أقلام

الصديق وقت الضيق

مها البن صالح

هذا المثل أصبح مثل الآية عند الكثيرين منا، نردده ونتغنى فيه ونجعله مقياساً للصداقة

(الصديق وقت الضيق)

في الفترة الأخيرة أصبح هذا المثل يضايقني كثيراً، لأني أراه فاشلاً في تحديد علاقة الصداقة

.لماذا فقدت الثقة فيه؟ لأنه مُتعب وثقيل.

ما ذنب الصديق المسالم اذا كان صديقه يضع نفسه في مواقف قد تكون غبية وسيئة، ثم يُطالبه بأن يكون معه في هذا الموقف ليثبت صداقته؟

ما ذنب الصديق المكافح الذي يجمع رواتبه ليستطيع أن ينُشأ أسرة ويستقر أن يكون مع صديق متهور أضاع ما يملك في أسهم أو مشروع تجاري؟

.فمن واجب هذا الصديق أن ينقذ صديقه بما يملك حتى يثبت انه الصديق المطلوب وقت الضيق؟

ما ذنب الصديق الملتزم بوقته بأن يتستر على صديقه الذي لا يعترف بالوقت، فيجب عليه أن يتقن توقيعه ويختلق له اعذار حتى يلتزم بشخصية الصديق وقت الضيق؟

ما ذنب الصديق الطموح الذي يجب عليه أن يثبت صداقته بأن يتخلى عن طموحه جزءً من الوقت ليكون مصاحباً لصديقه المغامر الذي يرى أن الطموح أمر قد تستطيع تأجيله؟

اختيار الصديق من أهم شروطه أن يحترم امكانياتك وخصوصياتك وقدراتك ولا يقحمك في مشاكله إقحاماً

بل تساعده كرماً منك وحرصاً منك على سلامته بحيث لا تعطل شؤون حياتك وخططك

فغريب أمر بعض الأصدقاء اللذين يطالبون صديقهم أن يتقمص أحزانهم وأفراحهم ومشاكلهم وجميع أمور حياتهم. وكأنه ألغى حياة هذاالصديق بل وتصل حياته الى مستوى الذائبية في محيط أصدقائه.

وجميل أن تبقى الصداقة موجودة بجمال العلاقة فيها ولا تكون صنماً اعبده واسخر حياتي لأجله. 

فلا طلت الحرية ولا استمتعت بلذة العبادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى