمة الطيبة التي (أصلها ثابت وفرعها في السماء)، متسائلاً عن كيفية الانتفاع بثمرة (دم الإمام الحسين) وتضحياته.
جاء ذلك في ليلة العاشرة من شهر محرم الحرام، في مجلس الحاج المرحوم حسن عبدالله البوحليقة، بسيهات.
وأشار سماحته إلى أن هذا الانتفاع يتحقق بمعاهدة النفس على الالتزام بالواجبات الدينية وترك المحرمات، ممثلاً بذلك على ترك الصلاة عند بعض الشباب والشابات و غيرهم، محذرا من عذاب النار، ومذكرا بأن هذا أقل ما يمكننا فعله بالقياس إلى تضحيات الحسين (ع).
ولفت سماحته أن الاستهانة في الصلاة أو تركها، يُعد استهزاء بالحسين (ع)، وسخريةً من أهداف الحسين، وتضييعاً لدمه الشريف.
كما بين موقفه (ع) في وسط المعركه لما حان وقت الصلاة، حيث أوقفها وأقام الصلاة في أول وقتها في يوم العاشر من المحرم، قائلاً: “لاينبغي لإنسان يحب الحسين (ع) أن يترك الصلاة أبداً، لذلك كرامةً لتضحيات الإمام ودمائه الزكية، عليه أن يعطي عهداً بعدم ترك الصلاة أبداً”.
واستنكر سماحته من يستمع مقتل الحسين ويبكي عليه ولكنه لايصلي!، قائلا: “هذا لا يمكن أن يكون مفهوماً ابداً، ولا يغرن نفسه أن البكاء عليه يعوض عن الصلاة، فيجب معاهدة الحسين بصيانة دمه الشريف، وإقامة الصلاة في أول وقتها، وسيجد الإنسان من البركات في الدارين ما لم يتوقعه ابداً”.
وأكد سماحته إن من أقبل إلى الله بصلاته أَقبل الله عليه في كل شي، ويفتح له خزائن الرزق، وينتقل إلى خطوات تقربه من الإمام الحسين (ع)، والبكاء عليه قدر المستطاع.
وواصل قائلاً: “فيما يرتبط بالإنصاف في الحياة الاجتماعية، لنعاهد الحسين المظلوم بعدم الظلم، فمن العجيب أن نلعن من ظلم الحسين ونحن نظلم من حولنا! نبكي على الحسين المظلوم ونتشبه بأعدائه ونظلم؟!”، معدداً أنواع الظلم من عقوق الوالدين أو القسوة بين الزوجين أو الأبناء وغير ذلك.
كما وضح أن الحسين (ع) نهض في وجه الظلم والظالمين، فمن الإنصاف والعدل أن لا نتشبه بأعدائه، ونظلم الآخرين بمعاملتنا، متطرقا إلى صور الظلم المتنوعة والمتعددة في كثير من المجالات، مستشهداً بالمذكور في الزيارات (لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين)، متسائلاً: “أنت الذي تبكي على الحسين، وتلطم عليه، هل يناسب أن تتشبه بأخلاق ظلمة الحسين؟!، من المفترض اتخاذ قرار في الإنصاف في حياتنا الاجتماعية والأسرية”.
وأسترسل سماحته مستشهداً بأنموذج أبي الفضل العباس، الذي كان يحمي أخوته، وقارنه بمن يظلم أخوته ويبكي عليه!!، مشيداً سماحته بالبكاء عليهم ورثائهم بقدر المستطاع، مع إكمال هذا الطريق بإتخاذ نهجهم، حفاظاً على تضحياتهم ودمائهم.
وبين سماحته أن في السير على طريقهم (ع) يكون للحياة وجه آخر، حيث أن الحسين كان صاحب تأثير على جميع المذاهب والديانات، فكيف لا يكون له تأثير في الشيعة، من ناحية التعامل والأخلاق وغير ذلك، وهو إمامهم؟!.
وختم سماحته داعياً إلى الاقتداء بنهج الحسين (ع) وأهل بيته، والسير على طريقهم، مُشبهاً الحسين (ع) بالشمس التي تُضيء العالم.