أدبي ابن المقرب في رحلة بـ فضاءات القص
بشائر: الدمام
أقام ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام برنامجه الأدبي (حلقة آراء الأدبية) مساء يوم الأمس الخميس في أمسية افتراضية مباشرة حملت عنوان (فضاءات السرد)، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للقصة.
أدار الأمسية القاص طاهر الزارعي، مفتتحًا بمقدمة أدبية تبيّن موقع القص والسرد من الحياة والنفس الإنسانية.
ثم جاء دور الورقة الرئيسية بعنوان (فضاءات القص) لضيفة الحلقة الأديبة الكاتبة الدكتورة مريم سعود بوبشيت، والتي تناولت في ورقتها مفهوم القص، وأساليبه وأدواته السردية، وعن قدم آلية السرد التي بدأت منذ رسومات الكهوف ثم القص الشفاهي فالكتابي، وتجربة العرب مع القص والسرد.
كما سلطت الضوء على حضور القص في القرآن الكريم لأهميته البلاغية، وهو ما ينفي زعم تأثر العرب حديثًا بأسلوب القص والقصة القصيرة من أوروبا، مستشهدة بكلام النقاد والمؤرخين في هذا المجال.
واسترسلت الدكتورة بوبشيت في الحديث عن فضاءات متنوعة في القص من تاريخ وتطور وتحول، وعرضت الخصائص العامة والتقنيات التي تميّز القص كجنس أدبي يتميز عن غيره من الأجناس الأدبية الأخرى.
ثم تحولت للحديث عن تاريخ القصة والرواية العربية والسعودية، وتعرضت بعدها لحضور المرأة في مجال الإبداع السردي التي انتقلت معها القصة من المحلية إلى العالمية.
وختمت الدكتورة بوبشيت بالحديث عن دور القص في نقل القيم والتربية والتاريخ من جيل إلى جيل، ودوره في تعديل السلوك، وهو ما يزيد من أهمية الالتفات لأدب الطفل.
تلى ذلك المداخلات على هامش الورقة، والتي بدأها علي أحمد قاسم من اليمن، الذي أشاد كثيرًا بالورقة، وأبدى ملاحظته حول غنى فترة الثمانينيات في تطور القصة وفتورها في الفترات اللاحقة ، واقترح أن تكون ورقة الدكتورة قاعدة مشروع ببليوغرافيا للقصة السعودية .
وأتت المداخلة الثانية من القاص الأستاذ عبدالله الرستم، متسائلا عن مدى الرضا والانتشار الذي حققته القصة السعودية والعربية، وعن تأسيس نقابة سعودية لكتاب القصة والرواية.
فيما كانت المداخلة الثالثة للأستاذة أسماء بوخمسين التي تحدثت عن تحدي حضور أدب الطفل في عصر هيمنة الأجهزة الإليكترونية.
بعدها جاءت المداخلة الرابعة للأستاذة أحلام حادي، متحدثة عن دور القص التربوي وربطه بالأسلوب القرآني، مسجلة نقطة اعتراض على انحراف بعض القصص والروايات عن هذا الهدف النبيل في سبيل الوصول للعالمية أو الفوز بجوائز معينة تحمل معايير غير أخلاقية أحيانا.
كما كان لـ الناقد الدكتور عدل جاد من مصر مداخلة خامسة، والذي عقب بالحديث عن جماليات السرد في تحولاته العالمية الحديثة، وتحدث كذلك عن مرور القص في أي منطقة بمراحل وموجات تتفاوت بين الضعف والقوة ، وهو أمر يحتاج للدراسة والبحث.
بعدها داخل الأستاذ سعد ضيف الله مسجلاً ملاحظة على الورقة بأنها أغفلت ما طرأ على المشهد القصصي العربي المتمثل في ظهور القصة القصيرة جدًا والومضة.
ثم داخل رئيس ملتقى ابن المقرب الأدبي الأستاذ الشاعر علي طاهر الذي تقدم بالشكر للمحاضرة والمقدم والمداخلين والمشاهدين، مشيدًا بأهمية الورقة، منوّهًا باهتمام الملتقى بالقص من خلال إصداره مجموعة قصصية ورواية ، ومن خلال عقده للأمسيات والحلقات الأدبية حول القصة ، كما اهتم الملتقى بأدب الطفل، والذي تمثل بجائزة ابن المقرب الأدبية في فرع أدب الطفل،ثم تساءل عن ضعف دور القصة الومضة والقصة القصيرة وحضورهما في العصر الحديث المتسم بالسرعة، في الوقت الذي نشهد الانتشار والحضور والتفاعل مع الرواية بشكل كبير رغم طولها وحجمها.
في حين جاءت المداخلة الأخيرة للقاصة الأستاذة أمينة الحسن، والتي تحدثت حول الهدف التربوي واللاتربوي للقصة والسرد، وعن حيادية الإبداع القصصي عن هذا التصنيف، وذكاء القارئ ووعيه ما يجعله مدركًا ومميزًا بين الجيد والسيء والرديء. النقطة الأخرى كانت فيما يخص الترجمة التي ما زالت جهودًا فردية لا مؤسسية، وكذلك عن كثرة ترجمة الآداب الأجنبية للغة العربية وضعف ترجمة الأعمال العربية للغات الأخرى، الأمر الذي أثر على حضور القصة والرواية العربية عالميًا.
وبعدها خُتمت الأمسية بعد أن أجابت الدكتورة مريم بوبشيت على المداخلات والأسئلة التي وردت بعد الورقة، وبعد أن قدّم مدير الأمسية شكره للجميع .