الوقاية أم العلاج! ؟
طالب المطاوعة
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
إن الفطرة الحقيقية هي تلك الفطرة التي تجعل من ذلك المخلوق بشراً سويا.
في فكره وعقيدته، ومأكله ومشربه، في علاقاته وكل شؤون حياته.
وما إن يخرج عن طوره الطبيعي، سواء بالنزول إلى الحضيض في علاقاته غير الشرعية كالزنا واللواط والمثلية.
أوفي تعاملاته غير الأخلاقية بالكذب والخيانة والحسد.
أوبجرمه في تسلطه وسرقته واغتصابه حقوق الآخرين.
أو بتكبره وتعاليه وعدم تواضعه وخنوعه لخالقه.
أو في انحداره إلى تلويث البيئة في هوائها وبرها وبحرها.
أو في تغيير التركيبة والخلقة الأصلية لمخلوقات الله باستحداث تركيبات غير طبيعية وصناعية لاستخلاص صبغات وكريمات وزيوت وأسمدة غير عضوية.
أو باستخدامه قاذورات وملوثات منهي عنها في الشارع المقدس.
أو بعبادته الأوثان والشيطان وهوى النفس.
إلا وترى الأمراض قد فتكت به كل مفتك، سواء بالأوبئة كالكورونا بسبب أكله الخفافيش والصراصير وباقي الحشرات، أو انتشار الفطر الأسود بسبب استخدامه رفث البقر وبولها للتبرك بها، أو بأكله لحوم الخنازير للإستفادة من ثمنها وجلودها، أو بشربه الكحوليات باعتقاده أنها الصانع لأجوائه المريحة و المرخي لعضلاته والمخرج لهمه وغمه من نكباته وتعاسته.
ماهو المخرج من ذلك المأزق؟ ثقافات الناس ومعتقداتهم تؤول إلى الإصرار على ذلك.
هل الملتقيات والمؤتمرات والأبحاث والدراسات العلمية هي المخرج؟
هل التثقيف الإعلامي والتعليم الدراسي بتلك الآضرار هو المخرج؟
هل مراجعة النفس مراجعة حقيقية بعد جائحة كورونا هو المخرج؟
هل نحتاج لكوارث وأوبئة جديدة كي نقتنع بالبحث الجديد عن السبب كوقاية وليس بالبحث عن العلاجات وإن ارتفعت نسبة تحصينها وتفاديها للمرض؟
لا مخرج أيها الناس من ذلك كله إلا بالعودة إلى الطبيعة البشرية التي خلقنا عليها من خالقنا وبارئنا ومصورنا وجاعلنا بها في أحسن تقويم.
العودة إلى الله في كل تعليماته وتوجيهاته وإرشاداته، بما يصلح لكل المخلوقات ويقوّم إعوجاجهم، ويرفع من شأن الإنسان ومكانته واحترامه وتقديره. وقد تكون العودة بالاستفادة من التشريع بما يحقق مصالح الناس وليس بالشرط بعودتهم للإسلام لأن ذلك غير ممكن وغير وارد.
شأن تسود فيه العدالة وتتحقق به المساواة وتسود عليه الكرامة، وتخلو منه الرذيلة.
” إذا عرف السبب بطل العجب”.