أقلام

متى ترانا فنراك

إبراهيم بوشفيع

إلى المغيَّب الذي لم يخلُ منا

عقلي يسافر في رؤاك جمالا

إن راح غيري يبتغيك ظِلالا

وأنا انتظرتك يا مناي قصيدةً

لا فارسًا يغزو ولا خيّالا

لا غائبًا يثوي بطرفِ (جزيرةٍ

خضراء) يصرف عمره إعوالا

بل ثائرًا لله، للأمل الذي

أضحى لكل الثائرين مثالا

أشرقت في عمري مثال حضارةٍ

عظمى، وإن لم أصنع التمثالا

وأراك في منفاك، منفى عقلنا،

تسمو وتمنح للسنين كمالا

فصغرتَ في كل العقول إجابةً

وكبرت في قلبي الصغير سؤالا

وكبرتَ بي فكرًا، وصوت عدالةٍ

ومبادئًا ومواقفًا ونضالا

ما دمتَ بي حيًّا فليس يُهِمني

خبر الولادة إذ يثير جدالا

أنا ما انتظرتك كي تجيء.. وإنما

أخشى حضورَك أن يصير زوالا

***

يا عطر (ناصفةٍ) تضوعُ فتنثني

لشذاك أرواحٌ ترومُ وصالا

كنا -بقريتنا- نهيّء حلمنا

للقاك، فاكتظ المساءُ جمالا

كانت بأيدينا فوانيس الهوى

لنراك في عمق الظلام هلالا

والأمهات سللن شعر رموشهنَّ

وحِكن منه على هواك سلالا

فملأنها بالدمع والشوق الذي

هزمَ الذبولَ، وقاومَ الآجالا

ضجت قُرانا بالحنين فأجهشت

بالحُب، وابتكرت لك الموّالا

وعلت أهازيجُ الرجال نبوءةً

غيبيةً ربُّوا لها الأطفالا

ومضى الصغار يلاحقونَ خيالهم

أن يلتقوكَ حمامةً وغزالا

***

قدّتْ (زليخا) الشوقِ قمصانَ الهوى

والبابُ هامَ فعاندَ الأقفالا

ثوب اشتياقك بالدموع مبللٌ

ما جفَّ حتى نبلغَ الآمالا

وسنابلُ العشاقِ فيك تناسلتْ

تنمو فتثمر ثورةً ونضالا

ما زلت تتلى في الضمائر مصحفًا

يستنطق (الإنسان) و (الأنفالا)

ويرى بك المستضعفون خلاصَهم

أن تكسر الأصفاد والأغلالا

بُحَّت حناجرهم تردد (يا متى؟)

نضجت مواجعهم بـ(قيل) و(قالا)

يتاهمسون: “متى الخلاص؟” فقد ذوت

أعمارهم تتجرع الإذلالا

سيقوا إلى نار الطغاةِ، وهُجِّروا

لفم المنافي، أدمنوا الترحالا

هرمت (علامات الظهور) ألم يإن

زمن الخلاص لتقتل الدجّالا؟

تشتاقك الدنيا إذا عم البِلا

وإذا ارتدتْ شوك الأسى سربالا

فإذا انجلى ليلٌ، أو انكشف الغطا

سمّوكَ نسج خرافةٍ وخيالا

***

يا أيها الغافون في أحلامهم

هل ترتجون خلاصكم آمالا؟

أن تندبوا أن تنحبوا أن تخملوا؟

والأرض تغرقُ ظلمةً وضلالا

لا تحسبوا المهدي في أقصى الدنا

كي تندبوه ليقطع الأميالا

هو في الضمائر ثورةٌ مكتومةٌ

فلتطلقوها صرخةً تتعالى

هو أن تثوروا ضد كل خرافةٍ

تستعبدُ الأفكار والأجيالا

هو أن تثوروا ضد كل تخلفٍ

سلبَ الحياة وحكّمَ الأدغالا

أن تصرخوا في وجه من شق العصا

ممن تقنّع عِمةً وعقالا

لن يخرج المهدي إلا منكمُ

فلتظهروه على الملا أفعالا

هو غائبٌ فينا، ولو شئنا الظهور

له امتلكنا العلم والأعمالا

هو غائب فينا، بسجن نفوسنا

فمتى الظهور؟ ألن نجيبَ سؤالا..؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى