مرضى السكر يتأثرون بشدة أكثر من جراء اصابتهم بفيروس كورونا
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
قدم له وراجعه غسان علي بوخمسين
مقدمة غسان علي بوخمسين
بات معروفاً في الوسط الطبي أن لدى مرضى السكري عوامل خطورة حصول مضاعفات خطيرة أعلى من غيرهم حين يصابون بمرض كوفيد19-، حيث أشارت الدراسات أن أكثر من ٧٪ من المرضى المتوفين من كورونا مصابين بالسكري، وتزيد هذه نسبة هذه المخاطر كلما ضعف التحكم في مرض السكري وتطوّرت مضاعفاته العديدة، وذلك بعدم الاهتمام بالوقاية منها أو معالجتها من قبل المريض او/ و مقدم الرعاية.
المضاعفات التي تحدث لمرضى السكري عند إصابتهم بكورونا ترجع لأسباب عديدة منها :
1.تأرجح مستوى الجلوكوز في الدم يضر بإنتاج الأنسولين في الجسم ويثبط جهاز المناعة ويضعف فاعليته.
2.قد يجعل مرض السكري أيضًا المريض يواجه صعوبة في الاستفادة من العناصر الغذائية وسوء تدفق الدم، وقد يسبب تأخر في زمن التعافي من المرض والجروح.
3.قد يسبب مرض السكري صعوبة في التعامل مع الحمل الفيروسي، وقد يعاني مرضى السكري من مشاكل الأوعية الدموية الأساسية، مما يجعلهم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل، مثل الأزمات القلبية الوعائية وتدهور الجهاز التنفسي، وأمراض الرئة المزمنة والكلى.
4.الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أكثر عرضة للمشاكل الجلدية وبطء التئام القروح والجروح، يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى جفاف البشرة وزيادة فرص الالتهاب والتورم والبقع الحمراء والبثور.
5.الالتهاب الرئوى: يمكن أن يتحول الالتهاب الرئوي إلى عامل خطر كبير وتهديد لمرضى كورونا ، خاصة بالنسبة لمرضى السكري مع ارتفاع مستويات الالتهاب وعدم انضباط سكر الدم ، يمكن أن تتعرض صحة الجهاز التنفسي للخطر بشكل حاد، كما أن مستويات السكر المرتفعة في الدم تجعل انتشار الفيروس أن ينتشر في الجسم سهلًا، وعليه يسبب المزيد من الضرر. هذا الخطر ينطبق بنفس النسبة على من يعانون من مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني.
6.الحرمان من الأكسجين: قد يكون الانخفاض في مستويات تشبع الأكسجين أحد أكبر المضاعفات التي قد يواجهها مرضى كورونا مع وجود حالة التهابية مثل مرض السكري، الذي يثبط وظائف المناعة. فقد أثبتت دراسات متعددة الآن أن المرضى الذين يعانون من اضطرابات السكر الموجودة مسبقًا لديهم احتمالية أكبر للمعاناة من الحرمان من الأكسجين والأعراض ذات الصلة، بما في ذلك ضيق التنفس وألم الصدر ومشاكل الرئة. نقص الأكسجة حالة تنخفض فيها مستويات الأكسجين بسرعة دون إشعار مرئي لأعراض أخرى، هذا ما يُلاحظ أيضًا بشكل أكثر شيوعًا في مرضى كورونا الذين يعانون من مرض السكري.
7.عدوى الفطريات السوداء mucormycosis: يزيد التهديد المفاجئ المتصاعد على شكل عدوى الفطريات السوداء من مخاوف مرضى كورونا، وتعد العدوى الفطرية الغامضة، التي تسبب تشوهًا للوجه وتورمًا وصداعًا وتهيجًا وتلفاً في الأعضاء، أكثر المشاكل التي تسبب قلقاً لمرضى كورونا (في فترة التعافي أو أولئك الذين تعافوا) ويعانون من مرض السكري و / أو العلاج بالستيرويد. بدأت تظهر الحالات أكثر فأكثر هذه الأيام، مما ينذر بمخاطر أكبر تحدق بمرضى كورونا ممن لديهم سكري غير منضبط.
المقال المترجم بين أيدينا يشير الى دراسة في السويد عن انتشار المضاعفات بنسبة أكبر بين المرضى المصابين بمرض كوفيد-19 ممن يعانون من مرض السكري.
البحث المترجم
في السويد، يعاني حوالي نصف مليون شخص من مرض السكري، و 90 في المائة منهم مصابون بالنوع الثاني. الدراسة السويدية نظرت في عدد الحالات الجديدة واحتمالية دخولها المستشفى والعناية المركزة ومعدل الوفيات بسبب جائحة كوفيد -19 لدى مرضى السكري.
قارنت هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة لانست للصحة الاقليمية – أوروبا The Lancet Regional Health – Europe ، مجموعة من مرضى السكري بمجموعة ضابطة من غير المصابين بالسكري ، مماثلة من حيث العمر والجنس والمنطقة، والذين تم اختيارهم عشوائيًا من السكان. إجمالاً، ضمت الدراسة 2.6 مليون شخص في السويد، تم،تسجيل 500 ألف منهم على أنهم مصابون بالسكري.
تثبت الدراسة أن احتمال دخول المصابين بالسكري من النوع 2 إلى المستشفى بسبب كوفيد-19 كان 1.4 مرة مقارنة بغير المصابين بالسكري. يمثل هذا الاحتمال نسبة 40 في المائة أعلى من غير المصابين بالسكري”، كما يقول عيدين روشاني Aidin Rawshani، الباحث في أكاديمية ساهلغرينسكا Sahlgrenska، جامعة غوتنبرغ.
حتى مع التعديل الواسع النطاق لعوامل الاضطراب ، لوحظ وجود احتمال مرتفع بشكل ملحوظ لدخول العناية المركزة للمرضى المصابين بـ كوفيد-19 (أعلى ب 1.4 مرة ) ومعدل الوفيات بسبب كوفيد-19 (أعلى ب 1.5 مرة ) لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع 2، مقارنةً بالمجموعة الضابطة المماثلة من حيث العمر والجنس والمنطقة.
بالنسبة لمرضى السكر من النوع 1 ، لوحظ وجود مخاطر عليا بشكل ملحوظ لجميع المخرجات. ومن ناحية أخرى ، لم يلاحظ أي خطر زائد كبير للمخرجات في النماذج الإحصائية بعد التعديل الواسع النطاق لعوامل الخطر.
استمرت الدراسة من 1 يناير إلى 15 أغسطس 2020 ،
“حققت الأبحاث في مجال السكري نجاحًا كبيرًا، باستخدام طرق علاج وأدوية جديدة. لكن عدد المصابين بالسكري آخذ في الارتفاع في السويد. نأمل أن تكون نتائج الأبحاث الجديدة هذه قادرة على المساعدة في إنقاذ المزيد من الأرواح ، كما “كتب سبارليانغ Sparreljung في بيان صحفي من مؤسسة القلب والرئة Heart Lung Foundation.