كرس حياته للطفل الحسيني وأحيا ذكر أم المؤمنين.. الشيخ الحجاب في سطور
رقية السمين: الدمام
فجعت الأوساط الدينية نهار السبت الماضي برحيل الشيخ المربي إبراهيم الحجاب، الذي شيع جثمانه الطاهر للمثوى الأخير بمقبرة الشهداء بالدمام وسط إجراءات احترازية.
و فور إعلان خبر وفاة سماحته، بات واضحاً بأن فقده ترك شرخاً كبيراً في المجتمع. حيث تفرد الشيخ الحجاب بـمزايا صعدت بالنشء الحسيني وعززت مفهوم العقيدة بآل البيت عليهم السلام، إذ أولى اهتمامه على وجه الخصوص بإحياء ذكرى السيدة خديجة عليها السلام.
وعن هاتان الميزتان تحدثت صحيفة بشائر مع عدد ممن عاصر وواكب مسيرة سماحة الفقيد رحمه الله.
حيث أفاد الناشط الاجتماعي صادق العليو (أبو جعفر) مؤسس مجلس الزهراء الثقافي، أن الشيخ الحجاب أهتم كثيراً بإحياء ذكرى السيدة خديجة و الحث على زيارتها واهدائها بعض الأعمال في كل زيارة لمكة المكرمة، لافتا إلى أن المحرك خلف هذا الاهتمام أتى من منطلق الولاء الى هذه الأم – السيدة خديجة – التي ُأهملت من قبل أبنائها رغم ما قدمته للإسلام، رغم وموقعها في قلب رسول الله ص.
كما شارك العليو صحيفة بشائر قصة كشفت عن سراً آخراً خلف التعلق الشديد الذي عرف به الشيخ الحجاب، جاء ذلك حين فقد الشيخ كبرى بناته في أحد زياراته للعمرة فتوسل بالسيدة خديجة (وكان اسم ابنته المفقودة خديجة) وبعد ساعتين من البحث وجدت الفتاة محروسة ومُعتنى بها لدى أحد خدام المسجد الحرام، ومذ تلك الحادثة أخذ الشيخ على نفسه إبراز مظلومية السيدة خديجة.
وختم حديثه بقوله: “كان للشيخ إبراهيم ذلك الفضل الذي زرعه وعلى مدى عشرات السنين في قلوب أكثر الزوار الذين رافقوه الى البيت زيارة السيدة، كما أنه أسس لاقامة أمسية بأمس السيدة خديجة والتي تبناها ونظم لها مجلس الزهراء الثقافي كل عام.”
من جانب آخر استحضر أحد منظمي أنشطة النشء الحسيني بالدمام، الدور الكبير والهام الذي شكله الشيخ إبراهيم الحجاب في هذا الجانب قائلاً:” سماحة الشيخ يعتبر نادراً بين طلبة العلوم الدينية الذي كرس جهده ووقته للنشء، فتميز بالمواصفات التي لابد أن تتواجد في خطيب منبر الطفل فكان ذا سعة صدر وصبر على مشاغبة الأطفال والقدرة على إدارة سلوكهم من خلال التعزيز والسيطرة بشكل لطيف”.
وأوضح في حديثه أن المغفور له كان على قناعة ويقين أن التعليم في الصغر له أثر كبير لا يفوقه شيء، لذلك توجه سماحته لبناء المجتمع من خلال تأسيسه وصناعة لبناته بشكل صحيح.
وأفاد حيدر العبدالله أحد المهتمين ببرامج النشء، بأن الشيخ حرص أن يقدم للطفل الكثير من خلال الدروس التنمية وكان ذو طموح عالٍ فيما يختص بمنبر الطفل، إذ سعى رحمة الله عليه أن ينتج شخصية كرتونية للأطفال، بدءً من الرسم والتلوين إلى وصولاً الى شخصية مادية بحيث تكون نموذج متحرك للشخصية، حيث تستخدم لتسهيل وصول المعلومة للطفل.
وأما على صعيد الإعلام الحسيني فكان الشيخ الحجاب من ممن تضامنت جهوده حيث تعاون مع مجموعة اهتمت بتوثيق وأرشفة مناسبات ومجالس ومحافل الدمام.
وعلى الصعيد الأسري وتأثيره في محيط العائلة وما أسسه من أنشطة، فقد تحدث لصحيفة بشائر شقيق الشيخ -موسى الحجاب – قائلاً:
“تميز الشيخ رحمة الله عليه بأنه اهتم كثيراً بالنشء الحسيني وعلم أجيالاً منهم على مستوى الأسرة والمجتمع”.
وأضاف قائلاً: ” للشيخ فضل كبير وقدم لنا الشيء الكثير، فمن تأثيراته على مستوى العائلة أن جعل في كل منزل مجلس حسيني وكلف كل أسرة بإحياء مناسبة من مناسبات المعصومين.
كما ذكر موسى الحجاب بأن الشيخ أسس لجائزة أسرية سنوية، تمنح لشخصية من النشء تزامناً مع كل عيد غدير، كما أنه ووفاءً لجدته أم عيسى التي ربته – حيث نشأ رحمه الله يتيماً- أقام لها مجلساً بالدمام كل ليلة أثنين.
وبحسب ماذكرته أسرة الفقيد الحجاب بأن السيد هاشم العلي بقرية الجفر من أوائل من احتضن الفقيد رحمة الله عليه وأمده بكل المراجع والكتب والمواد التي دعمته في مواصلة مسيرته.
و ضمن أنشطته المجتمعية التي كشفها شقيق الفقيد هو تعاون الشيخ الحجاب مع السيد العلي لإنشاء مكتبة، تمد طلبة علوم القرية المذكورة وأهاليها بالفائدة والمعرفة.
وفي ختام حديثه سلط الضوء موسى الحجاب على البيئة التي نشأ فيها الشيخ إبراهيم، حيث لفت أن لأخوته الأكبر سناً دوراً مهماً إذ أولوه اهتماماً كبير، فقد كان أول من احتضن ميول الشيخ هو أخيه عيسى، إذ هيأ له كل السبل ليصل على هذا المستوى ودعم اجتهاده في الخطابة على منبر الطفل،حتى أنه ألف سماحته رحمه الله كتيباً مختصراً عن تجربته الخطابية مع النشء.
جدير بالذكر أن الشيخ إبراهيم الحجاب تعلم الخطابة على يد الشيخ حجي المحسن بقرية السباط والشيخ علي الخليفة بالأحساء والتحق بالحوزة العلمية فيها، كما تعلم كذلك على يدي الشيخين عبدالله وعبد الرسول السمين بالدمام.