المهندس العلي: الأسرة الحصن الحصين.. والتفكك الأسري مرض خطير يهدد المجتمع
ميمونه النمر: الدمام
قضية التفكك الأسري، من أكبر المشكلات التي لها انعكاسات خطيرة، داخل محيط الأسرة وتمتد فداحة انتشارها على المجتمع، كما أنها استفحلت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وحول ذلك، استعرض المهندس حسين العلي أمس الأول، في مجلس الزهراء الثقافي بالدمام، أهم مظاهر التفكك الأسري وأسبابه، وأثره على الأبناء والمجتمع، مُوجهاً نصائح ذهبية لتفاديه؛ في محاضرة بعنوان (هل يعاني مجتمعنا من التفكك الأسرى).
وأكد المهندس العلي أن مشكلة التفكك الأسري باتت منتشرة في وطننا العربي؛ موضحاً أنها تلك العلاقة الأسرية التي تفتقد قيّم الترابط والتراحم بين أفرادها.
وقال، أن التفكك الأسري يُعد من الأمراض الخطيرة التي اجتاحت الأسر في مجتمعاتنا؛ مشيراً إلى ضرورة إيجاد الحلول التي من شأنها تحدّ من زعرعة كيان الأسرة الآمن.
وفصّل التفكك إلى قسمين: الجزئي وينشأ بين أفراد موجودين لكنهم لا يعيشون تحت مشروع أسري واحد؛ أما الكلي ناتج عن الانفصال أو الوفاة؛ موضحاً أن آثاره المدمرة تنعكس على الأبناء تحديداً، وتهدد استقرار المجتمع.
وحول مظاهر التفكك الأسري، تطرّق المهندس العلي إلى فتور العلاقات الأسرية، وغياب الوالدين عن المسئولية، وانحراف الأبناء عن السلوك، وضعف التحصيل الدراسي، إلى جانب حدوث مشاكل أخلاقية وغير أخلاقية.
وفي هذا الصدد، بيّن أن التفكك الأسري يؤدي إلى تفكك المجتمع، معتبراً هذا الخلل من أسباب انحراف الأبناء؛ مؤكداً أن آثارها تتعدى ذلك إلى الضغط النفسي أو اعتلال في الصحة النفسية، والإدمان، إلى جانب العنف كالاعتداء على بعضهم البعض، والتحرش، وتدني المستوى الدراسي، والتبول اللا إرادي، ويُصبح فريسة للاستغلال مادياً وجنسياً وبالخصوص من أصدقاء السوء.
وحث على ضرورة احتواء الأسر لأبنائهم؛ كي لا يؤدي تفاقم المشكلات إلى هروبهم من المنزل؛ معوّلاً ذلك إلى غياب الأمان الأسري.
ومن جانبه، أرجع المهندس حسين العلي أسباب التفكك إلى عدة عوامل، منها عدم الانسجام والقبول بين الزوجين، وغيابهم عن المنزل وقتاً طويلاً، فضلاً عن اعتمادهم على العاملة المنزلية؛ مشيراً إلى أن الوضع الاقتصادي خطر آخر ينخر جسد الأسرة وينذر بمخاطر تُشتتهم.
وأشار العلي إلى أن ارتفاع حالات الطلاق في الآونة الأخيرة يفتك بالروابط الأسرية؛ لافتاً أن الإحصائية تتراوح بين 25٪ و40٪ وتختلف من منطقة إلى أخرى.
وأضاف في تفصيله، أن من مسببات التفكك الأسري تدخُل الأهل والخيانة، مؤكداً على أهمية فهم نفسية الزوج لتعميق الاستقرار بين أفراد العائلة.
وأفاد أن ظاهرة التفكك الأسري تحدث تدريجياً خلال أشهر معدودة أو تمتد لسنوات طويلة، مشدّداً على اختيار شريك الحياة المناسب للمرأة والرجل؛ مبينًا أن مراحل التفكك تبدأ بالهدوء والمجاملة، ثم الاستثارة والاصطدام، وتنتهي بالمكاشفة والانفصال بالطلاق أو الخُلع.
وفي سياق متصل، تناول المهندس حسين العلي الحلول الناجعة التي تصنع أسرة ذات أسس رصينة، مشيراً إلى أن الدين أكد على أهمية وقيمة الأسرة؛ مؤكداً أن الدين حصانة إلى ضمان الأسرة واستقرارها.
وفي إطار الحلول، ذكر أن إقامة علاقة أسرية على المودة والرحمة بين الزوجين وليس فقط واجبات وحقوق، فضلاً عن نشر الثقافة الأسرية القائمة على الحبّ والمودة بين الأفراد.
وتابع: ومعرفة الحقوق والواجبات متمثلة برعاية الأبناء واحتوائهم عاطفياً وعقلياً، والابتعاد عن المشاحنات أمامهم؛ إضافة إلى تطبيق قوانين التاء (التعاون، التسامح، التواصل، التفاني، التفاعل).
كما حث الوالدين من خلال نصائح ذهبية على تشجيع أبنائهم على التواجد في المنزل والاستماع للتفاصيل المنزلية، والمشاركة بالاحتفالات، والتخطيط للترفيه الأسبوعي، مشدّدا على مشاركتهم في القرارات، وتوزيع المسئوليات وزيادة الوعي بين الأفراد وعدم المقارنة وتضخيم الأمور، وحُسن الظن والحوار في الوقت المناسب.