قنوت في كون الحسين
إيمان الحمد
وقَفَتْ على أوجاع يومكَ تقطفُ
من زهرة المعنى النبيّ وترشفُ
وتحومُ حولكَ والصلاةُ دويُّ نحلٍ
هائمٍ والشهدُ روحُك تنزفُ
الكونُ يشبهُ – حينما انفجرتْ به
تلك النجومُ- هواكَ لحظة يعصفُ
ما للمجراتِ التي دارتْ بطرْفكَ
أدمعاً للآن لا تتوقفُ؟
يا صرخة الإنسان ضجّت ملء حنجرة
الفضاء فلا تعيها الأسقفُ
يا كونكَ الظمآنَ في تلك الليالي
حين يرويك القنوت المرهفُ!
أيٌ من النجوى بثغرك قد جرت؟
هبني حروفَك، لا تموت الأحرفُ
ما قطعت كلماتِك العُسلان
في الفلوات ها هي في الضمائر تهتفُ
بأبي وأمي من على حر الثرى
متجردٌ وعلى ثرانا مورفُ
بأبي وأمي من بمشْتَجَرِ القنا
يستلّ سهمَ جراحنا ويكفكفُ
بأبي وأمي ذابلُ الشفتين وهْو
على شفاه العالمين المُصحفُ
ومعلمُ الأحرار طرّاً آيةَ
النورِ الأبيةِ والردى يطوَّفُ
رشّ الضياءَ مع الدماءِ لموقدِ
الشمسِ التي تعْرى هناك وتخصِفُ
ما ظل غيمٌ من فصاحة صدقهِ
إلا غدا يهب الدموع ويرعَفُ
هل ثَمّ قلبٌ بالضلوع مقيدٌ
كل القلوب إلى الحسين ترفرفُ
غرقى نلوذ بزورقٍ في بحرهِ
لكننا ننسى الجهاتِ نجدِّفُ
غرقى ولكن الذي ينجو بنا
أنّا إلى كون الكرامةِ ندلِفُ