سيدات الشرقية يتوجهن الى الزراعة المنزلية
زينب علي : الدمام
في فصل الشتاء تلجأ كثير من السيدات إلى الزراعة المنزلية، لما يضفيه وجود حديقة في المنزل من أجواء الاسترخاء، إذ تمنح النباتات التي تكتسي الخضرة والجمال بألوانها وأشكالها، والأزهار المتناثرة في أرجائها شعوراً بالراحة والسلام، مما يجعل الجلوس في الحديقة من الأمور المفضلة للعائلة.
وتوجّهت صحيفة بشائر الإلكترونية إلى بعض الحدائق المنزلية، في القطيف والأحساء والدمام، للتعرّف على أهم الاحتياجات، والمواسم الزراعية، والحصاد العضوي المميز.
وذكرت السيدة مريم السعد -من الدمام- لصحيفة بشائر أن: “عشق الزراعة ليس مجرد هواية بل هو نظام حياة متكامل، فمن خلاله تتحول حديقة المنزل إلى مصدر للاكتفاء الذاتي، إذ نحاول التركيز على الزراعة المنزلية المستدامة، من خلال استعمال الأسمدة والمبيدات العضوية، والابتعاد عن المواد الكميائية، وأيضًا إعادة تدوير بعض المواد الغذائية، وتحويلها لكومبوست منزلي لتقليل النفايات وحفاظا على بيئتنا”.
وأضافت : “الجميل في الزراعة إنها لا تتطلب أن تكون خبيرًا، تستطيع البدء بأبسط الخطوات والمواد، ثم تتعمق في عالم الزراعة الممتع باكتساب المعلومات تدريجيا”.
وأوجزت بأن الزراعة المنزلية لا يشترط فيها امتلاك حديقة، بل يمكن استعمال الأحواض ووضعها في البلكونة أو فوق سطح المنزل، قائلةً: “وهذا ما عملته حيث حولت سطح منزلي، إلى حديقة منتجة، بعدما كان مهملاً يكسوه الغبار”، مشيرةً إلى أن العناية بالنباتات لا تحتاج إلى مزارع، بقدر ما تحتاج إلى وقت كافٍ لمتابعة نمو النباتات، وإلمامٍ بأمور الزراعة من ناحية التربة والمغذيات والمبيدات، والوقت المناسب لزراعة كل نبات.
ووصفت رويدا الزوري -من القطيف- لصحيفة بشائر الإلكترونية، الزراعة المنزلية بالعالم الواسع من الجمال، والذي يدخل البهجة والراحة إلى النفس البشرية، بأبسط الطرق والأدوات.
وتطرقت الزوري إلى أهم الاحتياجات في عالم الزراعة، قائلةً: “نحتاج إلى وسط زراعي، وشمس وماء وبذور، وبعدها ممكن نحتاج إلى الأسمدة سواء العضوية أو الكيميائية -حسب توجه المزارع-“، لافتةً إلى نقطة مهمة جداً للنجاح الزراعي؛ وهي اختيار التوقيت المناسب للزراعة.
كما نصحت الزوري بالاستعانة بالوسائل التكنولوجية المتطورة، مثل أجهزة الري الإلكترونية، مبينةً فوائد الزراعة المنزلية، التي تغطي جزء من احتياج المنزل من الخضروات والورقيات، وبعض الثمار و الأزهار، واصفةً فرحة جنيها بالشعور الرائع الذي لا نناله بشراء المحاصيل من السوق، بالإضافة إلى النظافة والطعم المميز، فضلاً على متعة متابعة النبات في جميع مراحل نموه.
كما ذكرت خلود عبدالله -من الأحساء- لصحيفة بشائر الإلكترونية أن: “الطقس عامل مهم جدا، وهو العامل الأكبر الذي على أساسه نحدد نوع المحاصيل الزراعية، فالمحاصيل الخريفية والشتوية، تختلف عن المحاصيل الصيفية”.
وتساءلت قائلةً: “هل سمعتم يومًا بمكان يكون ملاذًا آمنًا لصاحبه وسكنًا لنفسه؟ كذلك هو زرعي. فيه أتنفس، وفيه أجد ملاذي وراحتي النفسية”، موضحةً أن الزراعة عمل مناسب للجنسين، وقد عملت المرأة عبر الأزمان في مجال الزراعة، ليس فقط على مستوى الزراعة المنزلية، بل حتى في الحقول والمزارع الكبيرة.
وفصّلت ريما الخباز -من القطيف- أن الزراعة في الخليج تنقسم إلى فترتين (عروة أولى/ عروة ثانية)، العروة الأولى وهي الأطول تبدأ من شهر سبتمبر، حيث أكثر البذور تنبت في درجات الحرارة المرتفعة قليلاً.
واسترسلت الخباز قائلة: “فتكمل البذور نموها طول الشتاء إلى نهايته، حيث يكون إنتاجها في فترة الشتاء، تليها العروة الثانية التي تبدأ بارتفاع درجات الحرارة في شهر فبراير، وتنتهي مع الحرارة العالية في شهر مايو، وخلال الصيف تكون فترة قصيرة لنمو نباتات صيفية”، موضحةً أهمية معرفة توقيت الزراعة، حيث أن التوقيت الصحيح يضمن نموا صحيا للنبتة، ويجنبها الآفات خلال فترة الإنتاج.
كما نوهت الخباز بأن المحصول العضوي مختلف جدًا عما يباع بالأسواق، ويكفي الشعور بالأمان من وصول أي منتج كيميائي إلى الثمرة، أو رشها بمواد ضارة، ناصحةً بإنشاء مساحه خضراء في كل بيت، يشارك فيها الصغير والكبير.
الجدير بالذكر أن اللون الأخضر يبعث في النفس شعورًا مُفعمًا بالتفاؤل والسعادة. كما تعطي النباتات وفرة في غاز الأكسجين مما يساعد على التنفس بعمق، ويمنح إحساسًا بالراحة والهدوء. ولهذا تُعتبر الزراعة علاجًا نفسيًا لبعض أمراض العصر مثل الاكتئاب والضغوطات النفسية، إضافةً إلى المحصول ذي الجودة العالية، والمظهر الجمالي الرائع للزراعة.