الشيخ الصفار: بعض المتدينين يسيئون إلى دينهم بجفاف أخلاقهم
مكتب الشيخ الصفار: القطيف
قال الشيخ حسن الصفار: إن بعض المتدينين يسيئون إلى الإسلام بجفاف أخلاقهم، وخشونة تعاملهم مع المختلفين معهم في الدين أو المذهب، وحتى مع المختلفين معهم داخل مذهبهم.
وتابع: وذلك يكشف عن ضيق أفق، وسوء فهم للدين، وخلل نفسي، وانحراف أخلاقي.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف.
وأوضح سماحته أن المسلم حينما ينفتح على الآخرين ويحسن التعامل معهم، ويبدي الاحسان إليهم، فإنه ينمي المشاعر الإنسانية الإيجابية في نفسه، ويقدم بأخلاقه وسلوكه انموذجًا جاذبًا لدينه ومجتمعه.
وتابع: وبذلك يعزز حالة التعايش في المجتمع، وهو مقصد شرعي.
وأشار إلى أن في التاريخ والواقع المعاصر قصصًا كثيرة عمّن أقبل على الدين وكان متأثراً بحسن أخلاق وتعامل من تعرف عليه من المتدينين.
وأضاف: في المقابل فإن ما يمارسه بعض المتدينين من تشدد وسوء تعامل أوجب نفورًا من الدين وتشويهًا لسمعته.
وتأسف الشيخ الصفار لما يقوم به بعض المتدينين من مقاطعة بعض اقربائهم، أو جيرانهم، أو زملائهم، لاختلافهم معهم في بعض الآراء الدينية، أو لانتمائهم لبعض المرجعيات والرموز الدينية التي لا يقبلونها.
وأبان سماحته أن الأمة اليوم بحاجة لاستحضار النهج النبوي في الانفتاح في العلاقات الاجتماعية مع بني البشر.
وتابع: الانفتاح في العلاقة مع الآخر، وحسن التعامل، نهج نبوي وقيمة إنسانية.
وقال: جاء النبي (ص) برسالة التوحيد في مجتمع وثني يعبد الأصنام، وكان هناك وجود لاتباع الشرائع الدينية السابقة من اليهود والنصارى، متسائلاً: كيف كانت علاقة النبي (ص) مع من لم يقبل دعوته من هذه الجهات؟
وأشار إلى أن من يقرأ السيرة النبوية يجد أن النبي (ص) كان يحرص ما أمكنه على إقامة العلاقة الإنسانية في أفضل صورها مع الآخرين ممن هم على خلاف دينه وشريعته.
وأوضح أن من الطبيعي أن يواجه النبي (ص) من أعلن الحرب على دعوته ودينه، فيرد عدوانهم وينتصر لدين الله تعالى.
واستطرد: لكن السؤال هنا هو عن العلاقة مع المشركين واليهود والنصارى خارج إطار الحرب والعدوان، فهل كان النبي (ص) يقبل ويرحب بالعلاقة مع غير المؤمنين بدينه والمستجيبين لدعوته، أم كان يقاطعهم ويتجنب كل ألوان العلاقة معهم في المحيط الاجتماعي؟
وأبان أن النبي (ص) كان يربي أمته على نهج العلاقة الحسنة وحسن التعامل وفق التوجيه الإلهي. مستدلا ببعض آيات القرآن الكريم، وبعض الشواهد من السيرة النبوية.
للاستماع لخطبة الجمعة بعنوان: الانفتاح في العلاقات نهج نبوي اضغط (هنا)