أفلام ومسلسلات الإنمي اليابانية.. عالم ساحر وجاذب للمراهقين والمراهقات
سهام البوشاجع
كثرت الإعلانات التي تنشر في وسائل التواصل الاجتماعي عن دورات في طريقة رسم شخصيات الإنمي، وبعناوين رنانة جاذبة كـ ( ارسم شخصيتك “الإنمي” المفضلة ) أو (كيف ترسم فتاة إنمي بالخطوات الصحيحة) وغيرها من العناوين الكثيرة، هذا الشغف الذي بدأ يتنامى في أوساط المراهقين والمراهقات لم يكن موجودا بهذه النسبة العالية أيام التسعينات أو حتى بداية الألفية، وإن كانت طفولتنا سمحت لنا بأن نسرح في عالم خيالي جراء مشاهدتنا لأفلام الكرتون، إلا أنها كانت أفلاما من الطراز رفيع المستوى على الصعيد الاجتماعي والعاطفي، ولا أزكي الكل، إلا أن أغلبها كان يحاكي براءة الطفولة وقتها.
إن هوس متابعة أفلام ومسلسلات الإنمي الكرتونية “اليابانية” بالأخص والإصرار على تعزيز هذه الثقافة من خلال إقامة دورات رسم لأبرز شخصياتها أو في تحليل سماتها الشخصية أصبح أمرا مبالغا فيه يدعو للبحث عن الأسباب والكشف عن “إيجابيات وسلبيات” هذا الشغف وهذا الهوس، وبالبحث عن مدى تأثير مثل هذه الأفلام بشكل مباشر أو غير مباشر على النشء وجدت في إحدى المقالات المنشورة لكاتب تساءل فيها عن سبب حب المراهقين والمراهقات لشخصيات الإنمي اليابانية، فقام بتقمص دور المراهق وعمد على مشاهدة أحد مسلسلاتها.
يقول: بالكاد استطعت متابعة ثلاث حلقات متتالية في الأسبوع، فيما خلصت إحدى الدراسات إلى أن المراهقين والمراهقات يتابعون هذه المسلسلات بمتوسط 3-4 حلقات في اليوم، الأمر الذي زاد من رغبته في معرفة أسباب هذا الشغف وهي ذاتها الأسباب التي دفعتني إلى كتابة هذا المقال.
وجدت عناوين كثيرة تتحدث عن أبرز شخصيات الإنمي وبعض العناوين في الصحف ووسائل التواصل بحثت عن أفضل عشر أو عشرين شخصية مشهورة في الإنمي، أعتقد أن هذا الاهتمام يعود لقرب تلك الشخصيات الخيالية من شخصيات المراهقين والمراهقات، فقد تجد الشخصية الحالمة متمثلة في شخصية “ناستو” والغموض متمثلة في شخصية الإنمي “لايت يوجامي” وأما شخصية “ليفي” فهو الجندي القوي الذي يتزعم فرقة خاصة ونخبوية هدفها الحماية والدفاع عن الآخرين، “مونتي دي لوفي” شخصية مرحة تحب المغامرة، و”ايتشيغو” شخصية غامضة على النطاق العائلي والأسري ” إدوارد” شخصية تستخدم العلم في إعادة أمه إلى الحياة بعد وفاتها، مثل هذه الصفات التي تتمثل في تلك الشخصيات الكرتونية تحاكي صفات من يتابعها من المراهقين والمراهقات، بل وأحيانا يجد نفسه في إحدى هذه الشخصيات، فتراه يقلدها بل وربما يتطبع ببعض طباعها أو يتمنى لو كان يمتلك من القدرات ما تمتلكه تلك الشخصيات، فيعيش عالما من الأحلام في واقع قد لا تتحقق فيه كل الأحلام.
وقد يضيف جمال رسم وتصميم هذه الشخصيات نوعا من التعلق بها فجمال العيون الواسعة اللامعة والشعر المنسدل والقوام الممشوق كلها صفات جاذبة لمن يتابعها إذ ترسل رسائل مبطنة أو ظاهرية بالتمني لو كانت شخصياتهم الحقيقة كالتي يرونها في تلك الشخصيات الكرتونية.
وما الخطأ في ذلك؟ كلها أمنيات وهي مجرد شخصيات افتراضية وعالم غير حقيقي، هذه إحدى الجمل التي تقال في حال طرحت مثل هذه المواضيع للنقاش العام، والدقة في الإجابة عليها أو تبرير معارضتك لها، يجب أن تصاغ بمعية الإقناع المبني على الدراسات والنتائج المؤثرة فالبحث في قضايا المغامرة والفنتازيا والدراما والكوميديا والجنس والطبيعة والخيال كلها قضايا شغلت الرأي العام ودرست من قبل اختصاصين أظهرت دراساتهم بعض ايجابياتها وبعض سلبياتها على من يتابعها أو يحب القراءة عنها، ناهيك عن عشق وانجذاب أطفالنا أو مراهقينا لها، فالأمر يتطلب الجهد الأكبر من الحرص والانتباه لتأثيراتها على المدى القصير أو الطويل فهم أمانة في أعناقنا.
حقيقة:
بدأت مسلسلات الإنمي مع بداية القرن العشرين عندما جرب منتجو الأفلام اليابانيون بعض تقنيات الرسوم المتحركة التي بدأت بالظهور في فرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة، وروسيا.
أقدم فيلم إنمي معروف أنتج عام 1917 م وكان فيلما كرتونيا مدته دقيقتين عن ساموراي يجرب سيفا جديدا فينتهي بفشل مستفحل.