بشائر المجتمع

رجال الدين في الأحساء.. حضور متزايد في دورات متخصصة.. ما الهدف من ذلك؟

كمال الدوخي: الدمام

تغير الزمن وتغيرت أساليب معالجة مشكلاته، لم يعد بالإماكن أن نواجه المشاكل الاجتماعية بأدوات الماضي، لذلك أصبح حضور رجال الدين في دورات مختصة لمعالجة المشاكل الاجتماعية التي يقيمها مجموعة من المختصين واضح في السنوات الأخيرة.

وأوضح سماحة الشيخ فتحي البوخشيم في حديثه لصحيفة بشائر بأهمية مثل هذه الدورات، وذكر بأن في مطلع الإسبوع الماضي حضر دورة تنمية مهارات مستشار العلاقة الزوجية “للمدرب القدير علي العباد”، وقال: كان مميزاً في طرحه وعطائه و حريصاً كل الحرص على نجاح هذه الدورة وأن تُؤتي ثمارها في مجتمعاتنا الإسلامية.

وأكد الشيخ البوخشيم بأن مشكلات هذا الجيل تختلف عن الأجيال السابقة ولمواكبة التغيرات علينا أن نتسلح بالأدوات المناسبة، وهذه الدورات تمكننا بأن نقوم على المشكلات الزوجية والاجتماعية بثقة ومسؤولية أكبر.

الدكتور السيد مهدي الطاهر ذكر لصحيفة بشائر بأن السيد علي السيد ناصر السلمان أول من وضع دروس علم نفس وعلم الاجتماع ضمن دروس الحوزة في الأحساء وقال: قمت بتدريس علم النفس في الحوزة لمدة عامين، وكانت لدينا اختبارات وحضور وجدية، ومنهجنا في الحوزة هو ذاته الذي يدرس في الجامعة.

فيما ذكر السيد مصطفى الياسين بأن “طلاب العلوم الدينية يمتازون بالحضور والنشاط الاجتماعي الفاعل، ولأجل ذلك يلجأ الناس في كثير من القضايا إليهم للنظر فيها وحلها”، وأضاف: طلاب العلوم الدينية دائماً ما يكونون عوناً للمدربين والمتخصصين الذين يقومون على هذه الدورات، لتحقيق هدفنا السامي لما فيه من المصلحة والنفع العام.

وفي حديث لصحيفة بشائر الإلكترونية أكد المدرب والمرشد في التوجيه والإرشاد النفسي علي العباد بأن حضور رجال الدين للدورات المتخصصة في تأهيل المدربين والأخصائيين الأسريين واضح، مشيراً إلى أن تصدي رجال الدين للعمل الإجتماعي يزيد من أهمية حصولهم على الأدوات المناسبة لهذا العمل.

وأشار بأن اعتماد المتصدين للعمل الاجتماعي على خبراتهم الشخصية لا يكفي، وأننا نحتاج دائماً إلى تطوير مهاراتنا كي نتمكن من خدمة المجتمع بأساليب علمية.

الأخصائي النفسي والمستشار الأسري علي التمار ومؤلف كتاب “ما خاب من استشار” ، أوضح بأن رجال الدين لديهم شهادات أكاديمية في تخصصات مختلفة، مثل الطب وعلم الاجتماع وعلم النفس، ومع ذلك يستمرون في الدراسات الحوزوية المتخصصة، ودخول البعض منهم لحضور هذه الدورات توضح بأن رجال الدين لديهم المسؤولية والدور في استقرار الفرد والأسرة والمجتمع الروحي.

وقال: رجال الدين عليهم مسؤوليات كبيرة في المجتمع ولو لاحظت ان رجال الدين هم من لديهم الدراسات المستمرة والمنوعة في العلوم المختلفة والغير منتهية بعمر معين وربما من هذا القبيل يدرسون ويحضرون مثل هذه الدورات العلمية والموثوقة، ولكن علينا أن نفرز المشهد ونكون منصفين، فهناك دخلاء على طلبة العلوم الدينية، كما هو موجود في مختلف العلوم والتخصصات، وعلينا الانتباه، كذلك من الجميل أن يكون الانسان أكثر تخصص وعمق في مجاله، وهذا لا يمنع من أن يثقف الانسان نفسه لكسب المهارات اللازمة، لكن الدورات القصيرة ليست كل شيء، ومن المفترض أن يعرف كل فرد قدراته، فعندما يشعر بأن المشكلة تحتاج إلى مختص علينا أن نوجه الناس إلى الذهاب للمختص المناسب، حتى لا تتفاقم المشكلة.

 

فيما علق الشيخ عبدالجليل السمين على هذا الا هتمام من طلبة العلم لحضور الدورات بأن “سبب هذا الاهتمام أساساً متصدون لعلاج مشكلات المجتمع ومن ضمنها المشكلات الاسرية وكانت تعالج تلك القضايا بإسلوب تقليدي فربما يوفق المتصدي للاسلوب الناجع وربما يخفق في ذلك ومواكبة للتطورات العلمية ومنها طريقة معالجة المشكلات الأسرية كان طلبة العلم مدركين لأهمية ذلك وبادروا للاستفادة من هذه المعطيات”.

وأضاف: الحوزة في الأحساء تبنت مجموعة من الدورات التي من شأنها أن تطور طالب العلم في مجالات مختلفة من أجل أن يؤدي دوره بشكل أفضل ومن هذه الدورات، التخطيط للنجاح، الارشاد الأسري وغيرها.

وقال: المحفز الاول والدافع الرئيس نحو هذا الاتجاه هو الشيخ نجيب الحرز حيث كان مسؤولاً عن اللجنة الثقافية كما إنه قدم عدة دورات في ذلك الاتجاه.

يذكر بأن دورات تنمية الذات والدورات المتخصصة لعلاج المشكلات الأسرية والنفسية تجد حضور متزايد في السنوات الأخيرة، ويلتمس المجتمع تأثير بعضها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى